|
"أهلا رمضان بحوارة"- آلام المخاض لم تشفع لوالدته.. حاجز الموت يقتل الطفل "زيد" بعد لحظات من ولادته
نشر بتاريخ: 12/09/2008 ( آخر تحديث: 12/09/2008 الساعة: 17:39 )
نابلس- معا- ثماني سنوات وحاجز حوارة العسكري المقام على المدخل الجنوبي لمدينة نابلس الذي يعد من أكبر حواجز الضفة الغربية. إذ قتل عليه عشرات الفلسطينيين بعد إطلاق النار عليهم، أو بسبب سوء معاملة جنود الاحتلال، مما جعل الفلسطينيين يطلقون عليه "حاجز الموت".
"أهلا رمضان بحوارة" كما قال أحد الطلبة ساخرا. فرمضان لم يغير من الوضع شيئا، ولم يشفع حتى لشابة حامل في شهرها السابع عند جنود الاحتلال من أن تنجو بطفلها بعد توسلاتها وزوجها لجنود الاحتلال السماح لها بالمرور عبر الحاجز. فأنجبت على الحاجز، مما أدى إلى وفات طفلها الذي انتظراه طويلا على الفور. مؤيد أبو ريده البالغ 29عاما من قرية قصرة، جنوب نابلس، هو والد الطفل الذي حَكم عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي بالموت، ونفذوا الحكم فيه، قال لــ"معا" ": "وصلنا الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل أنا وزوجتي نهيل البالغة 21 عاما مع أمي وشقيقي من قرية قصرة جنوب المدينة التى تبعد عن الحاجز 25 كيلومترا، بعد أن بدأت زوجتي بمخاض الولادة، وهي في شهرها السابع، وباءت كافة توسلاتنا لجنود الاحتلال بالفشل؛ للسماح لنا بالعبور عبر الحاجز، حتى صيحات زوجتي، ونزيف الولادة الذي أصابها، لم يشفع لها أمام جنود الاحتلال . وقال أبو ريدة -الذى يعمل في احدى المستوطنات الإسرائيلية في منطقة غور الاردن-: "بعد ساعة ونصف من الانتظار أمام مماطلات جنود الاحتلال الذين اصرورا على جلب تصريح خاص للسماح لنا بالمرور عبر الحاجز، أنجبت زوجتي زيدا الطفل الذي كنا ننتظره.وتوفي بعد لحظات؛ لأنه كان في الشهر السابع فهو يحتاج إلى حاضنة. إنه شعور غريب مختلط بالألم، والقهر، والتأمل، والتعجب في آن واحد" -حسب ما قال مؤيد. وتابع مؤيد لــ"معا" :"وبعد ساعة ونصف وصلت سيارة الإسعاف الفلسطينية على الحاجز، وأجريت عملية الولادة الكاملة لإنقاذ حياة زوجتي،مع اصرار جنود الحاجز على رفض السماح لزوجتى وأمي بالعبور عبر الحاجز". واضاف :"في اليوم التالي حملنا طفلنا الذي قتله جنود الحاجز في كرتونة من المستشفى لدفنه في مقبرة القرية، وعلى الحاجز بدأ الجنود بالضحك علينا، وهم يقولون لبعضهم، هل تريدون أن تشاهدوا طفلا ميتا؟ تعالوا. هذا هو موجود في داخل الكرتونة". الاحتلال يعترف ويسجن ضابط الحاجز . موقع "والله" الاسرائيلي اعترف بالخبر كاملا وبصحة القصة الفلسطينية في سابقة نادرة، وقال: "إن الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقا في الموضوع وقرر إقالة الضابط المسؤول عن الحاجز، فيما قالت مصادر اسرائيلية: "إن المحكمة العسكرية الإسرائيلية قررت سجن الضابط الإسرائيلي 28 يوما، ومن ثم نقله الى موقع آخر في الجيش . وأضاف قائلاً: "إن على الجنود العاملين على الحواجز تقدير الأمور جيدا، وليس فقط التعامل مع القوانين والأوامر. وإلى منظمات حقوق الانسان الدولية قال أبو ريدة ساخرا : "إن الاحتلال يقرر ان حياة طفل فلسطيني لاتساوي أكثر من 28 يوم سجن!". |