|
مانديلا: تدهور أوضاع الأسرى في عزل ايشل ببئر السبع والإدارة ترفض تلبية مطالبهم
نشر بتاريخ: 16/09/2008 ( آخر تحديث: 16/09/2008 الساعة: 00:02 )
رام الله -معا- ذكرت مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الأسرى، والمعتقلين أن أوضاع الأسرى القابعين في أقسام العزل في سجن ايشل ببئر السبع في تدهور مستمر؛ جراء ممارسات إدارة السجون "التعسفية"، التي تصاعدت في شهر رمضان المبارك، وذلك بعد لقاء محاميها أسرى في سجن ايشل ببئر السبع، وهم نزار التميمي، وشادي طلعت زايد، والمعزول رمزي عبيد.
وقالت في تقرير صدر عنها: "إن الأسرى في هذا السجن استقبلوا شهر رمضان المبارك دون توفر أي صنف من الخضار الذي تسمح لهم بشرائه مرة واحدة في الشهر". وأبلغ الأسير نزار التميمي محامي مانديلا خلال زيارته، ان معاناة الأسرى في تفاقم مستمر في شهر رمضان خاصة بعد أن قررت الإدارة منع الزيارات بين الأسرى في غرف السجن خلال شهر رمضان، رغم أنها مسموحة بموجب أنظمة الإدارة، التي تسمح بها الإدارة في بقية السجون خلال شهر رمضان. وذكر التميمي، أنه رغم احتجاج الأسرى على الإجراء التعسفي، فإن مدير السجن أبلغهم بأن الإدارة لن تستجب لمطالبهم رغم أن نظام الزيارات متبع في باقي السجون خلال شهر رمضان. وأكد الأسير التميمي بأن إدارة مصلحة السجن تتعامل مع سجون الجنوب بطريقة سيئة، منذ نقل ممثل السجن إبراهيم عليان حيث لا يوجد أي تعامل مع الممثل الجديد. وأضاف أن الأوضاع بالغة السوء؛ لأن الإدارة ترفض الاستجابة للكثير من القضايا، ومطالب الأسرى كقضية اللباس البرتقالي، التي تحاول إدارة السجن فرضها على الأسرى الذين أعلنوا رفضهم القاطع لها. تدهور أوضاع المرضى وأشارت مانديلا لتدهور الاوضاع الصحية للاسرى إذ تواصل إدارة السجن انتهاج سياسة الإهمال الطبي، ورفض علاج الحالات المرضية، حتى الصعبة منها، مشيرة إلى معاناة الأسير بكر ابو عبيد من نابلس الذي أفاد بأنه يعاني من آلام حادة بالرأس، وترفض الإدارة إجراء فحوصات طبية لتشخيص حالته وعلاجه. وذكرت أن محاميها لم يتمكن من زيارة الأسير صالح حريز من رام الله الذي لم يستطع الخروج لمقابلة محامي مانديلا؛ بسبب تدهور حالته الصحية. وأفادت مانديلا بأن حريز الذي يعتبر من قدماء الأسرى، والذي أمضى 23 عاما في الأسر، يعاني من آلام شديده في المفاصل، والكلى، ولا يتلقى أي علاج رغم المضاعفات الخطيرة على وضعه الصحي. وأشارت أيضا إلى معاناة الأسير محمود ابو خرابيش من أريحا، والذي أمضى 20 عاما في الأسر، وإهمال علاجه رغم أنه يعاني من مرض في القلب، وبحاجة لرعاية صحية مستمرة. أما الأسير فرح البرغوثي فهو يعاني من مرض السكري، ويأخذ الانسولين، ولا يوجد تحسن في وضعه لعدم تلقيه العلاج المناسب. وذكرت مانديلا أن الأسير محمد القدومي يعاني من مشاكل مرضية بالمعدة وقبل 10 أيام شعر بآلام حادة في المعدة وبعد احتجاج الأسرى تم نقله إلى عيادة السجن، بعد أن احضروا حمالة، ونقلوه عليها، ولكن بعد أن ابتعد الممرض مع الجنود عن الأسرى تم إنزاله عن الحمالة وتركوه يمشي رغم سوء حالته الصحية. وأضافت مانديلا أن القدومي مكث في عيادة السجن 8 ساعات، وأعطي إبر جلوكوز، لكن وضعه الصحي تدهور، مما اضطر الطبيب المناوب لطلب نقله الى المستشفى، و تم نقله لمدة أسبوع إلى المستشفى، حيث أجري له عملية؛ بسبب إنفجار بالمعدة، وهو بحاجة إلى متابعة في العلاج . اجراءات عقابية وذكر الأسير التميمي أن العلاقات الفصائلية بين التنظيمات رسمية، وكل أفراد تنظيم يقيمون بقسم لوحدهم، ورغم ذلك يتعرض الأسرى للعديد من العقوبات بطريقة متعمدة، سواء كانت المشاكل صغيرة او كبيرة، ومنها عقاب النقل التعسفي، ومصادرة الأدوات الكهربائية، والتفتيشات الليلية المفاجئة، والعزل الانفرادي في الزنازين، مثلما حدث مع غرفة الأسرى من الجبهه الشعبية حيث قامت وحدة خاصة يوم الجمعة الموافق 29/8/2008 باقتحام الغرفةأ وتفتيشها لمدة 7 ساعات ، وتم إغلاق الغرفة، ومعاقبة الأسرى بمنع الزيارات، وابلاغ بعض الأسرى منهم بالنقل إلى سجون أخرى، منوها إلى أن طاقم الإدارة والشرطة غير متعاونين بتاتا مع الأسرى. أما الأسير شادي طلعت زايد قد ابلغ محامي مانديلا أنه نقل من سجن عوفر بتاريخ 1/9/2008 إلى سجن ايشل بشكل تعسفي. وأشار شادي الى أن وضع سجن عوفر سيء للغاية، وخاصة قسم الغرف فهو سيء جدا. أما الأسير رمزي عبيد فأبلغ محامي مانديلا أنه يتواجد في قسم العزل رقم 6، حيث نقل إلى قسم العزل في هذا السجن بتاريخ 7/8/2008، ولديه محكمة في 19/9/2008 بخصوص تمديد فترة العزل أو انهائها، وقال عبيد إن الاسير المقدسي تيسر سليمان يتواجد في قسم العزل أيضا. العزل والعقاب..مآساي العزل وذكرت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة مانديلا أن إدارة السجون تمارس سياسة العزل الإنفرادي للأسير الفلسطيني، والعربي بشكل منظم، ومنهجي منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، باعتبارها أحد الاجراءات العقابية الهادفة للمس بكرامة الأسير، والنيل من معنوياته عن طريق وضعه منفردا في زنزانة انفرادية ضيقة لفترة غير محدودة قد تمتد لسنوات طويلة. وذكرت أنها تقوم بعزله كليا عن العالم الخارجي، وهي من أشد سياسات القمع والعقاب، إضافة لكونها ممارسة فعلية للقتل في صمت شديد. وذكرت دقماق إثر زيارة الأسرى أن بعض القابعين منهم في أقسام العزل في سجون عسقلان وايشل يعيشون ظروف صعبة، وقاسية؛ لأن هذه الأقسام قديمة فهي أقسام رطبة، ولا تدخلها الشمس، وتنعدم فيها التهوية، وتفتقر لأدنى متطلبات الحياة الإنسانية، حيث مساحة الزنزانة 2.5 متر × 1.5 متر ويوجد فتحة صغيرة على الباب محكم الإغلاق ويتم إدخال الأكل للأسير من خلال هذه الفتحة. وأضافت، انه في كثير من الأحيان يتم حرمان الأسير المعزول من زيارة الأهل، ويتم حرمانه من لقاء زملائه الأسرى، ويبقى الأسير في زنزانته 23 ساعة، ويسمح له ساعة واحدة للفورة -أي الفسحة- ويخرج من الزنزانة إلي الساحة مقيد الأرجل والأيدي، ويتم فك القيود فقط في الساحة، وتجري إعادة القيود عند العودة إلى الزنزانة . وقالت دقماق: "على الرغم من عدم وجود مبرر حقيقي في عزل بعض الأسرى ولمدد طويلة، فإن الإدارة تمارس هذا الأسلوب تحت حجج واهية منها: أن الأسير المعزول يشكل خطورة لوجوده مع الأسرى؛ نتيجة أفكاره -أي توجهاته- وذكرت أنه في إطار الإجراءات العقابية لهؤلاء الأسرى، تقوم الإدارة في بعض الأحيان يإغلاق حساب الكانتين للمعزولين، وهذا يعني أن الأسرى في هذه الزنازين يموتون كل لحظة، ولا فرق بينهم، وبين الأموات إلا أنهم أحياء في قبور مظلمة. الأسرى المعزولين وذكرت دقماق أنه من الأسرى المعزولين عبد الله البرغوثي في عزل سجن عسقلان، وإبراهيم حامد ، وأحمد المغربي ، وحسن سلامة ، وجمال ابو الهيجا ، ومحمود عيسى ، والنائب محمد جمال النتشة ، وصالح دار موسى ، وهشام الشرباتي، ونسيم القواسمي، ومحمد ابو لبدة، وعطوة العمور، ومهاوش سلامة، ومحمد العصا، والمعتقل الإداري وليد خالد، واياد فنون ، وخضر الدلو، ومحمد العصا. وجميعهم في ايلون الرملة، ومحمد تركمان في سجن جلبوع، وتيسير سليمان، ورمزي عبيد في عزل ايشل ببئر السبع. سنوات في العزل وذكرت دقماق أن هناك عدد من الأسرى المعزولين مضى على عزلهم أكثر من 7 سنوات، كالأسير حسن سلامة من غزة. كما يوجد أسرى تم عزلهم فور انتهاء التحقيق معهم، وهم إبراهيم حامد، وعبد الله البرغوثي، أما الأسير الشيخ جمال ابو الهيجا الذي لم تسمح له إدارة السجون بلقاء أبنائه الاسرى رغم الطلبات المتكررة، إذ كانت الإجابة دائما بالرفض.وأيضا الأسير أحمد المغربي، والأسير حسن سلامة لم يتم لقائهم بإخوانهم الأسرى خاصة الأسير سلامة، إذ لا يبعد أمتارا عن مكان وجود أخيه أكرم سلامة في مستشفى سجن الرملة. ودعت دقماق باسم مؤسسة مانديلا إلى التحرك الفوري، والفعال؛ لإنهاء معاناة الأسرى والمعتقلين، ووضع حد لقضية الأسرى المعزولين، وإخراجهم من زنازين عزلهم، وإنقاذ حياتهم من الموت البطيء الذي يهددها . |