وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المحامية والناشطة الأمريكية شارلوت كييتس ستلتقي نقابات كندية وأوروبية لدعم قضية أحمد سعدات

نشر بتاريخ: 23/09/2008 ( آخر تحديث: 23/09/2008 الساعة: 13:27 )
غزة- معا- أكدت المحامية والناشطة الأمريكية المحامية شارلوت كييتس مقررة لجنة الشرق الأوسط في نقابة المحاميين الأمريكيين وعضو حملة التضامن مع الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات أن حملة التضامن معه مستمرة ومتواصلة، وأنهم يتلقون مئات الرسائل وبرقيات التضامن بمشاركة أحزاب وقوى سياسية في العالم تقف مع المقاومة وتتضامن مع سعدات وتدعو للإفراج الفوري عنه، لافتة أن الأيام القليلة القادمة ستقوم الأسيرة المحررة عبلة سعدات ( أم غسان ) زوجة الأمين العام بجولة في أسبانيا وتركيا في حين أنها شاركت في سلسلة من الاجتماعات واللقاءات مع برلمانيين أوروبيين ومع مؤسسات فلسطينية وعربية بهدف حشد المزيد من الدعم لقضية الأسرى وتوسيع حيز التضامن مع قضية القائد احمد سعدات.

ودعت كييتس في مقابلة أجراها المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تكثيف الجهود والنضال في كل مكان من أجل حرية جميع الأسرى الفلسطينيين، مطالبة بتعزيز وبناء حركة تضامنية قوية ومؤثرة مع الشعب الفلسطيني تعمل لصالح الحقوق الوطنية الفلسطينية وحماية المقاومة وشرعيتها ولكشف زيف القوى والشركات التي تساند الاحتلال والحرب، مشددة على أن هذه الخطوات هي الرد المطلوب على التوطؤ الدولي الرسمي خاصة المواقف الأمريكية والكندية الرسمية التي تسير من سئ إلى أسوأ، ورداً على استمرار سياسة الاعتقالات الجماعية والفردية والاستيطان والحصار والتي تهدف لتهجير الشعب الفلسطيني والاستيلاء على كل ما تبقى له.

أضافت كييتس أن هناك سياسة أمريكية تحول دون ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في العودة لوطنه وحقه في تقرير المصير والإدارة الأمريكية تفعل كل ذلك بإسم الأمريكيين.

وعن المؤتمر المزمع عقده في مدينة فانكوفر الكندية والذي هدفه التضامن مع الأسرى في السجون الاسرائيلية قالت: "المؤتمر في كندا هو لتسليط الضوء على واقع ونضالات الاسرى في فلسطين وفي سجون الولايات المتحدة وهو من تنظيم حملة مقاطعة الابارتهييد الإسرائيلي في بريتش كولومبيا. نسعى من خلال اللقاءات الثنائية مع النقابات للحصول على كل دعم سياسي ومعنوي ممكن لصالح قضية الأسرى ونحن نرى أن حملة المقاطعة الاقتصادية لاسرائيل ودور النقابات الكندية فيها هام جدا واكثر حضورا منها في الولايات المتحدة الأمريكية، كما اننا نرى دورا لهذه المؤسسات في التضامن مع الامين العام للجبهة الشعبية باعتباره رمزا وطنيا ويمثل حالة نضالية بارزة في السجون الإسرائيلية ".

وحول سؤالها إن كان إطلاق سراح الدكتور سامي العريان من سجن أمريكي قبل نحو أسبوع، يشكل انتصاراً للفلسطينيين وحركتهم الوطنية وحقوقهم المدنية في الولايات المتحدة قالت: "إنها خطوة إلى الأمام. لكن القضية لا تزال مستمرة ، وسامي ، ليس طليقا تماما ، خرج بكفالة مالية ، وهذا جيد وشكل تراجعا من المحكمة عن مواقف سابقة في الماضي . اتفق انه انتصار للفلسطينيين وللعدالة بشكل عام . وأرجو ان ينتبه الناس لمواقف المحلفين في معظم القضايا المتصلة بالنضال الفلسطيني في الولايات المتحدة ، هي تعبر عن حقيقة مهمة ، ان الشعب الامريكي لا يرى علاقة بين نضال الفلسطينيين وما يسمى " الإرهاب والتطرف " ، كما هو حال ومواقف الحكومة والكونغرس. بدليل ان الحكومة فشلت في معظم القضايا المرفوعة على مؤسسات فلسطينية أو أفراد عرب ومسلمين في سياق ما يسمى " حماية الأمن القومي الأمريكي " . الأمر الآخر ، هو حق الجالية الفلسطينية في تقديم الدعم المالي والخيري والسياسي للشعب الفلسطيني ، من اجل دعم صموده ونضاله ومقاومته المشروعة، بل انه واجب إنساني وأخلاقي ، أن نقوم بذلك في مواجهة سياسة الحصار والتجويع والإبادة ومحاولات الالتفاف على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين . الحكومة الأمريكية تريد تفزيع وتخويف الجالية الفلسطينية وأنصارها وعزلهم ، وهي تفشل في ذلك ، ومع كل عمل ونشاط ومؤتمر ومظاهرة لصالح الشعب الفلسطيني ، مع كل انتصار ، حتى لو كان صغيرا ، تفشل أكثر ".

وبخصوص الشأن الداخلي الفلسطيني شددت كييتس على أن الخروج من وحل الصراع الداخلي الفلسطيني يتطلب الإقلاع عن أوهام تسوية عادلة للصراع العربي الاسرائيلي في ظل موازين القوى الراهنة ، على المستويين الاقليمي والدولي ، فضلاً عن عدم الرهان على حسن النوايا الأمريكية والإسرائيلية، مطالبة القيادة الفلسطينية أن تصغي لصوت الشعب الفلسطيني وتحترم خياراته وحقوقه الوطنية.

وأضافت بأن المصدر لما يسمى "بالانقسام الفلسطيني" هو الاحتلال الإسرائيلي والمواقف الأمريكية، حيث أنهم يعملون ليل نهار ، لإضعاف الفلسطينيين وكسر مقاومتهم ، وأن دولة الاحتلال تقوم بذلك بمختلف الوسائل القذرة ، من ارتكاب المجازر وسياسة الاغتيالات إلى الاعتقال والتهجير وسرقة الأرض وفرض الحصار وصولا للتدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي ، لافتة أن الوقاحة الإسرائيلية وصلت إلى درجة ، يريد فيها المحتل أن يكون جزء من الحوار الفلسطيني الداخلي، مشيرة إلى أنه من المعروف أن أحد أهم أركان السياسة الاستعمارية ترتكز على مقولة " فرّق تسد " ، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني يدرك هذه الحقيقة ويدرك أيضاً أن وحدة الشعب والقضية والوطن تظل هي مصدر قوته الرئيسية وحجر الزاوية في صموده .

وانتقدت كييتس في سياق حديثها بعض المواقف الرسمية الفلسطينية، خاصة من أنصار اتفاق اوسلو والتي تريد التنازل عن حق العودة في اتفاق نهائي مع إسرائيل " أو الترويج لما يسمى بالدور الأمريكي " الايجابي في عملية السلام " ومقولة " إسرائيل شريكنا " وغيرها من مواقف سيئة ، تعمل على تشويش حقيقة الصراع في فلسطين وتربك حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وحول ردها على سؤال بأن مواقف المرشحين للرئاسة ماكين وأبوما من تأييد إغلاق معتقل غوانتانمو هو انتصار لحملة اغلاق غوانتانمو في العالم قالت: "في لعبة الانتخابات الامريكية يقال اشياء كثيرة . صحيح ان مواقف كل من اوباما ومكيين هو اغلاق المعتقل ، لكن علينا ان ننتبه ، ليس لتحرير المعتقلين ، بل يقترحون نقلهم الى سجون اخرى ، بالتالي ، تخلي الولايات المتحدة مسؤوليتها عن مصير هؤلاء وما جرى ويجري لهم ، بالكامل . بعضهم سيتم ترحليه الى سجون داخل الولايات المتحدة واخرين الى السجون الامريكية التي يتم بناؤها الان وتديرها حكومات تابعة وعميلة في افغانستان والعراق واوروبا وغيرها بالتعاون مع وكالة المخابرات الامريكية ( السي اي ايه ) ورغم ذلك ، فان هذه المواقف " الجديدة " هي انتصار للمقاومة في العراق وافغانستان ولحركة الضغط الشعبي العالمي لاغلاق معتقل غوانتانمو ودور المنظمات الحقوقية الجادة وهي نتيجة لرفض الشارع الامريكي لسياسة بوش وفشلا لما يسمى ب " الحرب على الارهاب ".

تجدر الإشارة إلى كيتس تعمل كمسؤولة لملف التثقيف لحملة إغلاق معتقل غوانتانمو في مركز الحقوق الدستورية بمدينة نيويورك. وقد زارت الأرض المحتلة وحضرت " محاكمة " سعدات في أغسطس العام الماضي وتزور كندا هذا الأسبوع للمشاركة في عدد من الفعاليات التضامنية مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال وتشارك في مؤتمر " على الخطوط الأمامية لمقاومة الاحتلال " في مدينة فانكوفر كما تحاضر يوم السبت 28 سيبتمبر في جامعة سايمون فريزر بمشاركة الكاتب الصحفي جون إيلمر ( والأخير كان قد التقى الأمين العام في سجن أريحا وأجري معه مقابلة صحافية في العام 2004.