|
عائلة من طولكرم... تجمع التنك واكياس الخيش من القمامة وتاكل رؤوس الدجاج وارجلها!!
نشر بتاريخ: 23/09/2008 ( آخر تحديث: 23/09/2008 الساعة: 16:55 )
بيت لحم - معا- لم يكن من خيار أمام المواطنه ام مراد احدى سكان بلدة شويكة شمال مدينة طولكرم سوى ارتياد مزابل المدينة " الحاويات " للبحث عن لقمة عيش أبنائها الخمسة و تأمين قوتهم اليومي ، بعد عدم تمكنها وزوجها الذي يعاني من اضطرابات نفسية من الحصول على وظيفة يستطيعان من خلالها العيش بكرامة ، كباقي أفراد المجتمع خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة ، والتي ألقت بظلالها على فئات المجتمع كافة . اضافة الى حرمانها من حصتها التي جاهدت على انتزاعها من مديرية الشؤون الاجتماعية لأسباب لا أساس لها من الصحة على حد قولها .
ولا تزال المواطنة أم مراد وأبنائها يتجرعون صنوف المعاناة بأشكالها كافة وبشكل يومي "على حد تعبيرها " دون تلمس أي تغيير على حياتها لتؤكد أنها تكتوي بنارين ...نار البحث " والنبش " بين مزابل المدينة للعثور على ضالتها ونار قسوة وجبروت الوالد وتعنيفه لها وأبنائه . وتعتبر مزبلة " معيطة " الواقعة بالقرب من مفترق فرعون قضاء المدينة ملاذا لجميع أفراد العائلة ، والذين ينهمكون باكرا في ساعات الفجر الأولى للذهاب اليها من أجل البحث عن علب " الكولا " التنك " وجمعها في أكياس " الخيش " والتي تزن ما يقارب 30ـ 40 كيلوا وتبتاعها العائلة بسعر لا يتجاوز السبعة شواكل على اعتبار الكيلو بأغورتين . تقول أم مراد التي تقطن في منطقة ظهرة اكبارية في بلدة شويكة وتقيم عند شقيقتها في بيت للايجار عبارة عن غرفتين وحمام خارجي " الحاجة والعوز جعلاني ألجأ للشؤون الاجتماعية للتخفيف من معاناتي. حيث قدمت الطلب في المديرية وأرفقته بصورة عن هويتي الشخصية لتقوم المديرية بدورها في المتابعة وعمل الزيارات الميدانية.لتؤكد لي المرشدة الاجتماعية "بطلعلكم مساعدة نتيجة لوضع بيتكم وزوجك " " لازم نحول الملف على اللجنة يمكنك المراجعة بعد أسبوعين ". وأضافت ام مراد التي تحتضن ثلاثة أولاد وبنتين أصغرهما في عمر الثلاث سنوات "بعد متابعتي مع المديرية أكدت لي المرشدة المتابعة لقضيتي أنها تحرت عن وضعنا من قبل أناس يقطنون في بلدة شويكة وتم جمع معلومات مفادها أننا نمتلك "باجر " " حفار " وأنني أعمل في مستشفى الزكاة كممرضة وأتقاضى راتبا بقيمة 180دينار " . واسترسلت ام مراد بالقول " بعد متابعات حثيثة وتدخل بعض الأطراف تم اثبات عكس ذلك واستطعنا فتح ملف في الشؤون لتلقي المساعدة بقيمة 331 شيكل شهريا وتأمين صحي وتموين واستمر الحال على ما هو عليه لأكثر من ست سنوات "مضيفة الى أن قيمة المساعدة انخفضت من 331 الى 200 شيكل والسبب حسب قولها عدم الاطلاع على وضع العائلة عن كثب والسماع لأقوال الناس والحصول على معلومات غير صحيحة . على حد قولها . وأضافت ام مراد "تلقينا نبأ بقطع المساعدة قبل خمسة شهور واغلاق ملف المساعدة من الشؤون الاجتماعية . والحجة أن زوجي يتقاضى راتب 250شيكل يوميا ويمتلك سيارة اضافة الى قطعة أرض تقدر بدونم ونص ". على حد تعبيرها . وقالت " منذ بداية العام الدراسي ونتيجة قطع المساعدة وحرمان أبنائي من الحصول على اعفاء لدفع القسط المدرسي من الشؤون الاجتماعية تم حرمانهم من تلقي تعليمهم والتوجه للمدرسة من قبل ادارة المدرسة ومنذ بداية العام لم يلتزم أبنائي بالدوام سوى أول ثلاث أيام فقط " ليعلق الطفل مراد على الحديث في مداخلة قصيرة بصوته المبحوح الذي خنقه الفقر بالقول " حكالي المدير اذا ما بتجيب القسط بدي أموتك بالبريش " . وتعيش عائلة ام مراد الحرمان بمذاقات عدة خاصة في ظل شهر رمضان المبارك تقول ام مراد أن طبقها الأساسي هي وأبناؤها على الافطار" اجرين ورؤوس الدجاج " تقوم بتأمينه من محلات الدجاج . مضيفه أن نجلها البكر ابن الأحد عشر عاما اضطر للعمل على "العربات" في سوق الخضرة بطولكرم لتوفير مصروفه واخوانه على حد تعبيرها . ولم يتوقف سوء حال العائلة عند الفقر وقلة الحيلة بل تعدى ذلك الى سوء معاملة الوالد الذي يعاني من اضرابات سلوكية ونفسية لأبنائه وزوجته وتعنيفهم دون سبب يذكر وضربهم بأداوات وآلات حادة دون وجود شفيع لهم . لتقول ام مراد " لا أحد يعلم بنا " حيث لوحظ آثار تعذيب وكدمات على أجسام الأطفال . واتهمت ام مراد مديرية الشؤون الاجتماعية بالتقصير تجاهها وعدم القيام بدورها بالشكل المطلوب حتى فيما يخص الزيارات الميدانية للمرشد الموكل من قبل المديرية حسب ادعائها. مشددة على أن الأساس التي تحتكم اليه المديرية في التعامل مع مختلف الحالات والقضايا " كرت غوار " حسب قولها لتؤكد أن الأخيره تلعب على وتر الواسطة والمحسوبية . ولمعرفة ردود مديرية الشؤون الاجتماعية في مدينة طولكرم على اتهامات أم مراد ، قمت باجراء مكالمة هاتفية مع مديرة الشؤون الاجتماعية في طولكرم والتي بدورها لم ترفض الحديث ورحبت بالموضوع وبقدومي للمديرية، واعتذرت لعدم تمكنها من الحديث معي حول القضية لانشغالات خاصة بالعمل حيث اتفقت واياها على الحديث مع المرشد الاجتماعي المتابع للموضوع دون تذمر ،وبالفعل قمت بأخذ معلومات دقيقة وبالتواريخ عن توقيت فتح ملف العائله وأسباب اغلاقه التي كان أهمها توقف المساعدة النقدية وتحويلها لتأمين طبي بتاريخ 24ـ10ـ2007 والسبب أن العائلة تعتاش من وراء جمع الحديد وبيعه بشكل جيد . ومنذ 24/10/2007 وحسب قول المرشد ، تم تجديد التأمين حتى تاريخ 20- 4- 2008. وفي وقت سابق وبتاريخ 8ـ3ـ2006 ولورود معلومات عن أن الوالد يعمل باسرائيل تم خصم 131 شيكل من قيمة المساعدة البالغة 331 لتبقى قيمة المساعدة 200 شيكل فقط حسب أقوال المرشد. وفي شهر نيسان من العام الحالي وحسب المديرية وأقوال المرشد والمعلومات المدونة في السجلات الرسمية تم التأكيد من قبل المرشد بأن والد العائلة اعترف بأن دخله اليومي ما بين 100ـ 300 شيكل . ليأتي رد المرشد بالقول أن أي حالة من هذا القبيل تتقاضى هذا الأجر لا ينطبق عليها أي نوع من أنواع المساعدة ليؤكد اغلاق الملف وتوقفه كليا بتاريخ 29ـ4ـ2008.مشيرا الى وجود خلل في قانون الشؤون الاجتماعية الموجود على حد قول المرشد. وحول اتهامات العائلة قال المرشد المكلف بالرد أن اتهامات العائلة مردود عليها وهي اتهامات باطلة ومرفوضة وعارية عن الصحة داحضا اتهامات العائلة قائلا أنها محض افتراء على حد تعبيره. همسة التايه- اخباريات |