وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كلمة أمين عام الرئاسة في الذكرى 59 لقيام جمهورية الصين الشعبية

نشر بتاريخ: 26/09/2008 ( آخر تحديث: 26/09/2008 الساعة: 16:56 )
بيت لحم -معا- نقل الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة تحيات الرئيس محمود عباس للرئيس الصيني خوجينتاو والقيادة الصينية والحزب والشعب الصيني الصديق أجمل التحيات بمناسبة العيد التاسع والخامسين لقيام جمهورية الصين الشعبية الصديقة.

جاء ذلك خلال الاحتفال الذي أقامه السفير الصيني في رام الله أمس حضره قادة فصائل العمل الوطني الفلسطيني والوزراء والسفراء والقناصل المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسة بلدية رام الله والعديد من الفعاليات الوطنية والشعبية.

وقال الطيب عبد الرحيم في احتفال السنة الماضية على قيام جمهورية الصين الشعبية كانت هناك دعوة لمؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط وقد اتفق في ذلك المؤتمر على تنفيذ نقطتين:
الأولى، تنفيذ الشق الأول من خارطة الطريق لوقف الاستيطان وإزالة الحواجز والعودة إلى ما قبل 28/9/2000, والثانية، هي الوصول إلى اتفاق لجميع قضايا الحل النهائي وهي الحدود والقدس واللاجئين والأمن والمياه.

وقد بذل الوفد الفلسطيني جهوداً مخلصة وجادة للتوصل إلى حل لهذين البندين شهدت بها الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وغيرهم، وكذلك فقد بذلت الإدارة الأمريكية جهوداً مثابرة ومتواصلة للوصول إلى تحقيق رؤية الرئيس بوش، ولكن الجانب الإسرائيلي لم ينفذ الشق الأول من خارطة الطريق حيث زاد الاستيطان وبقيت الحواجز التي تعطل حياة المواطنين.

وبالنسبة للبند الثاني فلم يغلق أي ملف حتى الآن من ملفات قضايا الوضع النهائي، وأضاف لقد قدم الشعب الفلسطيني حلاً تاريخياً بإقامة الدولة الفلسطينية على 22% من أرض فلسطين التاريخية، ولكن الذي يبدو أن الجانب الإسرائيلي الآن يريد أن ينتزع بعض الأراضي بالمغالاة بنسبة التبادلية الذي يطرحوها وبغموض وضع القدس والأمن واللاجئين والمياه، وقال لقد قدمنا أسئلة واضحة ونريد أجوبة واضحة ومكتوبة.

وطالب عبد الرحيم بألا يقع اللوم علينا فمعنا كل الحق كما أقرت ذلك الشرعية الدولية بأن نقيم دولتنا الفلسطينية على حدود عام 67 إلى جانب دولة إسرائيل وذلك أيضاً ما أقرته مجالسنا الوطنية والمركزية، فلا حلول وسط ولا حلول انتقالية أو تجزئة أو تأجيل لأي من قضايا الحل النهائي، فإما اتفاق على كل شيء أو لا اتفاق.
وأكد تمسك القيادة الفلسطينية بحل الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل على حدود 67 بما فيها القدس.

وقال عبد الرحيم تابعنا ما جرى في الصين خلال هذا العام بكل اهتمام، لقد أدمى قلوبنا الزلزال الذي وقع في مقاطعة سيتشوان والذي شرده الملايين ودمر الآلاف من المنازل، لكننا من كل قلوبنا احترمنا القيادة الصينية والجيش الشعبي الصيني التي كانت تعيش مع شعبها الفاجعة، وكم فرحنا عندما تجاوز الشعب الصيني بكل صلابة وإصرار.

وقال عبد الرحيم بالرغم من همومنا ومشاغلنا الكبيرة تابعنا بفرحة غامرة وباهتمام نجاح دورة الألعاب الأولمبية في الصين حيث تجلت واضحة للعيان حضارة الصين وتاريخها في امتزاج واضح ما بين التكنولوجيا والقوة البشرية المنظمة دون أن يكون هناك أدنى خطأ لتشكل لوحة إبداعية تضع بصمتها في سجل الأولمبياد وتاريخ الإنسانية ولم تؤثر فيكم كل الدعايات المضادة ومحاولات تثبيط العزائم التي شنتها بعض القوى قبل افتتاح الأولمبياد.

مما يؤكد أن الصين كانت وما زالت مع التعايش والتفاهم على قدم المساواة وكرست القناعة لدى شعوب العالم بأن الصين الشعبية دولة واعدة في هذا القرن تشكل عامل استقرار على كافة المستويات السياسية والاقتصادية.

كما ثمن عبد الرحيم الجهود المخلصة التي تبذلها الصين لإعادة تايوان إلى الوطن الأم وذلك من خلال استقبالها لوفد على مستوى عال من تايوان وإجراء محادثات جادة معهم لإعادة تايوان إلى حضن أمها جمهورية الصين الشعبية.

كما هنأ عبد الرحيم جمهورية الصين الشعبية على نجاح تجربتها الأخيرة لإطلاق مركبة فضاء مأهولة بثلاثة رواد فضاء سيغادرون المركبة إلى الفضاء مما يدلل على تقدم الصين في مجال التكنولوجيا ويؤكد حرصها على تقدم الإنسانية وانتصار الأهداف النبيلة.

وأضاف عبد الرحيم إن الصداقة المتينة التي تربط الشعب الفلسطيني والشعوب العربية مع الشعب الصيني هي علاقة ثابتة وراسخة ومستمرة لأنها علاقة تقوم على أساس الاحترام والمنافع المتبادلة والتعايش السلمي.

وتمنى على الصين وكل القوى المحبة للسلام في العالم أن تكثف من جهودها للوصول إلى حل لقضية الشرق الأوسط تكفل نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه العادلة والمشروعة، وتحرير الأراضي العربية الأخرى.

وقال إن الوضع العالمي تلفه الآن أعاصير سياسية واقتصادية وطبيعية وهي أعاصير خطيرة ربما تقلب الأولويات ولكننا على قناعة بأن قوى السلام في العالم ستظل تولي قضية الشرق الأوسط وحقوق الشعب الفلسطيني الأولوية التي تستحقها، حيث أن السلام في منطقة الشرق الأوسط هو لب السلام العالمي وجوهره.
وختم أمين عام الرئاسة كلمته بتوجيه التحية لجمهورية الصين الشعبية على المساعدات التي تقدمها للشعب الفلسطيني على كافة المستويات والتي كان آخرها وضع حجر الأساس لمبنى وزارة الخارجية الجديد في رام الله وغيرها من المشاريع.

وقال إن هذه المساعدات جاءتنا في الوقت الذي كانت فيه القيادة الصينية تعيد بناء ما تهدم في مقاطعة سيتشوان، ما يؤكد عظمة الصين وأصالة شعبها وقيادتها.

وفي لقائه مع الصحفيين عقب الاحتفال ثمن الطيب عبد الرحيم الجهود المصرية الشقيقة لإنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية والعودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه حسب قرار وزراء الخارجية العرب وقال كلنا ثقة بأن مصر الشقيقة تنطلق في مساعيها من قناعتها بضرورة الوحدة الفلسطينية للتمكن من تحقيق الأهداف العادلة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على أراضي عام 67.

كما أكد أن لا مشكلة في ما يسمى باستحقاق 9/1 أو ما يسميه البعض بانتهاء ولاية الرئيس وقال إن القانون الأساسي يؤكد أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية تجري في وقت واحد وأن القضاء هو الحكم في هذه القضية ونحن لا نخشى القضاء وكل من يحاول تجاوز القضاء إنما يريد لحالة الانقسام أن تستمر.