وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا بقلم : صادق الخضور

نشر بتاريخ: 29/09/2008 ( آخر تحديث: 29/09/2008 الساعة: 07:58 )
بيت لحم - معا - محطات من دورينا يكتبها صادق الخضور

انتفاضة المنتكسين
يطا والخضر تعلنان النفير، وتنجحان في إيقاف المد الهجومي للفريقين اللذين تميزا بأنهما أقوى خط هجوم، وحقيقة أن دورينا يحفل باثنين وعشرين فريقا، نعمة ونقمة في آن واحد، فالنقمة نظرا لطول فترة الدوري، وكثرة عدد الفرق التي ستهبط، أما النعمة، فمردها أن " رب ضارة نافعة "، فطول مدة الدوري وكثرة المباريات تعطي المجال للتعويض، وهذا ما حدث مع يطا والخضر.
الدوري ما زال طويلا، ولا مكان إلا لمن تمتع بطول النفس ، والرهان على الروح المعنوية للاعبين ، فالأداء الفني وحده غير كاف ، وهذا ما جسدته نتائج العديد من الفرق ، والتكامل ما بين الإعداد البدني والنفسي ضرورة لا غنى عنها .
يطا والخضر بداية عودة للمسار، فهل سيتواصل المد حتى نهاية المشوار؟
تساؤل مشروع لفريقين يبحثان عن الارتياح في ظل قيادة "أبو اسنينه " و"بطاح"
يطا والخضر، لم نجد أفضل من كلمتين اقترنتا بتاريخنا السياسي لوصف عودتكم: انتفاضة المنتكسين.

المكبر يحلق حيث تجرؤ النسور
بداية الدوري لم تجلب له أخبارا سيئة، فالتعادلات المتعاقبة أثارت أكثر من سؤال حول القدرة على العودة الميمونة في دوري يجعل نظام نقاطه من التعادل شبه خسارة، لكن النسور عادت للتحليق في أجواء الدوري، ولتنوب عن بقية الفرق المقدسية التي ما زالت فاقدة البوصلة المشيرة لاتجاه القمة.
المكبر يحلق وأحمد علان يعود باتزان ويستحق أن يشارك في مباراة افتتاح استاد فيصل الحسيني كاستحقاق للتألق، أما بقية الفرق المقدسية فلسان الحال يقول:
العربي: لطالما لعبت بفن وجمعت بيت الفوز والطرب
سلوان: العودة ممكنة، والشرط أن تكون قبل فوات الأوان
صور باهر: التراجع غير المبرر، نتمنى أن يكون سريعا وعابر
الهلال: سحب النتائج غير المتوقعة حجبن نوركم، فمتى ستعودون ؟
أبو دبس: أجراس العودة فلتقرع.

استقالة المدربين : هروب غير منطقي
مع توالي أسابيع الدوري نلحظ ارتفاع عدد المدربين الذين يبادرون لتقديم استقالاتهم والحجة أسباب شخصية ، والغريب أن معظم المدربين استقالوا ولم يقالوا ، مما يجعل الاستقالات تكتسب صفة الهرب ، وكيف لمدرب مستقيل أن يزرع في نفوس لاعبيه القدرة على المواجهة والجلد???
استقالات المربين مستغربة لأن الدوري ما زال في بدايات ربعه الثاني ، والمدرب مطالب بالثبات ، ويجب على المدربين أن يكونوا شركاء للإدارات في الربح والخسارة ، أما أن تظل الأمور على هذا النحو : فهذه أكبر خسارة.

التحكيم وقرارات الاتحاد
يبدو أن اتحادنا الكروي قرر مسبقا وقبل بدء الدوري أن وضع التحكيم على ما يرام ، فلم نسمع أي نقد لأداء الحكام مما كان بعضهم مهزوزا مرتبكا ، وفي كل دوريات العالم هناك نقد للحكام ، وقرارات تصدر عن الاتحادات لتصويب الأوضاع ، فهل نحن متفوقون تحكيميا على كل دول المعمورة ؟؟؟
يبدو أننا أعطينا التحكيم عشرة على عشرة حتى قبل أن يبدأ الدوري ، والأخطاء التحكيمية التي تجري على مرأى من مسؤولي الاتحاد تمر مرور الكرام.
نتمنى أن نكون مخطئين في حكمنا .
وثمة تساؤل للاتحاد يرتبط بقراراته القاضية بحرمان جماهير بعض الفرق من المتابعة ثم لا تلبث الجماهير أن تحضر تعبيرا عن تجاهل القرارات ، والسؤال المطروح : الحديث عن الصرامة والحياد ، هل تلغيه جاهة ووجاهة ؟؟
جدولة المباريات
من يرصد جدول توزيع المباريات المعلن من قبل الاتحاد ، يلمس بوضوح أن الاتحاد جانب الصواب وتحديدا في الأسابيع الخمس الأخيرة من عمر الدوري حين لم يترك هذه الأسابيع لتحدد لاحقا ، فما دمنا نتحدث عن صعود وهبوط ، فإن المنطق يفترض لعب مباريات معينة في توقيت متزامن لدرء أية شبهات ترتبط بالتلاعب بالنتائج ، ومن هنا ؛فإن الاتحاد مطالب بتجميد ما أعلن عنه في الأسابيع الأخيرة ليحدد لاحقا حسب وضع اللائحة آنذاك وحسب جهوزية الملاعب لا سيما وأن التوقيت سيتزامن مع الشتاء إلا إذا كان الاتحاد أخذ التنبؤات الجوية بعين الاعتبار منذ الآن وهو يجدول المباريات!!!!

الهبوط والبقاء
لا أدري لماذا لم يناقش أحد في مسألة هبوط اثني عشر فريقا دفعة واحدة ، فهذا رقم مبالغ فيه ، واعتقد أن عدم وجود دوري لدينا جعل الجميع متلهفين على وجود دوري مهما كانت الآلية ، وللحقيقة ،فإن هذه الآلية ظالمة ، وأرى أن من الأهمية بمكان مراجعتها ، وليكن ثبات عشر فرق في الممتازة "أ "بعد موسمين أو ثلاثة.
وقد يكون الرقم 14 مناسبا لعدد فرق الممتازة "أ "، وأعتقد أن التوقيت الحالي هو الأنسب لاتخاذ القرار حتى لا ترتبط أية قرارات مستقبلية بفرق بعينها ، ومن هنا ،فإن المفروض على الأندية والصحافة والأكاديميين طرح وجهة نظرهم في الموضوع بعيدا عن المجاملات، و ثمة منطق يجب أن يحضر ، وإذا كان الاتحاد يتحرج من التراجع ، فليتعامل مع القرار كما تعامل مع الجماهير التي تجاهلت قراره وفرضت ذاتها.
لا أحد يجادل في حقيقة أننا أمام عدد كبير من الفرق ، ولكن تنزيل 55% من الفرق دفعة واحدة غير منطقي، وسيشكل ضربة للعديد من الفرق .