|
فياض: الدولة الفلسطينية ستنطلق من شوارع البلدة القديمة في القدس.. كوشنير يستبعد التوصل لاتفاق سلام هذا العام
نشر بتاريخ: 04/10/2008 ( آخر تحديث: 04/10/2008 الساعة: 17:02 )
جنين- معا- اشاد رئيس الوزراء سلام فياض بالدعم الذي تقدمه فرنسا للشعب الفلسطيني في كافة المجالات لا سيما الامن والاقتصاد لجهة النهوض بالمؤسسات الوطنية تمهيدا لقيام الدولة الفلسطينية.
بينما استبعد وزير الخارجية الفرنسي توصل اسرائيل والفلسطينيين الى اتفاق سياسي حتى نهاية هذا العام. جاء ذلك خلال استقباله اليوم نظيره الفرنسي برنار كوشنر في مدينة جنين اليوم حيث رحب الدكتور فياض بالوزير الضيف وقال: "نرحب بالسيد كوشنير كصديق للشعب الفلسطيني ".معتبرا أن زيارة كوشنير بصفته وزير خارجية فرنسا التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي، والتي رعت وتنفذ وتتابع تنفيذ نتائج مؤتمر باريس باقتدار من خلال التعاون والعمل مع المانحين الآخرين، بما يمكن من تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية. إضافة الى مواقف ودور الوزير الفرنسي الشخصية في دعم القضايا الانسانية للشعب الفلسطيني. وقال فياض أن زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير لمحافظة جنين إنما له دلالة هامة على التقدم الهام الذي أحرزته السلطة في بناء المؤسسات القادرة على تقديم الخدمات العامة للمواطن وخاصة في الجانب الأمني ". واستهل الدكتور فياض والوفد الضيف زيارتهم لمقر محافظة جنين حيث كان في استقبالهم محافظ جنين قدوره موسى ورؤساء البلديات والمجالس القروية وقيادات الأجهزة الأمنية . أكد د.فياض أن الدولة الفلسطينية ستنطلق من أزقة البلدة القديمة في نابلس ومن شوارع البلدة القديمة في القدس عاصمة هذه الدولة ، كما من كل شارع وحارة، وحي ومدينة ومخيم وقرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. مشيراً إلى أنه ورغم الصعوبات التي نواجهها فلا مكان لليأس والاحباط، وأن الشعب الفلسطيني مصممُ على استعادة حقوقه، والخلاص من الاحتلال، وبناء مستقبل أبناءه في كنف دولته المستقلة رغماً عن الاحتلال. وشدد فياض أن ما شاهده وزير الخارجية اليوم في جنين، بكل ما يمثله من قدرة ذاتية للسلطة الوطنية الفلسطينية، ودور ملموس للمؤسسات المختلفة في تقديم شتى أنواع الخدمات يمثل نموذجاً لما يمكن أن يشاهده في مناطق أخرى. من جهته أشاد الوزير كوشنير، بما تحققه السلطة الوطنية من انجازات ملموسة، لا يستطيع أحد أن يتجاهلها، معتبراً أن ما يتم إحرازه من تقدم في قدرة المؤسسات الفلسطينية في الاستجابة لاحتياجات المواطنين الفلسطينيين، إنما يمثل عنصراً هاماً على طريق بناء القدرات الذاتية لمؤسسات الدولة الفلسطينية. كما عبر الوزير الضيف لرئيس الوزراء عن تقديره العميق للجهد الذي بذلته السلطة الوطنية خلال العام المنصرم، على صعيد النجاح في استعادة الأمن وفرض سيادة القانون، وتلبية احتياجات المواطنين في مختلف المجالات. من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير: "إن ولادة الدولة الفلسطينية أمر لا بد منه، وأن فرنسا والاتحاد الأوروبي تنشط في كافة المجالات السياسة والاقتصادية لكي يرى هذا المشروع النور سريعا". وأضاف: "درب السلام طويل، واعتقد أن الأمور في المنطقة تتقدم بشكل ايجابي. ما أخشاه وما لا أريد أن أراه هو أن يدفع تغير الإدارة الأميركية، وتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والانشغالات التي تصب نحو إيران، الجميع إلى نسيان عملية السلام في المنطقة". كما وأكد وزير الخارجية أن فرنسا والاتحاد الأوروبي مستعدان لاستكمال وتطوير تعاونهما مع الفلسطينيين والوقوف إلى جانبهم، مشيرا الى الجهود الكبيرة التي يقوم بها مسؤولون أوروبيون على صعيد دعم المسيرة السياسية في المنطقة. وقال: "إن الدبلوماسية الأوروبية موجودة حقا في صلب العملية السياسية، معربا عن أمله بأن تستمر حتى تشغل مكانها الحقيقي في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية. وحول أهمية زيارته الى المنطقة، أوضح كوشنير أن زيارته تهدف إلى الإطلاع على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ورفع تقرير مفصل لوزراء خارجية أوروبا خلال اجتماعهم المقرر في الأيام المقبلة، والذي يخصص لبحث الأوضاع في المناطق بشكل عام وأوضاع السلطة الفلسطينية بشكل خاص منذ مؤتمر باريس وحتى اليوم. وأشاد كوشنير بالجهود التي يبذلها السيد الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية لتحسين أوضاع المواطنين الفلسطينيين على الأرض، وقال: من يزور الأراضي الفلسطينية اليوم يدرك مستوى التقدم على الأرض وخاصة في مجال الأمن والاستقرار، كذلك تنفيذ المشاريع الهامة لبناء أسس الدولة الديمقراطية. وأكد وزير الخارجية الفرنسي استمرار الدعم والاهتمام بتدعيم الأمن الداخلي وتهيئة المؤسسات الفلسطينية للقيام بدورها في حفظ الأمن وسيادة القانون وتأمين احتياجاتها لإقامة دولة ديمقراطية مستقلة، مشيرا إلى الدور الذي قامت به الأجهزة الأمنية من حفظ للأمن الداخلي وفرض للنظام العام. وحول إمكانية التوصل الى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي مع نهاية العام الجاري، استبعد كوشنير أن يتم التوصل إلى مثل هذا الاتفاق مع نهاية العام الجاري، وقال: "هذا لا يعني توقف المسيرة، فهناك تطورات على الأرض تدفع باتجاه استمرار المفاوضات الحالية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة باعتبارها الضمانة الأساسية لأمن دولة إسرائيل". وفيما يتعلق بالاستيطان الإسرائيلي وأثره على تقدم المفاوضات بين الجانبين، قال كوشنير: "إن الاستيطان يشكل أحد أهم المعيقات التي تواجه المسيرة السياسية بين الطرفين، داعيا إلى إيجاد حل سريع لهذه المشكلة". وفي رده على سؤال حول إمكانية وصول قوات أوروبية لتحل محل القوات الإسرائيلية بعد انسحابها من الأراضي الفلسطينية، قال: 'إن هذا الاقتراح فكره جيدة للدراسة ونشجعها'. وكان في استقبال موكب رئيس الوزراء محافظ جنين قدورة موسى، الذي رحب بالضيف الفرنسي، مشيرا إلى مواقف فرنسا الصديقة للشعب الفلسطيني. وعقد الدكتور سلام فياض سلسلة من الاجتماعات الجانبية شملت الفعاليات الوطنية والشعبية والتي ضمت عددا من رؤساء البلديات، وقادة الأجهزة الأمنية وممثلي المؤسسات. وقام د. فياض والوزير كوشنير والوفد المرافق لهما، بزيارة مستشفى جنين للاطلاع على أعمال الصيانة والترميم الذي يتم في عدد من أقسام المستشفى، ثم توجهوا للوقوف على شارع الجامعة وسط السوق التجاري في مدينة جنين، والذي أعيد تأهيله من قبل بلدية جنين بتمويل فرنسي. بعد ذلك التقى د. فياض وكوشنير، رئيس بعثة الشرطة الأوروبية كولن سميث في مقر وحدة الشرطة الخاصة، بحضور قادة الأجهزة الأمنية في محافظة جنين واستمعا منهم إلى الوضع العام واحتياجات الأجهزة لإعادة بناء ذاتها للحفاظ على الأمن العام وفرض سيادة القانون. |