وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"مفتاح" تصدر تقريرا حول تغطية الصحف المحلية وتلفزيون فلسطين لمؤتمر أنابوليس وكيف انهم تجاهلوا المعارضة

نشر بتاريخ: 06/10/2008 ( آخر تحديث: 06/10/2008 الساعة: 13:42 )
رام الله -معا- خلص تقرير أصدرته وحدة الرصد الإعلامي في المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية "مفتاح" حول تغطية الصحف الفلسطينية الثلاث":القدس، والأيام، والحياة الجديدة، وتلفزيون فلسطين لمؤتمر أنابوليس الذي عقد في الولايات المتحدة الأميركية أواخر العام 2007، إلى تنوع مصادر المعلومات في تغطية وسائل الإعلام لهذا الحدث، ومتابعتها الإخبارية لفعالياته وأنشطته المختلفة، بحيث عكست تلك التغطية أجواء اللقاءات التي سبقت انعقاد المؤتمر.

واحتل الحراك السياسي الذي شهدته السلطة الفلسطينية وإسرائيل عشية التئام المؤتمر عناوين الصحف الثلاث ونشرات التلفزيون، خاصة زيارات الوفود الدولية ولقاءاتها بالمسئولين من الطرفين. وكذلك أنشطة حكومة تسيير الأعمال برئاسة د.سلام فياض خاصة في المجال الأمني وفرض سيادة القانون.

في حين حظيت استطلاعات الرأي حول ما هو متوقع من أنابوليس باهتمام الصحف الثلاث وأبرزت نتائجها في صدر صفحاتها وفي عناوين بارزة.

لكن هذه الصحف لم تبرز مواقف المعارضة الوطنية لهذا المؤتمر على صدر صفحاتها الأولى، وإن كانت هذه المواقف نشرت في الصفحات الداخلية، في حين تجاهلها "تلفزيون فلسطين".

ومع ذلك رصدت الصحف الثلاث العديد من ردود الفعل الرسمية الإسرائيلية إزاء المؤتمر وركزت تحديداً على المواقف الداعمة له، ولم تشر إلى مواقف أوساط أخرى معارضة مكتفية بنقل ما ورد من تصريحات وما صدر من مواقف بخصوص المؤتمر.

وأشار التقرير إلى أن جل تغطية الصحف الثلاث عشية المؤتمر وأثناء انعقاده ركزت على الجانب الإخباري واعتمدت في تقاريرها ومعلوماتها على ما كانت تبثه وكالات الأنباء العالمية ووكالة الأنباء الرسمية "وفا"، وقليل من التقارير استندت إلى مصادر رسمية فلسطينية، بينما انتقلت هذه المتابعة بعد ارفضاضه إلى التحليل والنقد.

ووفقا للتقرير فقد بدا المشهد الإعلامي كما ورد في الصحف بعد أقل من أسبوع على انفضاض أنابوليس حافلاً بالتقارير والأخبار المتعلقة بالاستيطان وتوسيع المستوطنات القائمة ووجد تعبيراً له في الخطاب الإعلامي والسياسي المتشائم.

بينما عكست الرسومات الكاريكاتيرية اهتماماً بفعاليات المؤتمر، وتفاعلت مع ما كان يحدث من لقاءات واتصالات سياسية، أو ما كان يحدث على الأرض من إجراءات وممارسات إسرائيلية.

وعبر رسامو الكاريكاتير عن الواقع السياسي سواء ما تعلق منه بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو بالحالة الداخلية الفلسطيني، في حين خصصت الصحف الثلاث مساحة لكتاب الرأي الفلسطينيين والإسرائيليين عالجت مقالاتهم قضايا سياسية شكلت صلب ما بحث في المؤتمر من مواضيع بحث، وشككت في معظمها بنتائجه.

أما فيما يتعلق بتلفزيون فلسطين فقد خصص جزءاً مهماً من برامجه الإخبارية والحوارية لتغطية فعاليات المؤتمر والتحضيرات التي واكبته، وتصدرت نشراته الإخبارية لقاءات الرئيس وتصريحات كبار مساعديه. ولم يشر "التلفزيون" في نشراته الإخبارية إلى المواقف الشعبية والفصائلية المعارضة للمؤتمر، خاصة المسيرات والتظاهرات المناوئة للمؤتمر وما تخللها من استخدام للقوة وإطلاق النار على المحتجين ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة العشرات. وتجاهل مواقف "حماس" و"الجهاد الإسلامي" المعارضة للمؤتمر.

وشهدت تغطية "التلفزيون" لهذا الحدث نقلة من حيث اعتماده على موفده إلى واشنطن لنقل فعاليات المؤتمر، وهو إجراء غير مسبوق في أداء "التلفزيون" الذي كان يعتمد في السابق في تغطية أحداث كهذه على وكالات الأنباء العالمية فقط، وقد عززت تغطية المراسل مصادر المعلومات التي قدمها لمشاهديه.

توصيات التقرير:
وأوصى التقرير بتعزيز التنوع في مصادر المعلومات، بالنظر إلى أهميته في تغطية إخبارية تزود القارئ والمشاهد بما يبحث عنه من معلومات في سياق حدث من الأهمية كما هو الحال بالنسبة لمؤتمر أنابوليس.

وعدم الاكتفاء بالتغطية الإخبارية المجردة، وضرورة إغنائها بالتحليل والقراءة النقدية ومتابعة التطورات التي تتخلل هذه الأحداث أو تتمخض عنها. عبر منح هامش واسع من حرية الرأي أعطته الصحف لكتاب الرأي، وللمواقف التي عكست تنوعاً سياسياً وفكرياً.

كما حث التقرير"تلفزيون فلسطين" على الانفتاح على الرأي الآخر وعدم تغييبه، باعتباره التلفزيون الوطني الرسمي لعموم الشعب وليس ناطقاً باسم فصيل بعينه. علماً بأن الانفتاح على الآخر يعزز موضوعية ومهنية هذه الوسيلة الإعلامية. وضرورة تعزيز مصادر المعلومات الخاصة لوسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، وتوفير إمكانات التدريب اللازمة، وتوجيهها نحو رفع كفاءة مقدمي البرامج والمراسلين.

في حين دعا صحيفتي "الأيام" و"الحياة الجديدة" إلى استحداث زاوية تعكس مواقف الصحيفتين اليومية من التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كما تفعل صحيفة القدس في زاوية "رأي القدس"، وهو ما تفتقده الصحيفتان في هذه المرحلة، وتستعيضان بدلاً من ذلك برأي رئيس التحرير في كل من الصحيفتين وفي الزاوية الخاصة بهما تعكس المواقف الشخصية لرئيس التحرير وليس مواقف يومية تتطلب رأي الصحيفة وموقفها.