|
بمناسبة يوم التراث الفلسطيني: كوفية الثوار تتحول الى نجمة داؤود وثوب بيت لحم تحول الى زي اسرائيلي
نشر بتاريخ: 07/10/2008 ( آخر تحديث: 07/10/2008 الساعة: 15:54 )
بيت لحم- خاص "معا"- يبدو أن الصراع على التراث معركة أخرى يديرها قلائل من أبناء الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الذي لم يكتف بسرقة الارض, بل تعدى ذلك لانتحال الرموز والتراث وسرقة كل ما يخص أبناء الشعب المحتل.
وفي يوم الثراث الفلسطيني الذي يصادف اليوم الثلاثاء تقف مها السقا مديرة مركز التراث الفلسطيني في بيت لحم, مندهشة لما أصاب هذا التراث من مساس وسرقة, وهي بهذه المناسبة تشير الى أن الكوفية التي أصبحت رمز الشعب الفلسطيني والثوار في كل مكان, تسرق من قبل الاسرائيليين وتشوه من قبل الآخرين بطريقة تمس رمزيتها ومكانتها لدى الشعب الفلسطيني. وتحمل السقا بيديها عدة كوفيات إحداها حيكت باللون الازرق ورسمت عليها نجمة داؤود السداسية, وأخرى حيكت باللون الاخضر وأخرى امتزجت فيها الوان الطيف وسميت بكوفية الكرنفال "او السلَطة" كما سماها البائع الذي كان يعرضها للسياح في بيت لحم. وتلوم المؤسسات الرسمية وعلى رأسها وزارة السياحة, "كيف تباع تلك الكوفيات التي تشوه ما اصبح يعرف برمز الشعب الفلسطيني, وخاصة تلك التي سرقها الاسرائيليون ووضعوا عليها نجمة داؤود لتباع للسياح بدل الكوفية المحاكة باللونين الاسود والابيض". ويرجع تاريخ الكوفية الى عام 1936 عندما بدأ يستخدمها الثوار الفلسطينيون إبان حكومة الانتداب البريطاني, فأصبحوا يُعرفون من خلالها, الامر الذي حدا بقائد الثورة في ذلك الوقت الى تعميمها على جميع ابناء الشعب كي لا يعرف الثوار. وعندما انطلقت الثورة الفلسطينية بقيادة أبو عمار في مطلع الستينات وثقها القائد الراحل في جميع مراحل حياته فأصبحت رمزاً من رموز الشعب الفلسطيني ورمزاً للثورة في جميع انحاء العالم. وترى السقا أن الرد على محاولة سرقة الكوفية بأن توضع على العلم الفلسطيني فوق اللون الابيض في وسط العلم في بعض المناسبات, مشددة على انها لا تقصد بذلك تغيير العلم الذي يعتبر حفظاً للقضية الفلسطينية من الضياع. وتسرد المرأة الممتزجة بالتراث من اخمص قدميها حتى رأسها بعض المعارك التي كسبتها في هذا الاطار, ومن بينها معركة ثوب بيت لحم المسمى "ثوب الملك" والذي وضع في الموسوعة العالمية كاحد ازياء التراث الاسرائيلي, وبعد ان شاركت السقا بهذا الثوب في لوحة الازياء الشعبية بمشاركة 60 دولة ازيل هذا الثوب من الموسوعة العالمية. ولكن ازالة الثوب لم ترض السقا فهي كانت تطمح الى بقائه ولكن تحت اسم فلسطين, الامر الذي اخذت تعمل من أجله مطالبة الجميع بدعهما في هذا الجهد من خلال مشاركتها في "معركتها" التي تديرها من خلال الانترنت وموقع مركز التراث الفلسطيني على الشبكة وهو " http://www.phc.ps". وترى السقا أن من واجب السلطة الفلسطينية أن تحذو حذو اليونان ولبنان اللتين رفعتا قضية على اسرائيل لانتحالها تراثاً يخص تلك الدول, فقد كسبت اليونان قضية تتعلق بانتحال اسرائيل لجبنتها المسماة "قيتا" وكذلك لبنان رفعت قضية لانتحال اسرائيل أكلاتها الشعبية. وقالت: "بعد أن سرقت اسرائيل الارض وغيرت معالمها, لم تجد تراثاً تدافع به عن وجودها على هذه الارض, فلجات للحفريات دون أن تعثر على ما يثبت وجودها, فبدأت بسرقة العديد من جوانب تراثنا كالأكلات الشعبية واللباس وما الى ذلك من جوانب التراث الهامة". وتعرب السقا عن خيبة أملها من عدم الاهتمام الرسمي باحياء يوم الثراث الفلسطيني, قائلة: "اتصلت بالمدارس فلم أجد لديهم استعداد لااحياء هذه المناسبة الهامة, وعندما اتصلت بوزارة الثقافة قالوا لي إنهم بلغوا بذلك ولكن لا توجد لديهم ميزانية". وتتمنى كذلك أن يستخدم ثوب القدس (الغباني أو الأساوري أو ابو قطبة) في عرافة جميع المناسبات داخل الوطن وخارجه للدلالة على وجود الشعب الفلسطيني في مدينة القدس. وفي ختام حديثها عن التراث قالت مها السقا: "إن حق الشعب في أرضه فلسطين هو حق غير قابل للتصرف أو المساومة, وعلى العالم أن يتعامل مع هذه الحقائق, ولا يسهم اكثر في جريمة سلب الفلسطينيين ماضيهم وتاريخهم وأرضهم وتراث حضارتهم.. إن التراث لنا والارض لنا والمستقبل لنا, ومهما تمادى الغاصبون فصبرنا أقوى وصمودنا غلاب, فلنغرس هذه الحقيقة في نفوس اطفالنا". |