وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النائب الدكتور مصطفى البرغوثي: الجدية الزامية في الحوار الوطني فشعبنا لم يعد يحتمل المزيد من النكسات

نشر بتاريخ: 07/10/2008 ( آخر تحديث: 07/10/2008 الساعة: 16:46 )
رام الله- معا - أكد النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أنة لا مجال في هذه اللحظات لاي شكل من أشكال التسويف او المناورات السياسية، وان على الحوار الوطني تقع مسؤولية كبيرة جدا "فشعبنا في الداخل والشتات لا يحتمل نكسات جديدة ولا الاستمرار في الانقسامات الداخلية" .

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الدكتور البرغوثي اليوم، في قاعة مركز وطن الاعلامي في رام الله شكر خلاله مصر وكل الدول العربية والجامعة العربية على ما تبذله من جهود لدعم الحوار الوطني واستعادة الوحدة الوطنية.

ودعا البرغوثي الى توفير كل ما يلزم لدعم وانجاح الحوار الوطني الفلسطيني الجاري في القاهرة .

وأضاف البرغوثي انه في ظل فشل ما سمي بعملية انابوليس واستمرار التوسع الاستيطاني بوتيرة غير مسبوقة في القدس و الضفة الغربية بأكثر من 38 مرة وازدياد الحواجز بدل انخفاضها فأن المسؤولية تصبح أعظم من اجل انجاز الحوار الوطني والاتفاق الوطني والوحدة الوطنية .

وأكد الدكتور مصطفى البرغوثي ان هناك أربعة أسس لنجاح الحوار الوطني الفلسطيني وهي :

1- ان الحوار المركزي يجب ان يتمحور حول بناء قيادة وطنية موحدة للشعب الفلسطيني تقدم لشعبنا وللعالم رؤية استراتيجية موحدة لإدارة الصراع والكفاح الوطني من اجل الحرية والاستقلال وتضمن حسن سير المسيرة الوطنية.

2- أن هذه القيادة يجب ان تضمن استعادة وحدة الشعب الفلسطيني بكل مكوناتها وإعادة بناء المشروع الوطني الجامع للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

3- ان السلطة الوطنية بكل مكوناتها هي احد جوانب وليست كل قضية الحوار الوطني وان اهم اسباب الانقسام هو الانجرار الى صراع على سلطة ما زالت معظم مكوناتها تحت الاحتلال سواء في غزة او الضفة .

4- الوحدة يجب ان تقوم على أساس التمسك بالمشروع الوطني الفلسطيني وعلى اساس الديمقراطية والقبول بحكم الشعب والاحتكام له سواء في الداخل أو في الشتات.

وأكد البرغوثي انه لا قيمة جدية للخلاف على تواريخ الانتخابات بحكم الواقع , حيث انه لو تم الاتفاق هذا الشهر على الوحدة الوطنية فلا يمكن تنفيذ الانتخابات قبل ستة اشهر من الان .

وأضاف البرغوثي إن المسألة الأكثر جوهرية هي الاحتكام الى الشعب واحترام النتائج الديمقراطية أياً كانت.

وقال البرغوثي انه في ظل الانقسام الجاري لا يجوز أن نتناسى ما كان الجميع يتحدث عنة على مدار العشر سنوات الماضية بضرورة أعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس ديمقراطية.

وأضاف أنة منذ عام 1996 لم يعقد المجلس الوطني الفلسطيني، كما انه لا توجد ردود على الطلبات التي قدمت للانضمام لمنظمة التحرير, ومن ضمنها طلب المبادرة الوطنية الفلسطينية بالانضمام للمنظمة منذ عام 2004 وهي ليس لديها خلاف مع برنامج منظمة التحرير الفلسطينيةمؤكدا على ضرورة فتح أبوابها لكل القوى الفلسطينية دون استثناء من اجل تعزيز دورها كاطار قيادي للشعب الفلسطيني ومنع تآكل قدرتها التمثيلية .

واكد البرغوثي ان المنظمة والشعب الفلسطيني دفعوا ثمنا باهظا نتيجة تهميش دور منظمة التحرير واحتوائها فعليا في السلطة الوطنية داعيا الى استعادة حيويتها من خلال المشاركة الديمقراطية للفلسطينيين في الداخل والخارج في انتخاب مؤسسات منظمة التحرير على اساس التمثيل النسبي حتى لا تتحول المنظمة الى كوادر واجهزة بيروقراطية تدافع فقط عن مكانتها ومصالحها .

وشدد البرغوثي على ان نجاح الحوار الوطني يقتضي اشراك جميع القوى الفاعلة في المجتمع الفلسطيني .

واوضح البرغوثي ان عناصر النجاح ليست صعبة وانها وردت في العديد من المبادرات وفي مبادرة الخلاص الوطني التي كنا قدمناها فور وقوع الانقسام المؤسف.

وقال البرغوثي :ان هناك سبعة عناصر تشكل ضمانة لنجاح الحوار وهي الوقف الفوري للحملات الاعلامية المتبادلة ،واغلاق ملف الاعتقالات السياسية في الضفة وغزة والافراج عن كافة الموقوفين ،ورفع الحظر عن الجمعيات والمؤسسات التي تعرضت للاغلاق ،والاعلان عن الاستعداد للتراجع عن كل الخطوات الانفرادية خاصة ما يمس القانون الاساسي سواء في غزة او الضفة،والعمل على تشكيل حكومة وفاق وطني تحظى بالاجماع الوطني وتاييد المجلس التشريعي،والاعلان عن فتح ابواب المنظمة امام كافة القوى الفلسطينية بما فيها المبادرة الوطنية وحماس والجهاد ،واصلاح شامل وجذري للاجهزة الامنية في غزة والضفة على اسس وطنية ونزع الصفة الحزبية عنها.

كما اكد البرغوثي ان العنصر السابع هو الاتفاق على موعد محدد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بالتوافق وبوجود رقابة دولية وعربية لضمان نزاهة الانتخابات،واعادة التاكيد على ميثاق الشرف الخاص بطريقة وسير الانتخابات الذي كانت وقعت عليه كافة القوى،وتعهد جماعي بالوقوف المشترك في وجه اية ضغوط خارجية او محاولات لاستمرار الحصار في الضفة وغزة ،حتى لايتكرر المشهد الذي حصل مع حكومة الوحدة الوطنية السابقة.

واشار البرغوثي ان احد دوافع تحرك المساعي للحوار هي المعاناة الانسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع والذي حوله الاحتلال الى اكبر سجن في تاريخ البشرية الحديث مؤكدا ان الجهود مستمرة لارسال سفن جديدة الى القطاع لكسر الحصارمشيرا الى ان الضغوط الاسرائيلية على اصحاب المراكب هي التي كانت السبب وراء تاجيل الرحلة الاخيرة لسفينة الامل التي كان من المفترض وصولها الى غزة.

وفيما يتعلق بلقائه الاخير مع وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير قال البرغوثي انه ناقش معه ما تقوم به اسرائيل من اجراءات على ارض الواقع واهمية الاستفادة من الافق الذي خلقته التطورات الدولية الاخيرة لتطوير دور اوروبي مستقل وفاعل من اجل تحقيق السلام العادل في المنطقة وتامين مصالح الشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.