|
أحمد يوسف: القاهرة عنوان المصالحة ولن نرفض ما يجمع عليه العرب
نشر بتاريخ: 08/10/2008 ( آخر تحديث: 08/10/2008 الساعة: 16:55 )
غزة -معا- في تصريحات لافته تحمل لغة تصالحية نحو انهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني امام التحديات القادمة غداة بدء وفد حماس برئاسة موسى ابو مرزوق مباحثات مع المسؤولين المصريين حول انهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية ،اعرب الدكتور أحمد يوسف، المستشار السياسي بوزارة الخارجية في الحكومة المقالة، عن امله أن تكون القاهرة عنوان الحوار والمصالحة الوطنية للفصائل الفلسطينية. مؤكدا انه لايمكن رفض ما يجمع عليه العرب. في اشارة الى تصريحات امين عام الجامعة العربية عمرو موسى بهذا الشان.
واضاف" نحن نرى أن تصريحات السيد عمر موسى الأمين العام للجامعة العربية التحذيرية تنبع من حرص وغيرة حقيقية على القضية الفلسطينية، ونحن كفلسطينيين لن نرفض الإجماع العربي، لأن هذه القضية هي في الأساس قضية الأمة، وما إصرار حماس على مواقفها إلا من باب حماية الحقوق والثوابت الفلسطينية من التلاعب والمتاجرة". واعتبر يوسف في بيان صحافي وصل "معا" نسخة عنه, "أن الفشل في حوار القاهرة لن يكون مقبولاً لدى للشعب الفلسطيني". واضاف" أن أنظار الفلسطينيين تتطلع إلى مصر راعية الحوار ومشروع المصالحة، والجميع يجأر بالدعاء أن يُكتب لهذا الحوار التوفيق والنجاح. وقال يوسف"أن مصر كانت دائماً عنواناً لفضّ النزاعات وكبح نزغ الشيطان بين أبناء الوطن الواحد، ولذلك كانت بوابة الرحمة التي اصطفاها المولى (عز وجل) حين كان خطابه للعالمين "ادخلوا مصر إن شاء الله أمنيين". ارتباط تاريخي لا ينفصم واعتبر يوسف، إن العلاقة التاريخية مع جمهورية مصر العربية لا تسمح بأن يكون هناك خلاف معها.. وإن علاقاتنا السياسية توجب علينا التفاهم والتعاون وتنسيق الجهود حمايةً لمشروع الأمة التي تمثل قضية فلسطين مركزه النابض.. واضاف"إن علاقات الجوار تدفعنا لأن نكون يداً على من عادانا.. فأمن مصر هو جزء من أمننا، واستقرارها هو سند لاستقرارنا، وقوة مصر وهيبتها هي مشكاة العز والكرامة لقضيتنا". موقف حماس وذكر يوسف، أن حركة حماس ترى بأن أهم بنود الحوار الفلسطيني/الفلسطيني يجب أن تشتمل القضايا الخمسة التالية: تشكيل حكومة توافق وطني انتقالية . وإعادة الأوضاع الفلسطينية إلى ما قبل 14 يونيه. ومعالجة مختلف الإشكالات الناشئة عن الانقسام الفلسطيني . وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وفق آليات ومواعيد وضمانات نزاهة يتفق عليها . وإعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية على أسس وطنية ومهنية بعيداً عن سياسات المحاصصة الفصائلية والاعتبارات الحزبية . والبدء بفتح ملف إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وإصلاحها. وراى يوسف "أنه ، إذا تمكنت جهود الوساطة المصرية من صياغة رؤية يتوافق عليها الطرفان الرئيسيان في الصراع (فتح وحماس)، فإننا نكون قد قطعنا الشوط الأهم باتجاه الخروج من النفق وتلمس ملامح الضوء في نهايته، وإلا فإن عاقبة أحوالنا وقضيتنا خُسرى". وأضاف " إن ما تنتظره حماس هو توفر الضمانات التي تؤكد على استمرار الشراكة السياسية والتداول السلمي للسلطة، واحترام العملية الديمقراطية والشرعيات التي تنبثق عنها". عقبات وتحديات أمام الحوار والمصالحة وأكد يوسف أن حركة حماس ذاهبة إلى الحوار بعقل واعٍ وقلب مفتوح، وبدون لاءات وشروط تعجيزية، والأولوية هي لتغليب المصلحة الوطنية العليا على أية اعتبارات حزبية. ووصف يوسف إلى أن تصريحات عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية التي أعقبت تصويت كتلة حماس بالمجلس التشريعي عن انتهاء ولاية الرئيس أبو مازن في الثامن من شهر يناير القادم بغير المنطقية وغير الاخلاقية. واضاف " إن من حق ممثلي الشعب في البرلمان الفلسطيني أن يقولوا كلمتهم تجاه قضية التجديد للرئيس (أبو مازن) أو عدمه في إطار السياق القانوني، وهذه قضية لا يختلف عليها اثنان حتى وإن كان الجميع يعلم بأن منشأ كل هذه الخلافات والمناكفات هو سياسي بالمقام الأول". وأضاف " لا شك بأن هناك جهات وقوى في الجانب الأخر للوطن تحرص على أن يبقى الوضع على ما هو عليه، واستمراء نعت قطاع غزة بولاية "حماستان"، بهدف تكريس القطيعة والحصار، واستمرار فرض طوق العزلة السياسية على حكومة إسماعيل هنية، والعمل بكل الطرق لتجفيف ينابيع الدعم المالي والمعنوي عنها عربياً وإسلامياً، والتحريض "للانقلاب" عليها، أو توجيه ضربة عسكرية إليها. ورأى يوسف " أن هناك بعض الجهات العربية والغربية تدفع باتجاه إفشال حوارات القاهرة، بغرض تحميل حركة حماس المسؤولية، وتعبئة الأجواء والمناخ العالمي للانقضاض عليها، وسحب كل مظاهر الشرعية عنها". ولفت يوسف إلى أن هذه المخاوف هي التي تجعل البعض في حماس غير مطمئنين لمعطيات الحوار، وأن لدى حماس مجموعة من الهواجس المقلقة بأن هذا الحوار لن يفضي إلى ترتيب الوضع الداخلي، وأن المساعي العربية تتحرك في إطار أجندة هدفها دحرجة الأمور نحو توافق شكلي، والدفع بعد ذلك في اتجاه تعجيل إجراء الانتخابات لإقصاء حماس بعيداً أو حشرها في دائرة الأقلية المعارضة، باعتبار أن مشروعها في التغيير والإصلاح لم يؤت أكله، ولم تنجح خلال فترة حكمها في تقديم نموذج الحكم الرشيد الذي يعزز من ثقة الشارع الفلسطيني بأطروحتها أو قدرتها على إدارة المشروع الوطني والتمكين له في ظل ما هو قائم من اختلال لموازين القوى الإقليمية والدولية. وقال يوسف " أن الشعب الفلسطيني ينتظر أن يُعاد بناء البيت الفلسطيني وتأثيث ذهنية فصائله وأحزابه وكتله في إطار التوافق على القواسم المشتركة في مشروعنا الوطني، تلك القواسم التي تعزز من وحدة شعبنا وتضامنه وترتقي بعملنا المشترك لحماية مستقبل هذا المشروع، بعيدًا عن مكر أصحاب الأجندات الخاصة وحساباتهم ". واضاف " أن الأيام القادمة حبلى بالمخاوف والتوجسات، وليس أمامنا وقد أنهكتنا الخلافات والمواجع إلا أن نرسم على هدي ما تبقى لنا من ضياء ورشد ملامح مستقبل واعد لأجيالنا القادمة". |