وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

على طريق إشهارها وتعميمها- "إلهام فلسطين" تتوج مرحلة التقييم النهائية بمقابلة أصحاب المبادرات المتميزة

نشر بتاريخ: 12/10/2008 ( آخر تحديث: 12/10/2008 الساعة: 09:15 )
رام الله- معا- أنهت مؤسسة التربية العالمية (UEF)، المقابلات مع أصحاب المبادرات المتميزة التي وصلت إلى المرحلة النهائية ضمن مبادرة "إلهام فلسطين"، والتي أطلقتها المؤسسة أواخر العام الماضي في كافة المدارس الفلسطينية.

وجرت المقابلات على مدار يومين كاملين، مع أصحاب المبادرات الـ "42" الذين بلغوا المرحلة النهائية، من قبل لجنتي تقييم عملتا بالتوازي، وانضوى في إطارهما خبراء تربويين وأكاديميين، إضافة إلى طلبة من مدارس الحكومة والوكالة والخاصة، وأعضاء من اللجنة التنفيذية المشرفة على مبادرة إلهام منذ انطلاقتها، وأعضاء من مؤسسة التربية العالمية.

وتخلل اللقاءات قيام أصحاب المبادرات بعرض مبادراتهم وإبراز تأثيراتها على البيئة المدرسية، والطلبة. تلاها نقاش بين أعضاء لجنة التقييم والشخص مقدم المبادرة.

وأكد د. محمد الريماوي، مدير عام الصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، وأحد أعضاء لجان التقييم، أن المقابلات كانت ضرورة موضوعية بعد عملية تقييم طويلة، حيث مكنت المقيمين من التفاعل مع أصحاب المبادرات بشكل هادف، وأجابت على العديد من التساؤلات التي مكنت من إطلاق تقييم يتسم بالعدالة، ووفرت فرصة للتفاعل الإنساني بعيدا عن جمود التعامل مع طلبات الترشيح الورقية.

وأضاف: الأجواء التي سادت المقابلات كانت تفاعلية إلى أقصى مدى، وتمنى أن تتاح الفرصة في المستقبل لمقابلة الطلبة الذين استهدفتهم المبادرات وأحدثت تغييرا ايجابيا لديهم، وأكد الريماوي أن التقاط وإشهار وتعميم وتكريم المبادرات المتميزة، سيدفع الكثيرين من المعلمين والمدراء والمرشدين إلى القيام بمبادرات جديدة، كما سيدفع أولئك الذين لم يترشحوا لهذا العام لأسباب كثيرة إلى الترشح في دورات قادمة.

أما الطالبة زينب بدرة، أحد أعضاء لجنة تقييم الشباب فقالت: إن المبادرات المقدمة رائعة بشكل عام، وتطلبت جهدا كبيرا من مقدميها وتستحق كل الإحترام والتقدير.
وأضافت : وفرت لنا تجربة انخراطنا في التقييم فرصة جيدة للإطلاع والتعامل مع عدة موضوعات بتعمق، كذلك تفاعلنا مع الخبراء والتربويين بشكل تعلمي رائع. فاكتسبنا القدرة على التقييم، وهذه تجربة رائدة أن يقييم الطالب مبادرات تقدم بها معلموه، ومدرائه، لقد شجعتني معلماتي وأهلي على الإنخراط في هذه التجربة، وفي حال أتيحت لي الفرصة مرة ثانية للمشاركة سأكون سعيدة ولن أتردد في القبول، وأشجع بدوري جميع الطلبة على الإنخراط في مثل هذه الأنشطة التي تكسبهم مهارات ومعارف لا تحصى.

بدوره أشاد د. مروان عورتاني، الأمين العام لمؤسسة التربية العالمية، بمستوى الانتماء والجلد والدافعية العالية التي يتحلى بها أصحاب المبادرات، والتي استمرت بنفس الوتيرة على طول مراحل العمل، وهذا يدلل على الإيمان والقاعة المطلقين بجدوى العمل المقدم الذي يستحق هذه المتابعة الحثيثة، حيث ظهر هذا الأمر واضحا في المقابلات التي أكدت أن هناك ما يستحق التقدير والتعميم.

وأوضح: إن مشاركة ممثلي النظام التعليمي بشكل رئيسي في عملية التقييم والمقابلات كانت ضرورية وذلك للوقوف على مدى قبول النظام، ومساهمة المبادرة المقدمة في إحداث التغيير المنشود، حيث ظهر واضحا التجاوب الإيجابي والهادف من قبل ممثلي النظام التعليمي تجاه المبادرات المقدمة، ونظرتهم العميقة في تفحص كافة الجوانب الخاصة بالمبادرة.

وقال عورتاني: أن مشاركة الشباب ومداخلاتهم القيمة تؤكد صدقية الخطوة والنهج الذي سعت إليه المؤسسة والمتمثل بإدماج الشباب في عملية التقييم، ومن قبيل استخلاص الدروس والعبر التعلمية فإن المؤسسة ستوسع دائرة مشاركة الشباب في الدورات القادمة بحيث تأخذ الدور المناسب، سيما وأن تجربة إدماجهم كانت ناجحة بكل المقاييس.

وأكد استمرار إلهام وتعظيمها في الدورات القادمة، آخذين بالدروس المستفادة من هذه التجربة التعلمية الفريدة والملهمة لجميع من شارك بها، ووعد باستقطاب المزيد من الخبرات والكفاءات.

وشكر عورتاني مؤسسة التعاون، وصندوق الاستثمار الفلسطيني شركاء مبادرة إلهام، الذين شاركوا في حضور المقابلات، وأثنى على دورهم وباقي الشركاء في دعم المبادرة، كذلك أعضاء لجان التقييم ( الخبراء والشباب) على طريق إنجاز أهدافها بشكل صادق.

أما منسق مبادرة " إلهام فلسطين " حذيفة جلامنة فقال: هذا اللقاء يأتي تتويجا لمجمل عملية التقييم التي استمرت أكثر من أربعة أشهر، وهدفت إلى اختيار النماذج الوطنية الملهمة على المستويين الوطني والمحلي والقابلة لأن تعمم وتكون قدوة حسنة ونموذجا يحتذى.

وأضاف جلامنة: جرت مقابلة أصحاب المبادرات الـ 42، والذين وصلوا إلى هذه المرحلة بفعل إجماع لجنتي التقييم في المرحلة الثانية على اختيارها بوصفها مبادرات متميزة وذلك من أصل 791 مبادرة ترشحت لمبادرة "إلهام فلسطين"، خضعت للتقييم على مرحلتين، حيث شارك الشباب في المرحلة الثانية بفاعلية، واتسمت عملية التقييم بالشفافية العالية، حيث حجبت كافة المعلومات التعريفية بالأشخاص مقدمي المبادرات، ونظر جميع المقيمون ( الخبراء والشباب) في المبادرات بعد أن أعطيت أرقاما خاصة.

وأردف: مقابلة أصحاب هذه المبادرات في نهاية المشوار الطويل، خطوة رئيسية لتعزيز وتأكيد اختيار المبادرات الملهمة على المستوى الوطني، أو على مستوى المديريات، أو تحديد تلك التي تستحق أن توثق في كتاب فقط، وأن هذا الاختيار ارتكز على تأثير المبادرة على الطلبة والبيئة المدرسية ومدى قدرة النظام التعليمي على استيعابها داخله، وقدرتها على إحداث تغيير ايجابي في النظام التعليمي، وقابليتها للتعميم، واستعداد صاحبها للقيام بذلك .

وأفاد بأنه سيعقب اللقاء، قيام لجنتي التقييم برفع توصياتهما بخصوص النتائج إلى مجلس شركاء مؤسسة التربية العالمية، والذي سينعقد خلال وقت لاحق من الشهر الجاري، بغية إقرار النتائج النهائية، والتي سيعلن عنها خلال حفل ختامي كبير سيقام برام الله نهاية العام الحالي، حيث سيخصص الحفل لتكريم والإحتفاء بأصحاب المبادرات المتميزة على المستوى الوطني، علما أن تقديرا ماديا سيقدم لأصحاب المبادرات المتميزة، من صندق الاستثمار الفلسطيني أحد الشركاء الرئيسيين لمبادرة " إلهام فلسطين "، بالإضافة إلى التقدير المعنوي حيث سيتم توثيقها في كتاب وفيلم.

وذكر بأنه سيجري أيضا تنظيم ثلاث احتفالات مناطقية في كل من شمال ووسط وجنوب الضفة، لتكريم المبادرات المتميزة على مستوى المديريات.