|
وداعا طمليه
نشر بتاريخ: 14/10/2008 ( آخر تحديث: 14/10/2008 الساعة: 18:17 )
بيت لحم -معا- غيَّب الموت الزميل الكاتب الصحافي محمد طمليه الذي رحل أمس في مدينة الحسين الطبية في عمان، بعد صراع شجاع استمر خمس سنوات مع مرض السرطان، وتنعى "معا" الزميل طمليه أحد الكتاب المميزين في الادب الساخر على مستوى الوطن العربي.
لطملية الفلسطيني الدم والقلم ست مجموعات قصصية هي:"جولة العرق" و "القادمون الجدد" و"ملاحظات حول قضية اساسية" و "المتحمسون الاوغاد" و"يحدث لي دون سائر الناس" و "اليها بطبيعة الحال" اضافة الى كتابه المشترك مع فنان الكاريكاتير عماد حجاج، وسبق للراحل ان اصدر جريدتين اسبوعيتين ساخرتين"قف" و "الرصيف" وعمل في جريدة عبدربه الساخرة. في شخصية الراحل محمد طمليه صراع دائم مع كل ما يرمز الى الفقر، كان اميناً لماضيه، من ولادته في الكرك عام 1957 الى ايام الطفولة القاسية في خضمّ حياة يعرف انها عاجزة عن ان تصل به الى معايشة الشيخوخة. يقول اصدقاء طمليه عنه، انه عنيد ومزعج ومخادع ومثقف من طراز خاص جدا، عاش ومات دون ان يترك لنا قدرة على اتخاذ قرار الاقتراب او الابتعاد عنه. علمنا فن العزلة والتقشف والصعلكة الحقيقية. على التخوم الفاصلة بين نقيضين عاش طمليه حياته القصيرة وكأنه في صراع مع وحدانية متطرفة تكرس عزوبية يلفها الشقاء بمواجهة البحث عن "لها في طبيعة الحال" حيث اشغل بها قرّاءه وكأنها عالمه الوحيد. يعرف عن قلم طملية بأنه جريء وناقد وساخر يدفع القاريء للضحك والبكاء في ذات الوقت، فكان دوما يكرر" لن اعتذر، بل على العكس، كان بودي ان اتمادى في خدش ما تسمونه " الحياء العام" انا اسميه " الحياد العام" وقناعتي ان الحياد سخف ومذله، ايها المحيادون". لم يكن محمد طمليه منشغلاً برواية حكايات الآخرين، كان يروي للقراء حكاية ذاته وهمسات روحه وانشغالات فكره وعواطفه، لكن ما يميزه انه امتلك القدرة في تحويل مقالته بلغتها البسيطة والمعقدة في آن، الى مجموعة من الصور التي تتسلل الى خيال القارئ وبما يكفي لكي يشعر بان الحياة الدنيوية ليست الا مجرد هذه التفاصيل الصغيرة والهامشية، من حبل الغسيل على الاسطح الى الجلوس على رصيف مقهى فارغ يراقب المارة باحثا عمّا يشغله ويشغلهم. ترجمت اعمال طمليه القصصية الى عدة لغات عالمية، وكان للوحاتة الادبية الموجعة دور مشهود له في ايصال معاناة الفقير والمظلوم سواء كان فلسطينيا او لم يكن. رحل طملية واضيف الى قائمة موتى فلسطين، مبدعا آخر. رحم الله فقيدنا الغالي، والهم اهله واصدقاءه وقراءه الصبر والسلوان. |