وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حماس "لا تريد" مشاركة الفصائل- حماد يصر على حكومة مستقلين تتبنى برنامج الرئيس وأحمد يوسف يرفض بشدة

نشر بتاريخ: 15/10/2008 ( آخر تحديث: 15/10/2008 الساعة: 13:33 )
بيت لحم- تقرير "معا"- يبدو ان السجالات بين حركتي "فتح" و"حماس" واختلاف الرؤى لجهة المصالحة وتشكيل حكومة لن يكتب لها النجاح في ظل تمسك كل طرف برؤته للحل لتحقيق الهدف المنشود وهو انهاء الانقسام ورفع الحصار وبناء المؤسسات لا سيما مؤسسة الامن من جديد.

وقال مسؤولون بحركة "فتح" رفضت طلبا من حركة "حماس" للقاء منفصل قبيل محادثات مصالحة بمشاركة فصائل متعددة من المقرر ان تجرى الشهر المقبل في القاهرة.

وقال قادة من فتح لـ"رويترز" في عمان: " حاولت حماس تغيير الخطة المصرية بطلب لقاء ثنائي مع فتح يستثني الفصائل الاحدى عشرة الاخرى في منظمة التحرير الفلسطينية, نحن نلتزم بالخطة المصرية التي تدعو الى لقاءات لكل الفصائل ولا نعترض على عقد اجتماع ثنائي مع حماس بعد عقد الاجتماع الموسع."

ويدور الحديث عن فصائل منظمة التحرير الاثنتي عشرة ومن بينها فتح، وقد اكدت السلطة على ضرورة تشكيل حكومة من خارج الفصائل تتبنى برنامج الرئيس ولها حضور دولي وتكون قادرة على رفع الحصار فيما تصر حماس على ضرورة حضورها في اي حكومة تشكل ولو بشخصيات لها ميول حمساوية وببرنامج غير برنامج منظمة التحرير.

وقال نمر حماد مستشار الرئيس ان عقد لقاء بين حركتي "فتح" و"حماس" غير وارد الان لان تجربة اللقاءات الثنائية اثبتت فشلها وادت الى حالة الانقسام بين شطري الوطن وان الرئيس ابلغ القيادة السورية بهذا الموقف وانهم قبلوا بان يكون الحوار شامل ويضم كل الفصائل .

واضاف حماد في حديث لوكالة "معا" ان الرئيس ابلغ القيادة السورية بان تشكيل حكومة من شخصيات مستقلة وببرنامج يتبنى برنامج الرئيس هو الضمانة لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ويعيد اللحمة.

وقال ان تشكيل حكومة توافق يجب ان لا تشارك فيها حماس ولا فتح وتكون من شخصيات محددة لمهمات محددة يكون رئيسها ووزرائها قادرين على التنقل بين غزة والضفة وتضمن عدم عودة فرض الحصار وغير ذلك لن يحل المشكلة واذا رفضت حماس ذلك تكون قد عارضت الرؤية العربية لان على حماس ان تقتنع بان هذا سيرفع الحصار.

واضاف انه قد تم التوافق على تشكيل تلك الحكومة تأتي بعدها المرحلة الثانية وهي اعادة تاهيل المؤسسة الامنية بمساعدة دول عربية تبنى على اساس مهني لا حزبي, لا سيما الاجهزة التي شكلتها حماس في غزة واصرت الاخيرة على ان ذلك ستخلق مشكلة بالتاكيد لان اجهزتها تتبع لها هذا عكس الهدف من عادة هيكلة الاجهزة.

وعن عودة السلطة للقطاع, اكد حماد ان اعادة وحدة الوطن وتشكيل حكومة توافق تعني عودة سلطة الرئيس لانه شرعي ونواب التشريعي لانهم شرعيون وتقوم الحكومة بالاعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة لانه من دون ذلك من يضمن ان تعمل لجان الانتخابات بحرية اذا ابقت حماس على سيطرتها على القطاع.

اما الدكتور احمد يوسف المستشار في الخارجية المقالة بغزة فكان له رأي اخر مغاير لما طرحه حماد, حيث عارض الاول موافقة حماس على ان تكون خارج اي حكومة يجري تشكيلها لانها الاقوى وتحظى باغلبية البرلمان ولها ثقل في الشارع كبير وهذا اوضحته الحركة لمصر وتفهمت الاخيرة هذا الموقف وستضعه في حساباتها عندما تعرض رؤيتها للحل.

وقال يوسف لوكالة "معا" ان اي حكومة يجري تشكيلها سوف يتم التوافق على شخصيات مقربة من حركة فتح وحماس لكنها غير معروفة في الشارع فيما سيتم استبعاد الشخصيات التي كان عليها ملاحظات خلال الازمة ولن يكون لها دور في المشهد السياسي .

كما رفض يوسف رفضا قاطعا بان يكون برنامج تلك الحكومة هو برنامج الرئيس عباس والذي هو برنامج منظمة التحرير, وقال ": هذا لن يحصل لان ما قدمته حماس من مرونة عندما شكلت حكومة الوحدة السابقة سوف يكون هو المنطق لهذه الحكومة اي ستعتمد على تفاهمات القاهرة واتفاق مكة ووثيقة الوفاق الوطني.

كما رفض يوسف بان يتم استبعاد قيادات حمساوية من المؤسسة الامنية او من مؤسسات السلطة لانها ساهمت بشكل كبير في ارساء الامن والامان في غزة لذلك سوف تبقى في اماكنها ومصر لن تغفل تلك الرؤية وتعلم جيدا بجهد حماس على الارض وقوتها.

وقال: "نحن نتكلم عن شخصيات لها جهد مميز في تطوير قدرات حماس خلال المسيرة الطويلة وهي موجودة داخل مؤسسات السلطة بشريحة كبيرة في رئاسة الوزراء وغيرها سوف لن يقترب منها احد".

وعند سؤال عن مدى قدرة تلك الحكومة على رفع الحصار, قال انه يراهن على الموقف الامريكي والاوروبي خاصة بعد الانتخابات الامريكية وفوز اوباما, وموقف فرنسا من شأنه ان يغير النظرة الى القضية الفلسطينية لجهة رفع الحصار لان استمراره فشل في كسر ارادة الحركة.

واكد يوسف ان كل الملفات والرؤى سيتم مناقشتها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري مع المصرييين والتي ستمهد الى عقد لقاء تثاني بين حماس وفتح قبل منتصف الشهر القادم.