|
خلال مهرجان للجبهة العربية- أبو النجا يؤكد على ضرورة الحوار الشامل وشحادة يدعو الى جهد شعبي لإنهاء الإنقسام
نشر بتاريخ: 18/10/2008 ( آخر تحديث: 18/10/2008 الساعة: 16:32 )
غزة- معا- أكد إبراهيم أبو النجا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وممثل الرئيس محمود عباس على ضرورة أن يكون الحوار وطنياً شاملاً، معتبراً أن الحوارات الثنائية لا فائدة منها.
جاءت كلمة أبو النجا نيابة عن الرئيس محمود عباس خلال مهرجان حاشد أقامته الجبهة العربية الفلسطينية بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاقتها ومرور 15 عاماً على التجديد، والذي أقيم في مركز رشاد الشوا بمدينة غزة بحضور الأمين العام للجبهة جميل شحادة وقادة العمل الوطني ومؤسسات العمل الأهلي واتحاد المرأة الفلسطينية وبحضور الوجهاء والمخاتير وحشد كبير من المواطنين. وطالب أبو النجا بضغط شعبي من جميع قطاعات الشعب الفلسطيني على المتحاورين في القاهرة لإنهاء حالة الانقسام, مثمناً الجهود التي تبذلها القيادة المصرية من أجل إنهاء هذا الملف. وأكد "أن الاعتقال السياسي جريمة كبرى بحق الشعب الفلسطيني"، مرحباً "بعميد أسرى المعتقلين السياسيين محمد القدوة محافظ غزة". وقال أبو النجا: "علينا أن نذهب الى الاتفاقيات الشاملة والتي تدعو الى انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة على قاعدة التمثيل النسبي الكامل". من جانبه قال الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة: "ان الحوار الوطني الشامل هو المدخل الصحيح لإنهاء الخلافات وإعادة الوحدة الوطنية التي كانت ولا زالت سلاحنا الأقوى في مواجهة التحديات وان الحديث عن صيغ ثنائية لا يشارك فيها الكل الوطني هي صيغ فاشلة ولن يكتب لها النجاح وإن المدخل لإنجاح الحوار هو وقف كافة الحملات الإعلامية المتبادلة وإطلاق سراح المعتقلين كافة وإنهاء أزمة جامعة الأزهر على أساس احترام قرارات إدارة الجامعة وتبني برنامج الكتل الطلابية المعلن عنه بالأمس". واضاف "ان هناك متغيرات طرأت على الخارطة السياسية الفلسطينية لا بد من مراعاتها والإقرار بموازين القوى على الأرض، ولكن لماذا يصر البعض على ان يكون هذا الموضوع موضوع خلاف في الساحة الفلسطينية وان ينتقل الى حالة من التزاحم ومحاولة تهميش دور قوى شاركت وحملت ولا تزال تحمل الهم الفلسطيني وهي تلعب دوراً أساسيا في ضمان تحقيق الوحدة الوطنية واستمرارها، ونقول وبشكل واضح ان عوامل التغيير في الساحة الفلسطينية لن تكون في مرحلة دون الأخرى فهي عوامل مستمرة ومتواصلة وان امتلاك مقومات القوة السياسية والمادية والشعبية هي عوامل قابلة للتغيير في كل الظروف". وقال شحادة: "اننا بهذه المناسبة نتوجه بنداء مخلص الى الجميع، فمن منطلق الإيمان باستعداد شعبنا للصمود والنهوض وقدرته على التجدد الاصيل المبدع ومن منطلق التقدير الواقعي لحجم الاخطار والمؤامرات التي تهدد مصيره ومستقبله، ومن منطلق الشعور بالمسئولية الوطنية بان مصيره لا يجوز ان يترك في مهب الريح وتحت رحمة الصدف والاقدار فاننا ندعو الى عمل وطني شعبي جماعي تشارك فيه جماهير شعبنا في كل مكان وتتوفر فيه اعلى مستويات المسؤولية النضالية والاحتكام للمصلحة الوطنية العليا، داعين الى الارتقاء بنضالنا من اجل تحقيق اهدافنا الوطنية الى مستوى العمل التاريخي الموحد المبني على التخطيط والروح الشعبية الديمقراطية الخلاقة، انه نداء من اجل انضاج استراتيجية وطنية تعتمد على الشعب وتحتكم اليه في انهاء الانقسام وحل الخلافات ومواجهة الحصار واستيعاب خصوصية كل طرف من الاطراف لكي نفتح اوسع مجال للارتقاء والتفاعل من اجل ان تصب كل الجهود لتوظيف التنوع في مصلحة الوحدة". وتابع: "ان نداءنا هذا هو نداء الخائفين على مصير الشعب والقضية دون ان يعطل خوفنا وضوح الرؤيا بان قضايا الشعوب لابد ان تنتصر، هكذا علمنا التاريخ وما علينا الا توفير الزمن والتضحيات على شعبنا". وحول المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي قال شحادة: "لقد بات من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية غير جادة وغير قادرة على الإيفاء بالتزامات السلام، الأمر الذي يفرض علينا أن نتوقف أمام هذه المفاوضات واتخاذ موقف واضح منها، وتحديد خيارات شعبنا للمرحلة المقبلة". أما على الصعيد العربي قال الأمين العام: "نقول بكل الوضوح وبالرغم من كافة المشاكل التي نعيشها بأننا نقاتل دفاعا عن حقوق شعبنا وعن كرامة امتنا وأن النصر في فلسطين هو نصر للأمة مما يتطلب من امتنا العربية أن تصحو من غفوتها وان هذا العدو الظالم يستهدف النيل من وحدتها ونهب ثرواتها من خلال إقامة الشرق الأوسط الجديد، ولذلك فهي مطالبة بتقديم كل الدعم لشعبنا الفلسطيني وهو يخوض المعركة في خط الدفاع الأول بانتظار التحاقهم بالمعركة حتى لا تجد نفسها في المستقبل بمواجهة الأعداء داخل أقطارها كما يحصل اليوم في العراق ولبنان والسودان وأقطار أخرى". اما سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الذي وجه كلمة الى احتفال الجبهة والقاها بالنيابة عنه عدنان العصار عضو قيادة الجبهة لساحة غزة فقد توجه بالتهنئة الى الجبهة العربية الفلسطينية بمناسبة حلول الذكرى الأربعين لانطلاقة الجبهة ومرور خمسة عشر عاماً على التجديد. واضاف "أن الظروف التي نعيشها هذه الأيام تحتم علينا جميعاً أن نتمسك بوحدتنا الوطنية وان تعود وحدة وطننا بشقيه في غزة والضفة استعداداً لاستحقاقات كثيرة خاصة بعد ان قدمنا كل مرونة في المفاوضات الجارية ولكنها لم تحقق شيئاً مما يطمح له شعبنا او مما يريده المجتمع الدولي وخاصة فيما يتعلق بحقوق اللاجئين بالعودة الى أراضيهم وبوقف الاعتداءات الإسرائيلية على أراضينا في الضفة والحصار المضروب على قطاع غزة". وتابع: "نتطلع إلى مزيد من الالتفاف حول م.ت.ف والى مزيد من الالتحام والتقارب بين أبناء الفصيل الواحد وبين الفصائل جميعاً لنكون جبهة واحدة قوية تعمل على تحقيق الأهداف المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". من جهته قال جميل المجدلاوي القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في كلمة هيئة العمل الوطني: ان هناك فرصة حقيقية لاستعادة الوحدة وانهاء الانقسام يجب استثمارها وانجاحها، مضيفاً "ان هدف الوحدة الوطنية يقتضي ان نتوجه الى انتخابات رئاسية وتشريعية وان نعمل على اقامة حكومة وطنية وان نعيد هيبة الأجهزة الامنية التي يجب ان يعاد بنائها على اسس مهنية ووطنية". واوضح "أن هناك عقبات كثيرة امام هذه الفرصة منها ان هناك من يظن ان مصلحته تكمن في الانقسام وان اعادة الوحدة والمصالحة ستؤثر على هذه المصالحة، فهؤلاء يجب ان نعزلهم وان نقشطهم من شعبنا فلا محل لهم". وتابع: "كلنا نتحدث عن تجار الانفاق وعن مكانتهم ووضعهم في السلطة، ومن يقبل بهذا الواقع لا يريد الوحدة، ومن يقدم على اقتحام جامعة الازهر هو بالتأكيد يعرقل الوحدة كما فعلت حماس وكتلتها الطلابية"، مضيفاً ان المطلوب علينا جميعاً ان نعمل على وقف هؤلاء الذين يعرقلون الوحدة ولا يريدون للمصالحة ان تنجح. واوضح المجدلاوي "ان الحوار يجب ان يكون شاملاً وليس ثنائياً وان أي صيغ اخرى وبديلة للحوار الشامل ستفشل والدليل اتفاق مكة ومن يعتقد ان من يؤكدون حرصهم على الحوار الشامل يريدون حصتهم فهو واهم وانما نريد المصلحة العليا لشعبنا التي نؤكد ان مدخلها بالتوافق الوطني الشامل". وتابع "أن من يدعي ان فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ترهن قرارها لفتح هو واهم ايضاً ولا يقرأ التاريخ جيداً"، وقال: "وحتى ننصف حماس التي تقول ان يبدأ الحوار ثنائياً ومن ثم ينتقل الى حوار شامل، نقول لقد جربنا اتفاق مكة الذي بدأ ثنائياً واضيف اليه البعض على اساس توسيع الحوار من خلال ما سمي زوراً بحكومة الوحدة الوطنية". واضاف ان الحوار يجب ان يبدأ على قاعدة مشاركة كافة الفصائل التي نقر انه كان بينها خلافات ولكن الجميع فيها يعرف كيف نحلها. وأضاف المجدلاوي "ان المطلوب ان نحتكم الى شعبنا في حل خلافاتنا وان نكرس النهج الديمقراطي من خلال التوجه إلى صناديق الاقتراع". من جهته ارسل محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية برسالة ارفقها بكلمة باسم الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وألقاها هاني ابو عمرة القيادي في الجبهة العربية الفلسطينية وقال فيها: "يطيب لي أن أعرب عن سعادتي في المشاركة في الاحتفال بالذكرى الأربعين لانطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية والذكرى الخامسة عشرة على التجديد وان انقل لكم تحياتي وتقديري لما تقوم به الجبهة من دور على الساحة الفلسطينية والتزامها بالمسئولية والأمانة الوطنية". واضاف: "يأتي احتفالنا اليوم في ظل مواجهة الشعب الفلسطيني لظروف بالغة الصعوبة والقسوة نتيجة لاستمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية التي تحاصر الشعب الفلسطيني وتدمر وتعرقل أي فرصة للتوصل إلى سلام يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، وتسعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع من خلال الهجمة الاستيطانية الشرسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والاستمرار في بناء جدار الفصل وتهويد القدس والاعتداءات المتكررة والصارخة على المسجد الأقصى المبارك والتي تهدف إلى هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، هذا بالإضافة إلى اعتداءات اليهود المتطرفين على فلسطيني 48م والتي كان أخرها ما تعرض له أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين في مدينة عكا من استهداف لممتلكاتهم وحرق لبيوتهم وتهديد لحياتهم والذي تسعى إسرائيل من خلاله إلى اقتلاعهم من أرضهم وتهجيرهم منها". واوضح "إذا كان هذا الوضع المأساوي في الأراضي الفلسطينية المحتلة عامة فان الوضع في قطاع غزة بصفة خاصة هو وضع أسوأ وأبشع وذلك في ظل الحصار الإسرائيلي الظالم الجائر للقطاع والذي يعد جريمة حرب ويخالف كافة القوانين والاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة، هذا الحصار الذي أدى إلى تدهور حاد ومؤثر لمختلف الأوضاع المعيشية في القطاع وأثر على كافة القطاعات سواء الصحية أو الزراعية أو الغذائية أو الاقتصادية". وتابع قائلاً: "إن احتفالنا في ظل هذه الأوضاع العصيبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني والتي تعصف بمستقبله تجعلنا أمام مسئوليات جسيمة لابد من القيام بها وان إنجاح الحوار الفلسطيني وجهود المصالحة صار أمراً ضرورياً وحتمياً وعلينا جميعاً التكاثف من اجل إنجاحه". وقال: "إن موضوع المصالحة الفلسطينية خطير وحساس جداً وإذا لم يتم فسوف يكون هناك مخاطر على القضية الفلسطينية، وأن الجامعة العربية تدعم الجهد المصري في هذا الصدد وتهيب بكل الأطراف الفلسطينية أن يضعوا القضية الفلسطينية ومصلحة الشعب الفلسطيني فوق أي اعتبار لمصلحة فصيل أو تنظيم، ففلسطين قضية العرب تحتاج وقفة صادقة منكم جميعاً حتى لا يحاسبنا الله والتاريخ". واوضح "ان الجامعة العربية دأبت على اعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المحورية للأمة العربية، وأولتها ولا زالت توليها كل اهتمام ورعاية وأننا نبذل قصارى جهدنا في كافة المحافل الإقليمية والدولية لرفع الظلم والمعاناة عن الشعب الفلسطيني ونصرته في تحقيق حقه العادل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف". مؤكداً "ان الجامعة العربية ستظل هي حصن القضية الفلسطينية وملجأ الشعب الفلسطيني ودرعه في مواجهة كافة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية وستسعى دائماً إلى مواجهة هذه الممارسات وفضحها أمام الرأي العام العالمي، كما ستستمر في تقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني والسعي الحثيث لرفع الحصار الجائر المفروض عليه". هذا ووصل الاحتفال عدد كبير من البرقيات من الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وبرقيات من الأحزاب العربية وعدد كبير من الهيئات والاتحادات ومؤسسات المجتمع الفلسطيني. |