|
الإحصاء الفلسطيني: انخفاض نسبة الاسر المتصلة بشبكة المياه وارتفاع نسبة الاسر التي تقول ان المياه غير جيدة
نشر بتاريخ: 20/10/2008 ( آخر تحديث: 20/10/2008 الساعة: 14:42 )
رام الله - معا - اشارت نتائج مسح البيئة المنزلي 2008 للاحصاء الفلسطيني، الى ان هناك انخفاض بنسبة الأسر المتصلة بشبكة المياه، وارتفاع في نسبة الأسر التي تقيم جودة المياه بالسيئة خاصة بقطاع غزة، وهناك ازدياد بنسبة الأسر المتعرضة للضجيج، والأسر المستخدمة لشبكة الصرف الصحي وذلك بالمقارنة مع السنوات السابقة.
يلاحظ خلال العام 2008 ان نسبة الاسر المرتبطة مساكنها بالشبكة العامة للمياه قد ازداد عما كان عليه في العام 1999 وهذا يدل على التطور الدائم في شبكات المياه العامة والوعي لدى الهيئات المحلية بأهمية وجود مثل هذه الشبكات، ولكن هذه النسبة قد انخفضت في الآونة الأخيرة خاصة في قطاع غزة حيث انخفضت بمقدار 2.3% عما كانت عليه في العام 2005، وذلك يعود الى الحصار الذي يعانيه قطاع غزة، بينما كان هناك زيادة طفيفة في نسبة الأسر المتصلة بالشبكات في الضفة الغربية. واوضح جهاز الاحصاء ان الأراضي الفلسطينية تعاني من عدم جودة المياه بشكل عام، إلا أن نسبة الأسر في الضفة الغربية التي تعتبر أن المياه المستهلكة جيدة أعلى بكثير من مثيلاتها في قطاع غزة، حيث نلاحظ بأن نسبة الاسر المقيّمة لجودة المياه بالجيدة قد انخفضت من 67.5% عام 1999 إلى 50.6% في عام 2006 وقد سجل عام 2008 اكبر انخفاض لتقييم الأسر للمياه المستهلكة بأنها جيدة حيث لم تتجاوز النسبة 45.6% من الأسر في الأراضي الفلسطينية. كما أشارت 50.0% من الأسر في قطاع غزة بأن جودة المياه المستهلكة لديها بالسيئة، ومقارنة مع دراسة تم تنفيذها في قطاع غزة مؤخرًا لمشروع "الحق في الحياة" الممول من الحكومة النرويجية، أثبتت الدراسة الى أن معظم آبار الشرب في القطاع تحتوى على نسبة من الكلوريد تترواح بين (300-600) ملجم/لتر، وهو بذلك يزيد حوالي الضعف عما أوصت به منظمة الصحة العالمية وهو 250 ملجم/لتر. وقد ازدادت هذه النسبة بعد العام 2005، حيث ارتفعت نسبة تقييم الاسر لجودة المياه بالسئية بـ 17.7% من عام 2005 الى العام 2008 وهذا يدل على أن الوضع في تدهور دائم في ظل تعطل الكثير من الأنشطة واعمال الصيانة ومراقبة المياه من قبل الهيئات المحلية. وفي ظل أن البنية التحتية لقطاع المياه بعيدة عن استيفاء معايير الحد الادنى من الحفاظ وتحسين جودة المياه المستهلكة من قبل المواطنين، على الرغم ما قامت به السلطة الفلسطينية منذ قدومها من مشاريع لتحسين البنية التحتية لشبكة المياه العامة، فالعديد من المناطق تعاني من تقادم شبكة المياه، وهذا يؤثر مباشرة على جودة المياه المستهلكة، ومقارنة مع نتائج مسح التجمعات السكانية 2008 الذي ينفذه الجهاز فقد أشارت اكثر من ثلثي التجمعات في قطاع غزة الى وجود شبكات مياه قديمة لديها كما اشارت 85% من التجمعات السكانية في قطاع غزة الى وجود ظاهرة انقطاع المياه المتواصل لدى الأسر الغزية. أما على مستوى التخلص من المياه العادمة نلاحظ ان استخدام شبكة الصرف الصحي بازدياد دائم حيث ازدادت نسبة الأسر المتصلة بشبكات صرف صحي من 39.3% عام 1999 الى 45.5% في العام 2008 على الرغم من ذلك فان تلك الشبكات لا تتلقى الصيانة الدائمة، وبسبب تعرض تلك الشبكات لمشاكل فنية مختلفة نتيجة تقادم عمر الشبكات أو الاعتداء عليها من قبل الإجراءات الإسرائيلية من خلال الحصار المفروض وإغلاق المعابر التي تحول دون إدخال المواد والمعدات وقطع الغيار اللازمة لتشغيل وصيانة مرافق الصرف الصحي، أو سوء التصميم وقلة أعمال الصيانة الوقائية أو سوء الاستخدام من قبل المواطنين. وعلى الرغم من أن نسبة الأسر المتصلة بشبكة الصرف الصحي في قطاع غزة مرتفعة بالمقارنة مع الضفة الغربية إلا ان عدم توفر محطات لمعالجة المياه العادمة الناتجة يزيد من تفاقم مشكلة المياه العادمة والتي تتسرب الى المياه الجوفية وكذلك الى مياه البحر مما يؤدي الى تراجع جودة المياه المستهلكة من قبل المواطنين، وقد أشارت الدراسة التي تم تنفيذها لمشروع "الحق في الحياة في قطاع غزة الى أن 90% من أجمالي المياه العادمة هي مياه غير معالجة، و 80% من المياه المنتجة تنصرف الى أماكن مفتوحة، أو الى ساحل البحر في ظل تجميد جميع المشاريع التي كانت مقررة لقطاع غزة لهذا القطاع من محطات معالجة وتحلية للمياه بعد انتخابات العام 2005 مما زاد من معاناة السكان اكثر . وبخصوص نضح الحفر الامتصاصية المتوفرة لدى الأسر (53.7% من الأسر في الأراضي الفلسطينية لديها حفر مجاري امتصاصية أو صماء في غالبها امتصاصية بحيث تسمح بتسرب مياه المجاري الى المزروعات والمياه الجوفية)، فقد أشارت نتائج المسح الى تراجع ملحوظ في عدد مرات نضح الحفرة خلال العام وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة فقد أظهرت النتائج الى ان 100% من الأسر التي لديها حفر امتصاصية في قطاع غزة قامت بنضح الحفرة اقل من مرتين في السنة ومقارنة مع نتائج عام 2006 فقد أفادت 24.7% من الأسر بقيامها بنضح الحفرة اقل من مرتين في العام وهذه مرتبط بالوضع الاقتصادي للأسر الغزية. وهذا يلقي بظلال ونتائج خطيرة للغاية على وضع المياه الجوفية في قطاع غزة ويؤدي حتما الى تلوث كبير لتلك المياه مما يتطلب تدخل عاجل من قبل جهات الاختصاص العاملة في قطاع البيئة والمياه لمعالجة ظاهرة تلوث المياه في الأراضي الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة على وجه الخصوص. وقد أظهرت النتائج تراجع ملحوظ في خدمة جمع النفايات المقدمة من قبل الهيئات المحلية، وقد تركز التراجع في قطاع غزة حيث أشارت النتائج الى أن 47.2% من الاسر عام 2008 مقارنة مع 73.2% في عام 2006 كانت مخدومة بجمع النفايات من قبل الهيئات المحلية، والذي يؤدي الى تراكم النفايات في التجمعات السكانية مما يؤثر على صحة المواطن، ويؤدي الى تلوث كبير للمياه والهواء والتربة وخاصة أن النسبة الأعلى من مكونات النفايات الصلبة المنزلية هي مواد عضوية كـمخلفات الطعام وحفاظات الأطفال. علاوة على ذلك فان 74.3% من الأسر في قطاع غزة تتخلص من نفايتها عن طريق إلقائها في أقرب حاوية، وقد لوحظ بأن كمية النفايات المنتجة عن الأسر والتي تقدر بأقل من 4 كغم قد ارتفعت من 23.5% في عام 2006 إلى 72.0% عام 2008 في قطاع غزة، مما يدلل على انخفاض الاستهلاك الأسرى من المواد الاستهلاكية ومنها الغذائية على وجه الخصوص بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة وانتشار البطالة وظاهرة الفقر وبالتالي انعكس على كمية النفايات الناتجة عن الأسر في قطاع غزة، وقد قدرت مجموع النفايات التي يتم التخلص منها بـ 1.1 طن يومي بمتوسط إنتاج يومي بـ 5.7 كغم في قطاع غزة. وقد انعكس انخفاض نسبة إنتاج كمية النفايات المنزلية على الكمية الكلية المنتجة من النفايات في قطاع غزة والتي انخفضت بنسبة تتجاوز 5% مقارنة مع نتائج عام 2006 على عكس المتوقع زيادة كميات النفايات المنتجة المرتبط بالزيادة السنوية للسكان في الأراضي الفلسطينية وعلى وجه الخصوص في قطاع غزة، وهذا كان نتاج الحصار المفروض على قطاع غزة والذي اثر على اتجاه وطبيعة الاستهلاك الأسرى من المواد الاستهلاكية مما يدلل على انخفاض الدخل الأسري وانتشار ظاهر الفقر في قطاع غزة. ولكن من النواحي البيئة في انخفاض كمية النفايات المنزلية المنتجة يعتبر مؤشراً إيجابيا وعليه نرى انه من الممكن ان تقوم الأسر الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية بتخفيض كميات ونوعية النفايات المنزلية وهذا يتطلب نشر الوعي في أوساط المواطنين وتشجيعهم على تخفيض الاستهلاك تقليل أنواع وكميات النفايات المنتجة عنهم. وقد أثرت هذه النفايات على مستوى التلوث، حيث عبر 23.4% من الأسر دائما وأحياناً ما تعرضوا للروائح، وقد كانت مصدر الروائح الابرز هو المياه العادمة ومكبات النفايات بنسبة بلغت الى 55.4%، بالإضافة الى 22.5% من الأسر دائما وأحيانا ما يتعرضون للدخان، وقد كان المصدر الأساسي لهذا الدخان ناتج عن حرق النفايات التي يتم حرقها من قبل المواطنين من اجل التخلص من النفايات الصلبة. أما على مستوى ظاهرة الضجيج التي تؤثر على الإنسان من الناحية الصحية والنفسية، نلاحظ ان نسبة الاسر المتعرضة للضجيج بتذبب دائم حيث بلغت 20.4% في العام 2004، وارتفعت الى 32.2% في العام 2008، وهذا يعود الى مصادر الضجيج، حيث أفادت الأسر الى أن مصادر الضجيج كانت من أعمال البناء والأنشطة الصناعية بالإضافة الى حركة المرور. |