|
ابتسم انت تدخل بلدة الرام بقلم :ياسين الرازم
نشر بتاريخ: 25/10/2008 ( آخر تحديث: 25/10/2008 الساعة: 09:46 )
بيت لحم - معا - قد يكون العنوان غريباً ، وقد يستهجنه البعض خاصة الذين عرفوا بلدة الرام او عملوا و عاشوا فيها ، فهي كباقي بلدات الوطن عانت سابقاً من الاهمال بفعل الاحتلال وتعاني الان من ضيق ذات اليد ، وتفتقر الى الشوارع الصالحة للاستخدام البشري وغير البشري وخاصة في فصل الشتاء التي يحول شوارعها الى مسطحات مائية ، ويلفها جدار عنصري حاقد فصلها عن القدس وقرى شمال غرب المحافظة ويحيط بها كاحاطة القيد للمعصم وليس كالسوار الذهبي لان الجدار قبيح وجبري ، الا انه وعلى بعد امتار من هذا الجدار تربض في قلب ضاحية البريد وعلى مقربة من كلية ومدرسة الامة منشأة رياضية عملاقة سطرتها وشيدتها الايدي الامينة والحريصة على الاجيال الشابة ،والتي باتت تؤمن ان بناء ملعب من شأنه اغلاق سجن ، وان هذا الوطن رغم الالام والعذابات فيه ما يستحق الحياة ، وما يستحق تقديم الغالي والنفيس من اجله ، هناك وعلى مقربة من اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وعلى مدخل البوابة الشمالية لمدينة القدس تقف امامك شامخة بشموخ ابناء هذا الوطن منشأة رياضية باتت حديث الشارع على اختلاف مشاربه يطلقون عليها استاد الشهيد فيصل الحسيني ، وللحقيقة انه محمد زياد صب لبن مدير مديرية القدس من اطلق عليها هذا الاسم في لفتة وفاء منه للقائد الراحل وامير القدس ابو العبد .
رغم المعاناة والظروف القاسية فانك ومنذ ان تطأ قدماك المدخل الجنوبي للبلدة تستشعر بداخلك احاسيس جياشة تبعث في نفسك التفاؤل وترسم على محياك الفرحة وعلى شفتيك البسمة ، كيف لا والايدي الطاهرة نجحت في تحويل تلك البقعة من الارض من مكب للنفايات ومياه المجاري والامطار وبؤرة للفساد الى مكان جميل و رحب وواسع تلتقي فيه جماهير الرياضيين العاشقة والحالمة لان ترى فجر الكرة الفلسطينية بات يبزغ شيئاً فشيئاً وباتت تباشير الحلم الجميل تتجسد الى حقيقة . يوم الاحد تستقبل فلسطين وبلدة الرام المقدسية ( ولا اقول القدس كما يحلو للبعض ) سيكون يوماً تاريخياً وحدثاً فريداً في حياة الشعب الفلسطيني وحركته الرياضية عامة والكروية خاصة، عندما تستقبل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويدي جوزيف سيب بلاتر وعدد كبير من كبار الشخصيات الرياضية العربية و الذين سيشهدون افتتاح هذا الصرح الرياضي غير المسبوق و اقامة اول لقاء دولي رسمي على الارض الفلسطينية منذ العام 1934 ، وفي تلك السويعات سيكتب تاريخ الكرة الفلسطينية من جديد ، سيكتب المؤرخون انه ورغم الاحتلال والحصار والحواجز وجدار الفصل العنصري والظلم والقهر والعدوان قال الشعب الفلسطيني كلمته ، وما اجملها من لحظات تلك التي يرفرف فيها العلم الفلسطيني الى جانب العلم الاردني وعلم الاتحاد الدولي لكرة القدم ونسمع فيها النشيد الوطني تصدح به الات العزف وسط الالاف من الجماهير العاشقة للحلم . في النفس غصة وفي القلب وجع وفي الحلق حشرجة، لان الاحتلال ما زال جاثم فوق صدرونا، ولانه حرمنا نحن ابناء مدينة القدس من ان يكون هذا الاستاد في قلب القدس عاصمة العالم ، ولكنها البداية ولا ضير ان تكون على مشارف القدس فغزة هاشم ورغم الحصار الظالم ومحافظات الوطن كلها ستكون مدعوة للمشاركة في هذا الانجاز التاريخي للشعب الفلسطيني ورجالاته الذين يقودون الكرة واتحادها المحلي ، فاليوم في الرام وغداً في الخليل وبعد غد في نابلس والعيزرية وواد النيص وجباليا والبريج ورفح . من حق بلدة الرام ممثلة بالمجلس البلدي ان تزهو بضيوفها وتتزين وتتجمل لاستقبالهم على ارضها ، ومن واجبها ايضاً ان تستعد جيداً وتشمر عن ساعديها وتحول شوارعها وطرقاتها الى ما يليق بمستوى الحدث لتتمكن من استقبال ضيوف فلسطين والجماهير الغفيرة والتي من المتوقع ان تبدأ بالوصول منذ ساعات الظهيرة لحجز اماكن لها في المدرجات ، ان ثقتنا بالمجلس البلدي كبيرة سيما وانه ساهم ويساهم في تذليل كافة الصعوبات التي كانت تواجه سير عملية البناء والتعشيب ، واخيراً قلتها واقولها ان بامكان بلدية وفعاليات ومؤسسات واندية الرام ان تستثمر الحدث بصورة عالية من المهنية والفاعلية وترسم البسمة على شفاه كل من يدخل هذه البلدة . ملاحظة :لاستقبال أخبار الرياضة على جوالك أرسل كلمة " رياضة " من جوالك على الرقم "1202 " |