|
الحديث ذو شجون مرحى . بالنشامى ! ---- بقلم : فايز نصار
نشر بتاريخ: 25/10/2008 ( آخر تحديث: 25/10/2008 الساعة: 14:16 )
بيت لحم - معا - تفتح ست الكل ، الغالية فلسطين ذراعيها ، في استقبال منتخب الأردن الغالي ... وتتوحد ألسنة الشعب الطيب ، ترحيبا بنشامى الأردن ، نعم الجيران ، ونعم الظهير والسند في الملمات .. فأهلا وسهلا بشركاء النهر المقدس.. ومرحى بالنشامى في الأرض ، التي يقدر أهلها النشامى !
بعد قيام سلطتنا الفلسطينية على ارض الوطن ، سارع الرياضيون الأردنيون لمباركة الدولة الفتية ، بزيارة مباركة للأخضر الوحدات ، فكان عرس الرياضة المشترك ، احتفالا بالرياضة الفلسطينية ، في ملعب الحسين بالخليل ، أمام أكثر من عشرين ألف محبٍّ للنشامى ، افترشوا تلال الخليل ، التي تحتضن الملعب ... يومها اقشعرت الأبدان ، أمام مشهد عشاق الوطن ، وهم يقبلون أرض الوطن ، لتمتد الاحتفالات الوحداتية إلى أريحا ونابلس وغزة ، وغيرها من المدن الفلسطينية! وبعد أسابيع جاء العميد الأردني الفيصلي ، للمشاركة في احتفالا الجيران .. وفي ملعب اليرموك بغزة كرر الفيصلاويون الأماجد المشهد الوحداتي ، ولثموا تراب غزة الغالي على الجميع ... أذكر يومها أن مباراة الفيصلي كانت مع نادي فلسطين ، واذكر أن رئيس بعثة الفيصلي طلب مني أن أبلغ المستقبلين ضرورة إلغاء فقرة لا علاقة لها بتفعيل المصافحة التاريخية ، فألغيت الزيارة الاستجمامية المبرمجة. وبعد لقاء الفيصلي بفلسطين الغزي ، استقبل المعلم ياسر عرفات البعثة الفيصلاوية ، كما استقبل من قبل البعثة الوحداتية ، ويومها سال أبو عمار عن النتيجة ، فقال له العفيفي : غلابونا 3- صفر ،فرد أبو عمار مازحا : أكيد مع الرأفة . يومها التمست من الأخ أبو عمار - رحمه الله - أن يشجع خطوات التوأمة بين الأندية الفلسطينية والأردنية ، فكان قراراه على المحل ، بتعليمات لوزير الشباب والرياضة الشعيبي ، ولرئيس الاتحاد العفيفي بالعمل في هذا الاتجاه! بعدها بأسابيع اصطحبني صديقي الإعلامي محمد قدري حسن إلى حفل ، نظم احتفاء بالفيصلي ، الذي توج بأحد الألقاب ، وعلى هامش الاحتفال تشرفت بالحديث إلى العاهل الأردني ، الملك عبد الله الثاني ، الذي كان يومها رئيس اتحاد الكرة الأردني ، ونقلت له ما صدر عن الرئيس ياسر عرفات في استقبال الفيصلي ، فرد بسرعة بقرار يشهد عليه أبو جمال : ونحن كذلك قرارانا تشجيع التوأمة ، وكل مظاهر التعاون بين الشعبيين الشقيقين ! نعم .. لقد كانت المباركة الأردنية للدولة الجارية رسمية وشعبية ، واطلع الرياضيون بدور هام ، في توطيد أواصرها ، عندما شرف نشامى المنتخب الأردني أرض الوطن قبل اثني عشر شهرا في افتتاح ستاد أريحا الدولي ، ولعبوا أولى المباريات الدولية على أرض فلسطين ، يومها كانت النتيجة نظيفة من الأهداف ، وكان المباراة نظيفة في كل شيء ، كونها لقاء مصافحة ، كان بداية الانطلاق الحقيقي لمنتخب فلسطين ، الذي يحمل هموم المعذبين من أبناء هذا الشعب إلى ملاعب العالم . يومها ... كان اللقاء الفلسطيني الأردني مطلعا للمباريات ، وحجة حمل الفلسطينيون عبرها أمانة الرسالة الأمينة ، بالوفاء للدماء الزكية ، وبنقل معاناة المقهورين من حواجز الاحتلال وحصاره وجداره ، ومن سجونه وظلمه ، إلى الخيرين في الملاعب ، من مختلف الشعوب والأمم ! و اليوم يعود النشامى إلى فلسطيني لافتتاح ستاد آخر ، مؤكدين أنهم دائما إلى جانب الفلسطينيين ، في السراء والضراء ، ومثبتين أن عمان تلبس شالها وتزدان كلما اخضرت الملاعب في رئتها الأخرى القدس ، ومشددين على عهد الشراكة التاريخية ، بين شعبين يجمعهم كل شيء ، ولا يفصل بينهم إلا هذا النهر ، الذي تحول بالرادة الصادقة لقادة البلدين إلى جسر للوصال والتواصل ، وبوابة للوفاق والاتفاق ! لن أرصد هنا الدروس التي يستفيدها منتخبنا الفتي من التجربة الكروية الأردنية ، التي أصبحت مضرب مثل في عهد الملك عبد اله الثاني بن الحسين ، وفي ظل العمل الحثيث لرئيس الاتحاد الأردني ، الأمير عبد الله بن الحسين ، ولكن دعونا نرفع الأكف إلى السماء مبتهلين إلى المولى عزوجل ، أن يجزي الأردن خيرا ، وأن يحفظ جيراننا الأشقاء من كل مكروه ، وان يطيل في عمر راعي المسيرة الأردنية ، الرياضي الأول ، جلالة الملك عبد الله . وان يسدد الله جهود رئيسنا الأخ أبو مازن في خدمة الشباب والرياضة ... وان تنجح خطوات حكومتنا برئاسة الدكتور سلام فياض في تحقيق طموحات شباب فلسطين .. وان ينعم الله على صاحب المبادرات الخيرة ، اللواء جبريل الرجوب بالنجاح في جهوده ، التي رفعت رأس فلسطين ، وبيضت وجوه الفلسطينيين . "مرحى بالنشامى" يصف الفلسطينيون بهتاف موحد ، فاتحين قلوبهم للضيف العزيز الغالي ... "مرحى بالنشامى" في لقاء التواصل بين الجيران ، عبارة يجمع الرياضيون الفلسطينيون على ترديدها في استقبال أعز الضيوف ... "مرحى بالنشامى" في المهج وفي حبات العيون ، مرحى بسفراء أردن عبد الله إلى ملاعب الأرض التي بارك الله فيها للعالمين ... مرحى بفناني العرب ، من نجوم منتخب الأردن ، وهو يستعرضون مهاراتهم فوق أقرب ملعب من المسجد الأقصى ، على أمل أن يكون اللقاء القادم على ملعب في قلب القدس ، وقد تحررت ، وعادت عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة ! والحديث ذو شجون [email protected] |