|
حزب التحرير يعقد ندوة بعنوان "انهيار الرأسمالية.. والأزمة .. أزمة حضارة وليست أزمة إدارة"
نشر بتاريخ: 25/10/2008 ( آخر تحديث: 25/10/2008 الساعة: 23:01 )
الخليل -معا- ضمن سلسلة من الندوات والمحاضرات المتعلقة بالأزمة الاقتصادية والمالية العالمية العاصفةُ بالعواصم الغربية، عقد حزب التحرير في منطقة واد الهرية بالخليل ندوة في مباني القاعات الماسية، بحضور المئات من المدعوين والمهتمين والمفكرين وأهالي الخليل، حاضر فيها محمد الجعبري.
وبين المحاضر أ.الجعبري ان أزمة المصارف والشركات العاملة في الرهن العقاري تفاعلت لدرجة لم يعد ينفع معها المعالجة الخاصة لكل مصرف أو شركة تعرضت للإفلاس، بل توسعت لدرجة دفعت الحكومة الأمريكية لان تتدخل فيما يشبه إعلان حالة طوارىء، وإصدار أحكام عرفية اقتصادية هي خارج القانون الأمريكي والنظم الرأسمالية ،وتم الإعلان عن الخشية من أن تؤدي تطورات الأزمة إلى انهيار النظام الرأسمالي برمته، حيث اعتبر بوش التدخل الحكومي أمرا ضروريا لحل المشكلة التي تعصف بالأسواق، واصفا الوضع بأنه " لحظة محورية لاقتصاد أمريكا " . وأضاف أ. الجعبري انه نظرا لخطورة الأزمة وشمولها لعموم الشعب الأمريكي وان لم يقتصر على حزب دون حزب، ولأنها أصابت أساس النظام المالي في أمريكا وهذا يهدد الجميع دون استثناء فان هذا لم يدع للحزبين الجمهوري والديموقراطي مجالا لإدخال الأزمة في دائرة التجاذب الانتخابي فقد عقدت اجتماعات بين الحزبين نوقشت فيه خطة بوش للإنقاذ ، وعرض فيها الديموقراطيون رؤيتهم وفرضوا تعديلات معينة ورفضوا إعطاء صلاحيات اقتصادية مطلقة للهيئة الحكومية. وقال المحاضر أ. الجعبري:" انه لا زال يوجد من أهل البيت الأمريكي من يشكك في جدوى ونجاح الحل الذي جاء وفق خطة بوش للان العلاج يقتضي حلا جذريا يجب أن يتناول الأساس الفكري الذي يقوم عليه النظام الاقتصادي والمالي" . واعتبر الجعبري "أن أمريكا التي توصف بأنها امتلكت قوة غير مسبوقة في التاريخ والمقصود القوة المادية من تكنولوجيا وسلاح معتبرا أن قوتها الفكرية من أضعف الأفكار وهي شريعة غاب غير مقننة ، وهذا ما جعلها تسقط في ميدان الصراع الفكري والحضاري مع المسلمين الذين بالرغم من ضعفهم على الصعيد المادي ،فإنهم لم يمكنوا أمريكا من تسجيل انتصار مادي عليهم". وأضف المحاضر أ. الجعبري ان ما يحدث في العالم اليوم من أزمات عالمية يشير كله إلى أنها مقدمات انهيار حضارة الغرب التي تدل كثرتها وتقاربها على سرعة تهاويها . وخلص المحاضر أ. الجعبري في كلمته أن الأزمة الراهنة هي في حقيقتها أزمة حضارة وليست أزمة إدارة . وان كان بوش بغبائه قد استطاع أن يكشف المستور أكثر من غيره وأن يسرع عملية تهاوي الحضارة الغربية بشكل غير مسبوق . وجعل بالمقابل وعلى عكس ما يريد الإسلام يتقدم في الميدان الحضاري ويطرح نفسه كبديل حضاري صالح بديل عن الحضارة الغربية الفاسدة النتنة . فهو قد سرّع في عملية سقوط حضارته كما سرّع في عملية عودة الإسلام إلى مسرح الحياة ، وهذه السرعة التي من عادتها أن تكون بطيئة غير مرئية إلا للمفكرين والباحثين أصبحت مرئية للناس أجمعين ". |