وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلال مؤتمر صحفي: الدكتور البرغوثي يعلن عزم المبادرة خوض الانتخابات القادمة ضمن ائتلاف واسع

نشر بتاريخ: 29/11/2005 ( آخر تحديث: 29/11/2005 الساعة: 19:27 )
رام الله -معا- اعلن الدكتور مصطفى البرغوثي امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، نيته خوض الانتخابات التشريعية القادمة "بكل قوة" في قائمة تشكل "ائتلافا واسعا" من المبادرة وقوى سياسية ومجتمعية عديدة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الدكتور البرغوثي في مقر المبادرة اليوم في مدينة رام الله.

وقال الدكتور البرغوثي:" سنخوض هذه الانتخابات لنثبت ان هناك تيارا ثالثا في الشعب الفلسطيني اضافة الى الاخوان المناضلين في حركتي فتح وحماس... يعبر عن رأي الاغلبية الصامتة من ابناء شعبنا التي تريد تغييرا فعليا وتطمح لرؤية تغيير قيادي واسع".

ورفض الدكتور البرغوثي اعطاء اية معلومات اضافية عن الاطراف المشاركة في هذا الائتلاف، وبرنامجهم الانتخابي، معلنا التزامه بموعد بدء الدعاية الانتخابية، بداية شهر كانون الثاني القادم.

ونوه البرغوثي الى وجود مؤشرات واسعة على الرغبة في التجديد والتغيير والملل من سوء الادارة، وهو ما يترافق مع استمرار اسرائيل ببناء جدار الفصل العنصري وارتفاع عدد الاسرى من 8 الاف الى ما يزيد عن 9 الاف اسير حاليا، موضحا "اننا احوج ما نكون الى قيادة قوية تدير الصراع ضد الجدار، ولصالح اطلاق سراح الاسرى والمعتقلين، وحل مشكلة الامن والامان وفوضى السلاح والانفلات الامني".

واشار البرغوثي الى مطالب الاغلبية الصامتة الاجتماعية بمحاربة البطالة وتوفير فرص لمئات الاف العاطلين عن العمل، الذين يعانون من غياب استغلال سليم للاستثمارات والموارد، اضافة الى ضرورة توفير التعليم والحكم الصالح والمساواة امام القانون، ومقاومة شاملة لكل انواع الفساد وسوء الادارة والمحسوبية، ناهيك عن توفير حرية الحركة والتنقل والسفر، وان يعيش المواطنون بكرامة في وطنهم.

وتطرق البرغوثي الى وجود اربعة مشاكل كبيرة تعترض اجراء انتخابات حرة ونزيهة في الاراضي الفلسطينية، أولها تتعلق بمشاركة الاسرى في الانتخابات ليس بالترشح فقط وانما ايضا بالتصويت، مطالبا السلطة الفلسطينية والهيئات الدولية بالعمل لتحقيق هذا الهدف.

وقال الدكتور البرغوثي:" تتعلق المشكلة الثانية بالقدس"، مشيرا الى انه من غير المقبول ان يستمر المقدسيون بالتصويت عبر صناديق البريد وكأنهم مواطنون من بلد اخر، وهو ما يترافق مع عدم بذل السلطة الفلسطينية أي جهد يضمن هذه المشاركة بحرية ودون تضييق.علاوة على ما تمارسه اسرائيل من اجراءات لعزل القدس عن الضفة الغربية
.
وبخصوص المشكلة الثالثة، اشار الدكتور البرغوثي الى انه رغم ان القانون الانتخابات ينص بوضوح على وجوب وجود شفافية كاملة في تمويل الحملات الانتخابية، واعطاء كشوف كاملة بهذه بالحملات، وعدم السماح بتلقي تمويل خارجي حرصا على الاستقلالية، الا انه لم يحو أي مادة بخصوص التمويل من قبل دافعي الضرائب الفلسطينيين عن طريق السلطة الفلسطينية، حيث تقوم دول العالم عادة بتقديم اسناد لكل حزب يخوض الانتخابات حسب حجم الاصوات التي يحصل عليها.

واشار في هذا الصدد الى أن اكثر من عشرة فصائل فلسطينية ما عدا المبادرة وحركتي حماس والجهاد الاسلامي،تلقت دعما من السلطة الفلسطينية من اموال دافعي الضرائب بمعدل 60 الف دولار شهريا، مطالبا بضرورة وجود تكافئ بين القوى لضمان قيام عملية انتخابية ديمقراطية وسليمة.

وبالنسبة للمشكلة الرابعة، عبر الدكتور البرغوثي عن قلقه من احتمال وجود مظاهر عنف في الصناديق الانتخابية، مطالبا باجراءات قوية وحاسمة لمنع هذه التجاوزات، وضمان ان تكون الانتخابات وسيلة لتكريس الديمقراطية وتدعيم بنيان الشعب الفلسطيني، و"اثبات اننا نشق طريق الديمقراطية والدولة المستقلة رغم الاحتلال وعنفه".

واستغرب البرغوثي استمرار حالة الفلتان الامني رغم تخصيص 27% من الميزانية الفلسطينية البالغة 2300 مليون دولار للاجهزة الامنية، على حساب الصحة مثلا التي خفضت المبالغ المخصصة لها، والمجالس المحلية التي لم يخصص لها شيء يذكر.

جدار الفصل العنصري.

وخصص الدكتور البرغوثي الجزء الثاني من مؤتمره الصحفي للحديث عن الجهود المحلية والدولية لمقاومة جدار الفصل العنصري.
وقال:" اود اعلامكم في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني- الذي يصادف اليوم- بقرارنا الحاسم نحن واخوتنا واهلنا بالتعاون مع المتضامنين الاجانب، بأننا مصممون على تصعيد الحملة الشعبية لمقاومة الجدار"، موضحا تصاعد النشاطات الاحتجاجية التي تقود معظمها اللجان الشعبية لمقاومة الجدار، وكان اخرها المواجهات التي شهدتها كل من قلنديا وبلعين وعناتا ومسحة العيزرية وابو ديس والسواحرة وغيرها من البلدات والقرى الفلسطينية
.
كما اشار الى تنظيم شعوب العالم اليوم مظاهرات شعبية واسعة في كل انحاء المعمورة لنصرة الشعب الفلسطيني، الامر الذي يترافق مع حملة لفرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل.

واعلن عن تنظيم مؤتمر دولي واسع ربيع العام القادم، غالبا في بريطانيا، بمشاركة متضامنين من كل انحاء العالم، وبحضور لافت من جنوب افريقيا، لفرض عقوبات على اسرائيل تجبرها على تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية بهدم الجدار، خاصة في مجال منع استيراد اسلحة منها، اذ ان اسرائيل تعتبر رابع دولة تصدر السلاح في العالم، حيث توفر هذه التجارة 20% من مصدر دخلها القومي سنويا. وقال ان الجمع ما بين الكفاح الشعبي والتضامن الدولي، اضافة الى اسناد الناس عن طريق تعديل الموازنة باتجاه تعزيز صمودهم، من شأنه ان يسقط الجدار.

وتطرق الى مشاركته قبل نحو شهر في مؤتمر ضخم عقد في بريطانيا للتضامن مع الشعب الفلسطيني، اضافة الى الجهود التي بذلت داخل الحزب الاشتراكي السويدي الحاكم والبرلمان السويدي باتجاه وقف استيراد الاسلحة من اسرائيل. وقال:" ما نريده في هذا المجال هو اجراءات عملية وليس تضامن بالكلمات فقط ... للتصدي لمخططات شارون وشريكه بيرس اكبر اعداء الشعب الفلسطيني الهادفة الى منع قيام سلام حقيقي وعادل بنسف امكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة".

وحذر الدكتور البرغوثي في هذا السياق من قيام اسرائيل بانشاء معابر في الضفة الغربية، كمعبر قلنديا وحوارة وزعترة وبيت لحم، التي تجعل الضفة الغربية اشبه بأقفاص وسجون، في الوقت الذي يتشدق فيه العديدون بانجازات لم تحدث، بافتتاح معبر رفح الذي بقي فعليا تحت السيطرة الاسرائيلية وان كان بوسائل تكنولوجية هذ المرة، مشيرا الى ان المطلوب هو توفير حرية مرور الفلسطينيين عبر المعبر على مدار 24 ساعة بدون ازدحام ومشاكل وتدخل اسرائيلي.