|
غرق عدة منازل وفرق الدفاع المدني تهب لإنقاذ المواطنين وتحذيرات من انفجار أحواض الصرف الصحي
نشر بتاريخ: 28/10/2008 ( آخر تحديث: 28/10/2008 الساعة: 18:51 )
غزة-معا- استمر هطول الأمطار على مختلف مناطق قطاع غزة وذلك منذ مساء يوم الاثنين، وحتى مساء الثلاثاء وبشكل غزير، مما أدى إلى حدوث برك كبيرة في مناطق مختلفة من قطاع غزة كما حدث في منطقة الصفطاوي والعلمي ومخيم جباليا في شمال غزة ومعظم مخيمات القطاع، ولاسيما منطقة جورة العقاد في خانيونس حيث تكتسح مياه الأمطار منازل المواطنين الأمر الذي ينذر بمشكلة كبيرة ستضطر مها عشرات العائلات إلى البحث عن مأوى بديل بعد أن غمرت المياه منازلهم.
وباردت فرق الدفاع المدني على مدار ساعات صباح اليوم والظهيرة إلى إنقاذ المواطنين الذين غمرت منازلهم مياه الأمطار ونقلهم إلى اماكن مرتفعة حيث اتت المياه على بعض المنازل لاسيما في مخيمي الشاطئ وجباليا وغربي خانيونس. وقد غمرت الأمطار الغزيرة التي تساقطت منذ فجر اليوم وحتى ساعات الصباح على قطاع غزة، 7 منازل في خان يونس جنوب القطاع، كما تسببت ببعض الأضرار الناجمة عن مشاكل في البنية التحتية للشوارع. ورغم البهجة التي خلفها سقوط الأمطار في نفوس أبناء قطاع غزة المحاصرين منذ أكثر من عامين، إلا أن البعض وجد نفسه في وضع صعب بعد أن اجتاحت منزله السيول كما حدث بمنطقة الوفية غرب خان يونس. وقال المواطن تيسير خضير، إن المياه غمرت منزله وأنه بالكاد استطاع إخراج أبنائه وبعض الأثاث من المنزل، ويحاول إنقاذ ما تبقى، مشيراً إلى أن المياه غمرت ستة منازل أخرى بجانب منزله وقد علق ساكنوها فيها ولم يستطيعوا مغادرتها. وناشد البلدية لتقديم المساعدة لأصحاب البيوت المتضررة، وتشغيل مضخة المياه ومواتير لسحب تلك المياه من المنازل. وفي جانب آخر ولّدت الأمطار الغزيرة مشاكل عدة في الشوارع غير المعدة ببنية تحتية جيدة لاستقبال مثل هذه الأمطار، وهو ما أهاب بالادارة العامة للاسعاف والطوارئ مناشدة بلديات القطاع بالإسراع ومعالجة البنى التحتية لشوارع المدن لتجنيب المواطنين اي خسائر بالأرواح والممتلكات. كما أهابت إدارة الاسعاف والطوارئ بالسائقين وأصحاب السيارات بالتزام السرعة المسموح بها في مثل هذه الأجواء والحفاظ على أرواح الناس لاسيما طلاب المدارس. وقد انطلقت فرق الدفاع المدني إلى مخيم جباليا منذ ساعات الصباح في محاولة منها لإنقاذ السكان من السيول الجارفة التي سببتها الأمطار الغزيرة. وقد ارتفع منسوب المياه في المخيم المنخفض حيث غمرت بعض المنازل وأعاقت الحركة هناك، وقال احد المواطنين عبر موجات الأثير أن المياه شلت الحركة في المخيم. ورصد مركز الميزان لحقوق الانسان ارتفاع منسوب مياه الأمطار في بركة أبو راشد وسط مخيم جباليا، وتجمع المياه في المنطقة المحيطة بها بشكل كبير عرقل حركة السير الداخلية في المخيم وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة وتوقف المضخة عن العمل وهو الأمر الذين يهدد بحدوث خطر فيضان المياه على السكان. كما رصد المركز تدفق كميات كبيرة جداً من المياه إلى أحواض الصرف الصحي في القرية البدوية، ولأن موسم الشتاء في بدايته فأحواض الترشيح والحوض العشوائي الكبير في تلك الأحواض يستقبل المياه بشكل جيد، الأمر الذين لن يستمر في حال استمرار هطول المياه، وعدم اتخاذ تدابير عاجلة مما ينطوي على تهديد جدي لسكان القرية البدوية ومنطقة المنشية و فدعوس في بيت لاهيا. والجدير ذكره أن أحواض الصرف الصحي التي يجري العمل بها شرق جباليا خاصة قرب مقبرة الشهداء تحتاج لشهرين على الأقل لتبدأ العمل، ويعود التأخر إلى استمرار عرقلة قوات الاحتلال السماح بدخول بعض التجهيزات الضرورية. وحذر مركز الميزان من أن ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي والأمطار الموجودة في أحواض الصرف الصحي شمال غزة قد يكرر المأساة التي حدثت صباح يوم الثلاثاء الموافق 27/3/2007. وأسفر ذلك عن وقوع كارثة في القرية البدوية، حيث قتل جراء السيل سيدتين وطفلين. كما أسفرت الكارثة عن إصابة حوالي 18 شخصاً نتيجة تعرضهم للغرق في مياه الصرف الصحي, من بينهم 10 سيدات، وثلاثة أطفال، كذلك تضرر نتيجة الكارثة عشرات المنازل سكنية بشكل كلّي، والمئات منها بشكل جزئي، كما جرفت المياه كل ما واجهته في طريقها من مركبات وحيوانات وطيور وأراضٍ زراعية، هذا وقد نزح سكان القرية البدوية المقدر عدد ب5000 نسمة، بعوائلهم إلى التلال الرملية الواقعة شمال قريتهم والقريبة من حدود الفصل الشمالية. وطالب المركز الجهات المختصة في الحكومة كوزارة الأشغال وسلطة المياه وسلطة جودة البيئة باتخاذ التدابير العاجلة للتخفيف من ضغط سيل المياه الجارف على الأحواض لمنع انهيارها ووقوع كارثة جدية. ودعا مديرية الدفاع المدني ووزارة الأشغال العامة والإسكان بالعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة فصل الشتاء بما في ذلك تأمين أماكن إيواء واتخاذ التدابير التي تحول دون انهيار المنازل ولاسيما في المناطق الفقيرة. كما طالب وكالة الغوث الدولية باتخاذ تدابير شبيه فيما يتعلق بمخيمات اللاجئين ، محملاً دولة الاحتلال المسئولية القانونية والأخلاقية عن حدوث كوارث جراء مواصلتها عرقلة ومنع مرور المواد الضرورية لتشغيل الخطوط الناقلة في الشمال وخانيونس جراء الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة. وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنهاء الحصار الذي يطال الشأن الإنساني ويتسبب في كوارث إنسانية للسكان في قطاع غزة، ولاسيما العمل الفوري على تأمين مرور المواد والمستلزمات الضرورية لتشغيل الخط الناقل من القرية البدوية إلى شرقي جباليا، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالمستلزمات الضرورة لمشروع الخط الناقل إلى المنطقة الشرقية من خانيونس. رئيس جهاز الدفاع المدني بالحكومة المقالة يوسف الزهار اكد على انه تم تشكيل غرفة طوارىء وخلايا عمل ميدانية في كل قطاع غزة ويتواصل حاليا مع كل الجهات من اجل التغلب على الازمة. وقال الزهار أن حالة الامطار التي سقطت اليوم لم تكن عادية فقد اجتاحت المياه أكثر من 80 منزل في مناطق متفرقة من القطاع. وأضاف:" نحن على مدار الساعة منذ امس وضعنا مضخات لضخ المياه واخراجها من البيوت والشواريع وانقذنا عدد من الارواح خاصة في المنازل التي ارتفع فيها منسوب المياه". وتابع:" في الشمال الجهود تجري الان لافراغ الشوارع من الماء وتم انقاذ باص به اطفال من احد الشوارع التي ارتفع بها الماء وفي الشاطىء تسير دوريات لصرف الميا من اماكن تراكمها". |