|
مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان يعقد ورشة عمل بعنوان"التجربة الصحافية للمعتقلين الفلسطينيين"
نشر بتاريخ: 28/10/2008 ( آخر تحديث: 28/10/2008 الساعة: 23:57 )
رام الله- معا- عقد مركز رام الله لدراسات حقوق الانسان اليوم، ورشة عمل بعنوان"التجربة الصحافية للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية"، بحضور عدد من الصحفين الجدد والمثقفين والمهتمين، وذلك في مقر المركز بمدينة رام الله.
وبدوره الدكتور حسن عبد الله الذي ادار الورشة، تحدث عن التجربة الاعتقالية بشكل عام وما تمثل في صقل شخصية المعتقل في العديد من الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية، وما تناولته هذه التجربة شديدة الاهمية في تاريخنا الفلسطيني الحديث، اذ انها لم تأخذ حقها في التأريخ والتوثيق رغم ما خرجته من الادباء والمثقفين والسياسيين والاعلاميين. ورحب الدكتور اياد البرغوثي، مدير عام المركز بالحضور والمتحدثين بشكل خاص، وأكد على ان تجربة الاعتقال فريدة من نوعها وان هذه الوزرشة عقدت لالقاء الضوء على ما هو ايجابي لتجربة المعتقل. ومن جانبه عاطف سعد تحدث عن بدايات ظهور الصحافة الاعتقالية في اواخر الستينيات، حيث ساهمت في صقل العديد من الاقلام رغم ما عانته من سياسة الحصار والاضطهاد والعزل، حيث كان من الصعب الحصول على قلم كي يكتب المعتقل رسالة الى اهله او غير ذلك، وكانت اول تجربه في سجن عسقلان، اذ كان يمثل مرحلة تحول في الفكر، واعتبر ان هذه البدايات كانت عبارة عن تبادل اخبار، بسبب ما واجهته من معيقات من قبل سلطات الاحتلال داخل السجون، وعن اول صحيفة عمل بها كانت تسمى " الطليعة" ذات البعد الانساني والتقدمي واليساري. وتحدث حافظ ابو عباية عن جانب اسهام الصحافة في صقل العديد من الاقلام السياسية، اذ ان سياسة الاحتلال في الاعتقال جعلت المعتقل يحتك بالسياسية والقضية بشكل خاص، رغم ان البدايات كانت نقاشات غير ممنهجة وعلمية، الى ان خاض الاضراب من اجل القلم والورقة، وتم العمل على تنمية قدرات المعتقلين، وتشكيل النواة الاولى في الكتابة رغم اختلاف في الرؤية السياسية لكل منهم، بالتالي على عملهم وبناء وحدتهم داخل السجون. وتناولت نادية الخياط، مرحلة اواخر السبعينيات للصحافة بالنسبة للاسيرات في السجون الاسرائيلية، رغم قلة انتاجاتهم الادبية، لكنها كانت اقل حدة في في تناقل اخبار الاسيرات من تجربة المعتقلين من الاسرى، وايضا عكست ايجابا على بعض الاسيرات في كيفية الكتابة والتثقيف الادبي والسياسي، فمنهن من كتبت في الادب والتجربة الاعتقالية مثل عائشة عودة. وقال علي جدة ان التجربة الاعتقالية خلقت لديه كوابيس وتفتح جروح عند الحديث عنها على اهمية الحديث عنها وما تمثله بالنسبة له ،وما تمثلة من تجربة فريدة، وخاصة في تعلم لغة المحتل والترجمة واهميتها في توسع الافاق ومدارك المعتقل، لينتقل الى التحليل وفهم عقلية المحتل . واوضح عماد النتشة، ان تجربة اسهمت في معرفة سياسة المحتل، وعقليته اتجاه المجتمع الفلسطيني في التأثير والانطباع، رغم ان تجربته جاءت بعد نضالات المعتقلين في الحصول على القلم والدفتر، الا انها كانت ذات اثر في الفهم والقراءة والتحليل والتعرف على ثقافة الغير. وبين محمد ابو لبدة، كيف تناول المعتقلين هذه التجربة بحذر شديد، منتقلة من النقاشات الى القلم والورقة، اذ ان المعتقلين كانوا ينسخوا الصحفية على اربع مراحل وتوزع على الاقسام، وكونه كان احد الناسخين فقد استفاد من قراءة ما هو كبير على كتابات عالية المستوى، هذا ما ساعده للعمل كمراسل في بداياته الى ان وصل الى مساعد تحرير في صحيفة القدس. وتطرق احمد ابو غوش، الى الجانب الادبي الذي تجربه المعتقلات، اذ تجربة المعتقل في سجن عسقلان، الذي تميز بالسياسية القمعية والتدمير الممنهج، هذه خلقت لدى الاسير عملية تحول في الفكر، ولكن عندما كانت المرحلة تمر بهدوء واستقرار نسبي احيانا، ولا يوجد صراع مع الاحتلال، فكان المعتقل يأخذ منحى اخر ليجد نفسه فيه مثل الابداعات والجانب الادبي. وفي نهاية الورشة تحدث الصحفي ابراهيم دعيبس، لتعقيب على مداخلات المتحدثين ، حيث قال ان هذه التجربة فريدة من نوعها رغم انه لم يخوضها بحياته، ولكنها تستحق الكتابة عن كل تجربة كل اسير ومعتقل، لما تمثله من صقل ووولادة للكتاب والصحفين والمحللين، وانه لا بد من توثيق هذه التجربة وخاصة انجازت المعتقلين داخل السجون بشكلها الذي اصدرت به. |