وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا :غرابة الموقف، والتوقيت!!!! بقلم :صادق الخضور

نشر بتاريخ: 29/10/2008 ( آخر تحديث: 29/10/2008 الساعة: 18:32 )
بيت لحم - معا - ما أجمعت عليه أندية الشمال من تعليق المشاركة في الدوري يثير أكثر من تساؤل لا سيما وأنه يتزامن مع النجاح منقطع النظير للاتحاد في فعاليات زيارة بلاتر ، فبدلا من التفرغ لتقييم الإيجابيات التي حققتها الزيارة والجهود التي بذلها رئيس الاتحاد وأعضاؤه ، فوجئ الجميع بموقف أندية الشمال لذرائع وحجج أقل ما يقال عنها أنها غير منطقية إلا في جزء بسيط منها ، وشخصيا كنت من أوائل الداعين لأن يتم 14 فريقا في الممتازة أ واستغربت مواقف المشرفين الرياضيين في الأندية ممن وافقوا على بقاء عشرة فرق ثم ناموا ليلهم الطويل واستفاقوا متأخرين.
أما بقية المطالب ، فلا أظن أنها منطقية ، فالمطالبة بإيقاف لاعبي غزة تم تداولها فجأة مع أنهم شاركوا في مباريات حتى من تلك التي خسرتها فرق الشمال ، ولا يمكن تفهم موقف الرفض لإشراكهم في المباريات مع أن قدومهم إنجاز إلا إذا اختلت المعايير ، وبات ما كان بالأمس إنجازا غدا اليوم أمرا غير مقبول.
واللواء الرجوب بمواقفه وجهوده لا يستحق هذا الابتزاز ، وما عرف عنه من حسم وجرأة بات في مهب الريح ، وهو الذي انتصر للأندية جميعها ، فتجاوز قرار منع جماهير بلاطة من الحضور ، وأعاد أندية القدس للعب في الشمال ، وهو الذي استوعب العديد من الكفاءات من أندية الشمال في الاتحاد .
إن ما جرى يهدد هيبة الاتحاد وإنجازاته التي تحصلت خلال الفترة الماضية ، ويدق ناقوس الخطر على الاتحاد برمته ويجب ألا يغيب عن بالنا أن الدوري إنجاز للوطن وليس من المنطق التعامل معه بمنظور الجهوية أو الانتماء الجغرافي ، وكنا نتمنى أن يكون الموقف-أي موقف-نابعا من الأندية كلها بعيدا عن التحزبات والكولسات التي ستجعل من جهود الاتحاد ضائعة وغير مجدية.
للحقيقة والتاريخ اللواء الرجوب لا يستحق هذا النمط من التعامل والابتزاز ، وموقف أندية الشمال هو من باب استعراض العضلات ، وسيكون الاتحاد مطالب بوقفة تفصح عن مدى قدرته على المواجهة والحسم بعيدا عن الاسترضاء ومنطق " وجهك عليها " ، هل ستنتصر المهنية أم الكولسات؟ سؤال يبحث عن إجابة.
وثمة نقطة يجب ألا تغيب عن البال ، وهي أن الأندية تتفاوت في إمكانياتها الفنية والمادية ، ومن هنا 'فإن وجود مصادر وتمويل وإمكانيات لدى بعض الأندية لا يعتبر عيبا أو ينتقص منها بل يعطيها المجال لتوظيف هذه المصادر لتطوير مستواها ، وهذا حال الأندية في الدنيا كلها ، والأندية العاجزة عن توفير التمويل أو عقد الصفقات يجب أن تراجع أنفسها قبل أن تطالب بالحد من قدرات غيرها .
أندية الشمال مراجعة مطالبة بالاعتذار والتراجع ، فنحن أمام فرصة تاريخية لتنظيم الأمور ، وتوقيت الاعتراض مرفوض جملة وتفصيلا ، والاتحاد على المحك ، القضية باختصار بادرة إما أن تنهض بالطموح أو ستحيل كل ما تم إنجازه إلى ركام.
وعلى الإعلاميين المتحدثين دوما عن أندية الشمال الإدلاء برأيهم حتى لا يغدو التناقض سمة بارزة ، كما أن المطلوب ورشة وطنية لنقاش الدوري بعيدا عن المواقف المفاجئة التي يراد منا كسر عظم الاتحاد، ونأمل ألا يكون المستهدف في المحصلة هو رئيس الاتحاد ، وإلا ما تفسير ما جرى؟!!!!