|
وزير التخطيط: الهلال الأحمر إحدى أهم الشركاء الرئيسيين في مواجهة الأزمات
نشر بتاريخ: 30/10/2008 ( آخر تحديث: 30/10/2008 الساعة: 18:22 )
رام الله- معا- قال وزير التخطيط د. سمير عبد الله إن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إحدى أهم الشركاء الرئيسين في مواجهة الأزمات التي حلت بالشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة.
وجاءت تصريحات د. عبد الله خلال اجتماع الشراكة السنوي الرابع، الذي أقيم أمس في المقر العام للجمعية، لمناقشة إستراتيجية الجمعية للأعوام (2009-2011)، وأهداف الجمعية وخططها المستقبلية بحضور العديد من المؤسسات الدولية المعنية والعاملة في المجال الإنساني ومندوبين عن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وعن جمعيات الصليب الأحمر في عدد من الدول الأوروبية والهلال الأحمر القطري ومنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى مندوبين عن مؤسسات محلية رسمية وأهلية، ومديري عدد من دوائر الجمعية. وأضاف أن الجمعية تخطت الكثير من المصاعب الخارجة عن إرادتها، حتى وصلت إلى ما هي علية اليوم، معبرا عن امتنانه للجمعية على خدماتها التي تتزايد سنويا، واستعداد الحكومة الفلسطينية للمساعدة والتعاون الكامل معها. وأشار د.عبد الله إلى أن ما زاد من صعوبة الموقف في الأراضي الفلسطينية هو الأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة، والاحتلال الإسرائيلي في الضفة، متمنيا أن تؤدي حوارات القاهرة إلى إعادة الوحدة بين شطري الوطن. ولفت إلى أن الدعم المقدم من الدول المانحة ساعدنا كثيرا في تخطي الأزمة المالية التي واجهتنا، منوها إلى وجود تقدم اقتصادي في الضفة الغربية رغم كونه تقدما بطيئا، والوضع المأساوي الذي وصل آليه قطاع غزة، والذي استطاعت السلطة الوطنية تجنبه بمشاركة العديد من الإطراف التي قدمت العديد من المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية والغذائية. وأكد أهمية الشراكة بين السلطة الوطنية والمنظمات الأهلية والقطاع الخاص لضمان تحقيق حياة أفضل للمواطن الفلسطيني، معتبرا الشراكة الناجحة بين السلطة الوطنية والهلال الأحمر تعكس أهمية هذا التعاون المشترك. وبدوره، أشار رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، د. يونس الخطيب، إلى جاهزية الهلال واستعداده لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها، لافتا إلى أن الجمعية كانت وما زالت على مدى 40 عاما مع الشعب الفلسطيني في مختلف المراحل والمحطات ومنذ آواخر الستينات وحتى يومنا هذا. وأضاف أن الجمعية في تطور دائم وتحقق المزيد من الخدمات، بفضل الثقة التي أولاها إياها الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن اكبر المشاكل التي تواجهها في فلسطين هي الخلاف القائم الأخوه. وأعرب الخطيب عن أمله بأن تؤدي الحوارات الدائرة في القاهرة إلى حل هذا الإشكال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، مشيرا إلى أن الجمعية تراجع خططها للعمل بشكل أفضل في ظل هكذا وضع مأساوي للقيام بعمله على أتم وجه. وتابع: 'إن همنا الأول يتمثل في توسيع نطاق عمل الجمعية ليس فقط بتقديم المساعدات للمحتاجين، وإنما ايضا عن طريق المساهمة في عملية التنمية والتغيير الإجتماعيين'، لافتا إلى ضرورة العمل على تفادي الأزمات قبل حدوثها بدلا من العمل على إيجاد الحلول للمشاكل. وأشار إلى أن الوضع الحالي لا يمكن حله عن طريق البرامج والخدمات الإنسانية وإنما يحتاج إلى حلول سياسية. ونوه إلى ضرورة العمل على تطوير مفهوم الشراكة بين الهلال والسلطة الوطنية لتوسيع العمل كما ونوعا. ومن جانب آخر اتفق المجتمعون على اعتماد استراتيجية الجمعية (2009-2011)، والهادفة إلى الاستمرار في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، من خلال الخدمات الصحية والاجتماعية المختلفة، وتعزيز دور الجمعية ومساهمتها في التنمية والتغيبر الاجتماعيين، وتعزيز استقلاليتها وتجسديها لمبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وتعزيز شراكتها على الصعد المحلية والإقليمية والدولية. وأوصوا بمزيد من التعاون ما بين وزراة الصحة الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في مختلف المجالات، وفي ما يتعلق بخدمات نقل الدم الوطنية. بدورها، قدمت خالدة السيفي، مدير أمانة السر في دائرة التطوير التنظيمي في الجمعية، ملخصا عن إستراتيجية الجمعية وسبل تطبيقهاا، بناء على استقراء للأحداث خلال الفترة المقبلة، وإمكانية تأثيرها على الوضع الصحي والاجتماعي للشعب الفلسطيني. وعرضت السيفي ملخصا لخطة التطوير التنظيمي للسنوات الثلاث القادمة، ونتائجها المتوقعة. من جانبه، عرض د. أنور دويكات، مدير دائرة الرعاية الصحية الأولية في الجمعية، أرقاما وإحصائيات عن الواقع الصحي في فلسطين والصعوبات التي تواجه العاملين في هذا المجال، والناجمة عن الحصار الإسرائيلي والحواجز وجدار الفصل، مشيرا إلى عدد المستشفيات في الهلال الأحمر الفلسطيني، والمراكز الصحية والعيادات والأطباء، ومتطرقا لصحة الأم والطفل، ومعطيا بعض المؤشرات ذات الدلالة والعلاقة بالقطاع الصحي الفلسطيني بشكل عام. وفي السياق ذاته قدم د. وائل قعدان مدير إدارة الخدمات الصحية في الجمعية، عرضا عن انجازات الخدمات الصحية للجمعية خلال العام والنصف الماضية، والتي تشمل الرعاية الصحية الأولية، والإسعاف والطوارئ، وخدمات نقل الدم الوطنية، ومواجهة الكوارث والأزمات، والرعاية الصحية الثانية ( المستشفيات)، وما حققته من الأهداف التي رسمت لها. ومن ناحيته تحدث د. خليل أبو الفول، مدير وحدة إدارة الكوارث في الجمعية عن تأثير الحصار والإغلاق الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة على الوضع العام في القطاع، وبخاصة تداعيات هذا الإغلاق على الوضع الصحي والتحويلات المرضية إلى الخارج. وعرض د. أبو الفول آخر المستجدات فيما يتعلق بالفيضان الأخير في قطاع غزة، والناجم عن هطول كميات كبيرة من الأمطار، والذي أثر في حياة أكثر من 300 عائلة، حسب الإحصائيات المتوفرة لدى الجمعية، وعن دور الجمعية في مساعدة المواطنين المتضررين. وناقش حسن بشارات، مشرف وحدة مواجهة الكوارث وإدارة الأزمات ومعهد الإسعاف في الجمعية، الخطة الإستراتيجية لخدمات الرعاية الأولية، والإسعاف والطوارئ، وخدمات نقل الدم الوطنية، شارحا الهدف الأساسي العام، والأهداف الفرعية لهذه البرامج، إضافة للنتائج المتوقعة والمؤشرات على هذه النتائج وتحدث معتصم عوض، منسق برنامج القانون الدولي الإنساني في الجمعية، عن إنجازات البرنامج وآثاره على المجتمع، عارضا الصعوبات والتحديات التي واجهته. من جانبه، تحدث فائق حسين، نائب مدير عام الجمعية ومسؤول التنمية الاجتماعية فيها، عن التنمية الاجتماعية في الجمعية، شارحا أهداف برامج التنمية، وتأثيرها على المجتمع، وتقييمها ،ودورها في التنمية الاجتماعية بشكل عام. وفي السياق ذاته شرح رباح جبر، مدير دائرة التأهيل وتنمية القدرات في الجمعية، الخطة الإستراتيجية للجمعية في مجالات الصحة النفسية، والشباب والمتطوعين، والشؤون الاجتماعية، والتأهيل وتنمية القدرات، متناولا الأهداف الرئيسية والفرعية، والنتائج والانجازات المتوقعة خلال السنوات القادمة وموازنة كل برنامج. واستعرضت تانيا أبو غوش، مديرة وحدة التعاون الدولي في الجمعية، برنامج 'التحالف التشغيلي' المعتمد عام 2007، وآلية التعاون بين جمعية الهلال والشركاء، وأهم الإنجازات والتطورات التي حدثت خلال العام الماضي. يذكر أن جمعية الهلال الأحمر قامت بداية العام الجاري بمراجعة لخطتها الإستراتيجية للأعوام (2005-2010)، وخرجت بإستراتيجية مناسبة للظروف والواقع الحالي في فلسطين للأعوام (2009-2011)، إضافة إلى أن الجمعية تعقد اجتماع الشراكة بشكل سنوي، بهدف مناقشة استراتيجيات الجمعية، مع شركائها والمؤسسات المعنية بها والعاملة في المجال العمل الإنساني. |