|
ساعة فرح بقلم : عبد المطلب الشريف
نشر بتاريخ: 02/11/2008 ( آخر تحديث: 02/11/2008 الساعة: 17:59 )
بيت لحم - معا - توقف زمن الأحزان ساعة ، منتظراً عبور الفرحة - قسراً - الى قلب التاريخ الفلسطيني ، وكأننا لم نكن يوماً هناك ، ولم نعد حتى هنا ، لست أدري كيف لبرهة غابت عنا الهموم والأحزان ، وحلت بنا فرحة ونشوة في الزمان والمكان ، الزمان نفس الزمان ، والمكان والحدث افتتاح ملعب الشهيد الحسيني القائد والإنسان .
إحساس رائع بالفخر والعزة سرى- رغم تجمدها - في عروقنا ، بعد اغتصاب طال امده لكبريائنا وعزتنا وأحلامنا ، حتى تجذر كرهاً لكل شيء داخلنا ، وحقداً على كل شيء خارجنا في تلك الساعة من ذاك اليوم انشدنا وللوطن غنينا ، حتى ضجرت منّا الأوتار والألحان ، وعلى أنغام اهتزازات كرتنا الفلسطينية رقصنا بأياد تمايلت طرباً فوق أكتاف أثقل الدهر كاهلها ، ورؤوس أدمن الهمّ ساكنها ، وتحركت بنا المشاعر أملاً أن نعود الى ماض العهد يوم كنّا أصل الحياة وأصل الممات ... أهل العزة يوم نقشنا إسمنا على غلاف وصفحات هذا الزمان . في ملعب الشهيد الحسيني بكينا أمجادنا حُزناً ، وبكينا يومناً فرحاً ، وتكاثفت قطرات دمع على مُقل العين ساخنة ، وتسللت عبر أهدابها كلآلىء عاكسة على صفيحها حلماً وأملاً وأطياف بألوان العلم تجمعت عبر ألوف زحفت لترتوي بعد عطش كروي تيبست منه عروقها ، وخبا لزمن فيها نبضها وماتت الأحلام . لعبنا وتعادلنا ، نظمّنا فأخطأنا وأصبنا ، ليس مهماً كيف وكم تعادلنا ، وليس مهماً كيف وكم أخطأنا ، فبالتجربة والإعادة سنصلح ما أفسدنا ، ويبقى الأهم كيف وكم ربحنا . ربحنا انطلاقة رائعة لإتحاد الكرة بقيادة رئيس قادر ومصمم على إحداث ثورة تغيير على نهج قديم لا يصلح لما هو مطلوب منا إذا ما اردنا اللحاق بما فاتنا وهو كثير ، ويملك من الموهبة والقدرة على العطاء ما يمهد له الطريق للعودة بالمركب من عرض البحر المائج الى شاطىء الأمان . فزنا باهتمام عالمي ، آسيوي ، عربي بكرتنا الفلسطينية ، مشاهدة ودعماً وتطويراً ، فها هي منصة الضيوف تضيق - رغم اتساعها- بجالسيها وواقفيها ، وها هم السادة - مع حفظ الألقاب والإحترام المسبق - بلاتر وابن همام والحديد وغيرهمُ يجوبون الملعب برفقة سلام وجبريل يحيون حشوداً ضاقت مدرجاتنا فيها ، ويسمعون هتافاً وترحيباً بُحت حناجر قائليها . ربحنا تواجد قوات الأمن الفلسطينية - بعد ستين عاماً - بكامل زيها وعتادها على أطراف بؤرة الصراع المركزية ، ليس مهماً كيف دخلنا وكم من الوقت مكثنا ، المهم أننا كنّا هناك ، في دلالة على أن هناك لنا وسنكون يوماً هناك . وها هو الوطن بأكمله رئيساً وحكومة وشعباً ينتصبون انتصاراً لبداية طالما حلمنا أن نكون منها وفيها ، وها هو الأمل والحلم الكروي على يد صانعه أو صانعيه يتسلل من جديد الى داخلنا يهتف فينا بصوت فيه رجاء... استحلفكم بالله بني قومي ألأّ تقتلوني . |