|
شغب الملاعب :ليشهر سيف الحزم في وجه المفسدين في المدرجات ! غزارة الأهداف .. مردها سذاجة المدافعين ، قبل براعة المهاجمين
نشر بتاريخ: 03/11/2008 ( آخر تحديث: 03/11/2008 الساعة: 22:43 )
بيت لحم - معا - متابعة وتحليل / فايز نصار - قبل الوصول الى جولة المنتصف ، من بطولة تصنيفي الضفة ، الذي يحمل اسم العزيز الغالي "محمود درويش " تسلل المفسدون في الأرض إلى مدرجات الملعب الذي عمرناه بنضال المرير ، تضافرت من اجله همم الأجيال ، حتى أصبح الحلم حقيقة ، بملعب فلسطيني أخضر ، على مشارف عاصمتانا المحتلة بيت المقدس .
هيبة الملاعب ! أقول : لقد عاد المشاغبون بتصرفات قذرة ، ووجه بشع يستهدف مقدرتنا الوطنية ، التي بدأت تستعيد هيبتها انطلاقا من هيبة الملاعب ، وانضباط جماهيرها ، فشاهد الأصدقاء والحساد ، على الهواء مباشرة شرذمة من "الهولغانزم" المدسوس ، بتصرفات طائشة ، من قبل فئة ضالة ، لم تدرك مكنون المثل العليا للتنافس . خفافيش الظلام ! انا لا أقصد الأطفال الذين انخرطوا غير مدركين في الشغب .. لا .. ولا اقصد العقلاء ، الذي جرهم الهوى إلى حمية الجاهلية الأولى ، والمساهمة في بلبلة الأجواء ، عن قصد أو بدون قصد ، ولكن أشهد الله أنني أقصد أولئك الذين غاظهم ما شاهدوا من سلاسة في تعاطي جماهيرنا مع مطالب الدوري ، وهالهم ما شاهدوا من انجازات حرقت كل المراحل ، بحضور رأس الأمر الفلسطيني ، وبشهادة عمدة الفيفا ، ومباركة الرياضي الآسيوي الأول محمد بن همام ، فخطط أولئك في الظلام - كالخفافيش - لإفشال دورينا ، في حسابات رجعية تندرج ضمن أجندات غير واضحة الهوية ، طالما حذر منها كبير عائلة كرة القدم ، اللواء جبريل الرجوب . فلتان الملاعب ! هذه المرة كان ابو رامي في قلب الحدث ، ووقف بأم عينه على فلتان العابثين ، وأخاله أدرك مقدار ما قد يسببه مثل هذا الفلتان من إحراج للخيرين في ملاعبنا ، ولذلك ازعم أن اللواء لن يدخر جهدا لقمع الفئة الضالة ، ممن تسول لهم أنفسهم العبث بمقداتنا ، ولتكن يا اخ أبو رامي حادثة الرام آخر عنقود الفلتان . براءة الهلاليين الاصايل ! أنا لا أقول : إن هلال أريحا يجب أن يتحمل وحده أوزار فلتان المدرجات ، خاصة وأن زعيم الأغوار أقدم على جملة من التصرفات ، التي تشير إلى براءة الهلاليين الأصايل من مثل هذه الأفعال ، ولكن ألا يطرح تكرار المشهد المشاغب لجماهير الهلال جملة من الأسئلة ؟ ثم ألا يخشى قادة سفينتنا الرياضية من مظاهر أكثر قسوة للشغب من الأندية التي تملك سيلا من الجماهير ، عندما يرتكب الحكام زلات غير مقصودة ، إذا لم يسارع المؤولون لردع المفسدين في الملاعب ؟ كارثة هيسيل ! قبل حوالي عشرين سنة ظهر المفسدون في الملاعب في ستاد هيسل ببلجيكا ، قبل مباراة نهائي أبطال أوروبا بين يوفنتوس وليفربول ،وقبل المباراة أقدم المنحرفون الانجليز على تصرفات إجرامية أودت بحياة 39 شخصا معظمهم من مشجعي اليوفي ... فماذا حصل يومها ؟ .. أولا لعبت المباراة في وقتها ، وفاز اليوفي بهدف ضربة الجزاء ، الذي سجله ميشيل بلاتني ، وبعد المباراة سارعت الحكومة البريطانية إلى فرض عقوبة الحرمان على جميع أندية انجلترا ، قبل أن يعلن الاتحاد الأوروبي إيقاف كل أندية إنكلترا إيقافا كاملا لعدة سنوات ! لا ترحموا المشاغبين ! لذلك نطالب الاتحاد بتطبيق ما اتخذ من قرارات بحق المشاغبين ، وجمع ممثلي كل الأندية المشاركة في الدوري ، ووضعهم في صورة القرارات القادمة ، التي يجب أن لا تقتصر عقوباتها على الجماهير المشاغبة ، بل يجب أن تشمل غرامة باهظة ، وخصم من النقاط ، أو ربما يصل الأمر لعقوبات أكثر قسوة ، لان إدارات الأندية ولجانها المختلفة يجب أن تتحمل مسؤولياتها في التصدي للشغب ، وكبح جماح المشاغبين ، أما المشاغبين كأفراد فأطالب بتصويرهم متلبسين في أعمالهم الشنيعة ، قبل جرهم من بيوتهم ليسالوا عن جرائمهم أمام لعدالة الفلسطينية . دور قضاة الملاعب نعم ها نحن نقترب من حاجز المنتصف في هذا الدوري ، وها نحن نلاحظ اهتزازا في مستوى بعض الحكام ، وليس لنا هنا أن نعترض على مستوى قضاة الملاعب ، لأنهم - والشهادة لله - ساهموا حتى الساعة في انسياب المباريات ، ونجحوا في إدارة رحى الدوري ، ولم يرتكبوا إلا بعض الزلات ، التي لم تؤثر على النتائج . مجرد أسئلة ! هذا صحيح .. ومتفق عله ، ولكن أليس من حق أولي الألباب في ملاعبنا التساؤل عن سوء التقدير في اختيار بعض الحكام ، لمباريات تبدو مفرطة الحساسية ؟ ثم أليس من حق جماهيرنا مطالبة جميع الحكام بتطبيق القانون بأمزجة غير متباينة ، حتى لا نصبح أمام قرارات متباينة ومتناقضة ، وحتى لا نشاهد حكما يطرد على حالة ، يكتفي آخر بالإنذار على مثلها ؟ أليس من حق جماهيرنا التساؤل عن المعايير التي يحتسب اعتمادا عليها الحكام الوقت بدل الضائع ؟ أليس من حق جماهيرنا التساؤل عن سبب عدم منح البطاقة الصفراء للاعب ادعى السقوط في مربع العمليات ، إذا كان الحكم لم يقتنع بان الأمر يقتضي الإعلان عن ضربة جزاء ، لتصبح البطاقة للاعب المعرقل ؟ لا للمداورة ! قلت أننا لن نحاسب الحكام ، لان اللجان المختصة هي التي يجب أن تحاسب ، وهي التي يجب أن تطالب الحكام جميعا بتوحيد قراراتهم ، ولا مجال في دورينا الذي يمهد للاحتراف للمجاملة ،ولا مجال أيضا للمداورة ، أو التمثيل النسبي أو المناطقي ، لان الأفضل يجب أن يطلع بمهمة القضاء في الملاعب ، حتى لو كان جميع القضاة من قرية فلسطينية منسية ! سذاجة المدافعين ! فنيا ما زال مهاجمونا يضربون بقوة ، والأمر يا جماعة الخير مرود لبراعة المهاجمين ، تماما كما انه مردود إلى سذاجة المدافعين ، وقد ناقشت في " الحديث ذو شجون " يوم الاثنين الماضي أهمية التحصينات الدفاعية ، وكيف نجح المنتخب الوطني أمام الأردن ، وكيف صمد واد النيص أمام الفيصلي ، وكيف جمع شباب الخليل عشر نقاط في أربع مباريات بفضل الخطط الدفاعية ، ونكرر هنا ان الأمر يؤكد بطلان ما تعارف عليه المحللون من كون " خير وسيلة للدفاع هو الهجوم " لان الأمور قد تغيرت- كما يؤكد خبيرنا الدولي منصور الحاج سعيد - وأصبحت الكرة العصرية تعتمد قاعدة : ان ثبات الحالة الدفاعية يولد طاقات هجومية فعالة . إستراتيجية الدفاع ! هذا الكلام يبدو أن المدرب الضليع غسان بلعاوي يعرفه جيدا ، وهو الذي نال إجازة من جامعة ليبزغ ، ليصبح امتداد لمدرسة منصور ، الذي نال اجازة الدكتوراه من الجامعة نفسها ، وأخال أن المدرب محمد الصباح ، رفيق البلعاوي في ليبزع ينهج النهج نفسه في إستراتيجيته التدريبية العامة . قوة الدفاع ! من أجل ذلك نجح البلعاوي في امتصاص الهجوم الخليلي ،وتحييد نجوم الشباب ، بعد خطف هدف السبق ، فذهبت سيطرة الشباب أدراج الرياح ... ومن أجل ذلك ما زال المرمى الامعراوي لم يصب إلا بستة أهداف في عشر مباريات ، وهذه يزيد بثلاثة أهداف عن الأهداف التي تلقاها مرمى واد النيص ، ولكن في سبع مباريات فقط ، ويستحق جدعان بلاطة الإشادة ، لان خطهم الخلفي لم يصب إلا ثماني مرات ، فيما تلقى مرمى البيرة تسعة أهداف . نتائج الدفاع المهلهل ! وعلى العكس من ذلك يبدو أن بوابات الاتحاد النابلسي المشرعة هي السبب الرئيس في وضعية ممثل جبل النار ، لان تلقى مرمى الاتحاد 32 هدفا دحرج الفريق إلى ذيل الترتيب ، والكلام نفسه ينطبق على العربي ، الذي تلقت شباكه 23 هدفا ، وابو ديس الذي تلاقت شباكه 22 هدفا . شهية الهدافين ! هكذا اذا .. فعندما اطمان الامعري على خطه الخلفي ، تفتحت شهية هدافي الفريق ، فسجلوا ثلاثين هدفا ، بزيادة هدف عن غلة الفرسان السمر ، وبزيادة سبعة أهداف عن غلة جبل المكبر . العقم الهجومي ! والعكس صحيح لان عدم ثبات الحالة الدفاعية لاتحاد نابلس فرمل همة المهاجمين ، الذين لم يسجلوا الا خمسة أهداف ، والأمر نفسه ، مع اختلاف المعطيات ينطبق على فرق العربي ويطا وصور باهر ، التي لم تسجل إلا تسعة أهداف ، فيما ينتظر أن يزيد واد النيص غلة أهدافه التسعة في المباريات الثلاث المتأخرة ، حتى يكون العمل النيصي متكاملا على الجبهتين الهجومية والدفاعية . بنك الهدافين ! نعم .. لقد تألق مهاجمو الأمعري ، فسجل احسان صادق 11 هدفا ، وسجل الكشكش سبعة ، وساهم العلان في علو كعب الجبل العالي بأهدافه العشرة ، على خط واحد مع المركز بأهداف معن العشرة أيضا ، وقبل خطوة من المؤسسة ، التي تعززت مراتبها بأهداف المؤمن الثمانية . ارتفاع معدل التهديف ! الجولة العاشرة كانت وفيرة الأهداف ، وسجل المهاجمون أربعين هدفا ، بمعدل وصل إلى أربعة أهداف في المباراة ، وهذا يزيد كثيرا عن معدل الأهداف في كل الجولات الماضية ، حيث سجل المهاجمون في المباريات ال 107التي لعبت 315 هدفا بمعدل يصل إلى 2،94 هدفا للمباراة الواحدة ، وهذا يزيد كثيرا عن المعدلات المعروفة في مختلف بطولات الدوري في العالم ، حيث سجل المهاجمون المصريون حتى الساعة 201 هدفا في 73 مباراة ، بمعدل لا يزيد عن 2،75 هدفا للمباراة الواحدة ، وسجل المهاجمون الأردنيون 94 هدفا في 33 مباراة ، بمعدل لا يزيد عن 2،84 هدفا للمباراة الواحدة ، أما في اسبانيا فسجل المهاجمون حتى الجولة التاسعة 242 هدفا في تسعين مباراة ، بمعدل لم يزد عن 2،68 هدفا للمباراة ، وسجل مهاجمو ايطاليا حتى الجولة العاشرة 226 هدفا في تسع وتسعين مباراة ، بمعدل لم يتجاوز 2،28 هدفا فقط للمباراة ! إعداد المدافعين ! ورغم تعقيدات المقارنة ، بسبب خصوصية الدوري الفلسطيني ، إلا أن الأرقام تتحدث عن وفرة في غلة خطوطنا الهجومية ، وأزعم مرة أخرى أن السبب نقص في إعداد المدافعين ، وتراجع في قدراتهم ولياقتهم ، وقلة في التدريب على التكتيكات الدفاعية ، ومرونة التماوج بين خطوط الفريق ، وحيوية الإسناد الدفاع ، لأن اللياقة البدنية لا تسمح للاعبي خطي الوسط والهجوم بالتراجع للمساهمة في تحصين الخط الخلفي . القوة الضاربة ! غزارة الأهداف كانت هذه المرة وجه الخير على أندية القدس جبل المكبر والهلال ، فأمطر المكبر شباك الأهلي بسباعية ، ومثله فعل الهلال في المرمى الجنيني ، وأكمل المركز ثالوث السباعيات في مرمى صور باهر ، لتسجل الأندية الثلاثة وحدها أكثر من نصف غلة الجولة العاشرة . المباريات الأصعب! وفي الجولة الحادية عشرة تتجه الأنظار إلى المباريات الثقيلة ، بين أندية تعودت على التنافس بحدة مع بعضها ، فالعميد الخليلي على موعد مع المباراة الأهم مع جاره غزلان الجنوب ونقطة واحدة تفصل بين الجارين، والفرسان السمر متحفزون للقاء بطل الدرع الجار العنابي ، لتأكيد زعامة الشمال ، لان الفريقين متساويان في النقاط ، والرائد الأمعري على موعد مع الامتحان الأصعب أمام الفريق الأنضج جبل المكبر ، في مباراة ليست كالمباريات ، لان الأمعري يريد مواصلة الانفراد في القيادة ، والمكبر يمني النفس بتضييق الفارق في انتظار الجولات القادمة . حرمة المدرجات ! انها مواقع من العيار الثقيل ، نأمل أن يحسن المسيرون الإعداد لها ، ونأمل أن يركز اللاعبون على تحسين الأداء ورفع المستوى ، ونـأمل من الجماهير البقاء ضمن سياق النص الفلسطيني الدمث ، والمحافظة على حرمة المدرجات ، ونأمل من الحكام قراءة ملخص سياسة الصديق أبو بكر وعمادها " شدة في غير عنف ، ولين في غير ضعف " ولا نريد أن نشاهد مرة أخرى تناقضا في قرارات الحكام بين مباراة وأخرى ، ولا نريد أن نسمع أن بين حكامنا من يعتمد سياسة التعويض ، لأنها تكفير عن الأخطاء بالخطايا ! |