وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مثلت فلسطين في المحافل الدولية- منار كراجة الفتاة التي استطاعت أن تحقق مالم يحققه الرجال في الكيك بوكسينج

نشر بتاريخ: 04/11/2008 ( آخر تحديث: 04/11/2008 الساعة: 11:24 )
بيت لحم- معا- كتب حافظ عساكرة- عندما يبرز شاب في لعبة رياضية معينة ويحصد الدروع والميداليات يبدو الامر مثيرا للاهتمام، لكن الاكثر اثارة وتميزا، ان تبرز فتاة فلسطينية في لعبة رياضية، من العاب الدفاع عن النفس، التي غالبا ما تتصف بالقوة، والتي لا يقوى حتى الشباب احيانا على ممارستها، لما تحتاجه من صبر وجلد وارادة وعزيمة قوية، فتبدع هذه الفتاة رغم كل التحديات والصعوبات التي واجهتها، فذللتها واستطاعت ان تحترف هذه اللعبة، وتحصل على المراكز المتقدمة، وان تحقق الارقام الصعبة عالميا، في محافل عربية مختلفة.

ولرب سائل يسال، ما هو سر العلاقة بين الفتاة وهاك لون من الوان الرياضة، التي غالبا ما يحترفها الشباب لما تتخذه من طابع عنيف؟

الجواب ان السر يكمن في الارادة الصلبة التي تتميز بها هذه الفتاة الفلسطينية الجامعة، والتي تتحطم على صخر عزيمتها كل التحديات والصعوبات، الى جانب الاشراف والتوجيه الذي يبديه الكابتن مصطفى الحلبي مدرب المنتخب الفلسطيني للعبة الكيك بوكسينج، والذي لم يترك جهدا الا واستغله، ولا سبيلا الا وسلكه لانجاع مشروع الفتيات الرياضي في هذه اللعبة.

اما منار عبد الجواد علي كراجة- من بلدة حلحول- والتي تيلغ من العمر 22 ربيعا- وتدرس تخصص التربية الرياضية بجامعة القدس ابو ديس- فهي واحدة من ابرز هؤلاء الفتيات داخل مشروع الفتيات الرياضي، فهي حاصلة على الحزام الاسود الدان الاولى بلعبة الكيك بوكسينج- والتي تمارس ايضا العاب رياضية مختلفة كالكاراتية والطائرة والتنس، تقول "انها ابتدأت مشوارها الرياضي مع اللعبة قبل 6 سنوات عندما التحقت بنادي شباب ابو ديس وتنسبت في دورة للعبة الكيك بوكسينج، بعد ان كانت تمارس لعبة الكاراتية باشراف المدرب مصطفي الحلبي مدرب المنتخب الفلسطيني لرياضات الكيك بوكسينج ووقتها كانت اللعبة وليدة ايام ولم تكن مشهورة كبقية الالعاب الاخرى".

وفي هذا السياق تقول منار، ان الذي دفعها لاقتحام هذه اللعبة تحديدا هو شيء واحد" انها وجدت فيها لعبة رياضية مميزة تشتمل على اساليب مختلفة وبسيطة يمكن ممارستها وتطبيقها، قائلة" انها لعبة رياضية ذات مستوى عالمي وفعالية عالية اذا ما فعلا تم اتقانها، فهي لا تحتاج الى سنوات طويلة لتعلمها او احترافها، لعبة تعلمك اشياء كثيرة، فالى جانب المسؤولية والالتزام وصقل الشخصية والثقة بالنفس التي تمنحك اياها هذه الرياضة، اعتبر انها حققت لي ذاتي واكسبتني علاقات اجتماعية ليس محليا فحسب وانما عالميا وذلك من خلال البطولات والدورات والاحتكاكات وهذا شيء اعتبره بمثابة رصيد لي في المجتمع يشعرني بالسعادة والسرور، وانني اؤدي رسالة رياضية سامية ليس من السهولة ان تؤديها اي فناة.

وتعارض منار مقولة ان رياضة كرياضة الكيك بوكسينج هي حكرا على الرجال دون النساء مبررة ذلك بقولها ان الرياضة للجميع ومن حق الجميع ممارستها، وما دام هناك قانون وضع لحماية اللاعب، وضمن له السلامة ووفر له كل الامكانيات للوصول لاعلى المراتب فلماذا الخوف، اما على مستوى العالم، فهناك نساء كثر حققن انفسهن عالميا في هذه الرياضة وحصدن نتائج مشرفة، وهذا يدحض هذه المقولة البالية، وعدا عن ذالك كله، فانا اجد انني احقق ذاتي من خلال هذه الرياضة، وبعد ما تقدم من يريد ان يراها عنيفة فهو يراها كما يريد هو ان يراها لانه يريد ان يراها كذلك.

وتعتبر منار ان الرياضة لا تتنافى مع التدين والالتزام والاخلاق موضحة ان الرياضة علمتها معنى الالتزام، واجبرتها تحمل المسؤولية، واداء واجباتها نحو خالقها ونحو اهلها ومجتمعها على اكمل وجه، فهي رياضية وملتزمة وطالبة جامعية، لكنها موازنة بين كل ذلك، معتبرة الرياضة بمثابة منبه لاستغلال الوقت وتقسيمه وتنظيمه لاجل اعطاء كل ذي حق حقه، قائلة:" فكما التزم بمواعيد التمرين التزم باوقات الصلاة، ولا اجد كذلك ان الرياضة تتعارض مع التدين والالتزام ما دام لا يوجد اي تعدي لاي حد من حدود الله، فلا يوجد اذا مشكلة، ومن ناحية اخرى، فان الزي الرياضي الذي ارتديه في اوقات التمرين هو اصلا زي فضفاض، ولا يطلب مني كذالك خلع الحجاب، والرياضة بتاتا لا تخرج الانسان عن حدود الالتزام والاخلاق، لان رياضتنا هي في ذاتها فن وذوق واخلاق ويكفي هذا لمن ينكرعلى الفتاة ممارسة الرياضة".

وتشير منار هنا الى ان الرياضة لا تسحق انوثة الفتاة قائلة:" الرياضة تزيد من انوثة الفتاة الى جانب انها تمنحها الحيوية والنشاط الذي هي في امس الحاجة اليه كفتاة لطبيعتها الفسيولوجية، لجانب التغيرات والاطرابات التي تحدث لاي فتاة كنتيجة طبيعية جراء البلوغ والحمل والولادة واعباء الحياة، وبعد كل ما تقدم، نستنتج ان الرياضة عبارة عن خط الدفاع الاول للفتاة ضد الترهلات والشيخوخة المبكرة والروتين القاتل والكبت النفسي، اذا للرياضة فوائد جمة تعود بها على الفتاة لذلك اقول ان اي شخص يدعي بان الرياضة تسحق انوثة الفتاة فهو مخطىء لانه يجهل الفوائد الكثيرة التي تجنيها الفتاة جراء ممارسة النشاط الرياضي وهذا ما اثبته ويثبته العلم دوما".

مشوار منار الرياضي حافل بالانجازات محليا وعربيا....:
فهي حاصلة على عدد من الميداليات والدروع والكؤوس في العاب مختلفة الى جانب حصولها على الميدالية الفضية في بطولة البتراء الدولية للكيك بوكسينج من بين ما يقارب 14 دولة مشاركة بهذه البطولة، وكان لمنار شرف تمثيل فلسطين في هذه البطولة، فتحدثت لنا عن شعورها عندما مثلت فلسطين وحصلت على الميدالية الفضية قائلة" كانت سعادتي عارمة ليس لاني حصلت على فضية فقط، لا! انما لانني نلت شرف تمثيل فلسطين امام كل تلك الدول المشاركة، وهذا شعور حقيقة لا يوزن عندي بكنوز الارض جميها، ووقتها وجدت نفسي سفيرة للرياضة الفلسطينية، وكان حقا علي كما احتضني هذا البلد، ان ارفع اسمه عاليا، وان اباهي به الكون، وهذا اقل واجب اقدمه لابناء هذا الشعب العظيم.

منار تحدوالمستقبل بنظراتها المليئة بالامل... ارادة صلبة كالصخرالاصم... وطموح كبير... يستحق الاحترام التقدير...
فهي تتمنى ان تكون:"صاحبة رسالة تتاصل فيها معاني كثيرة اهمها انها فتاة فلسطينية ورياضية واكاديمية وملتزمة اخلاقيا ودينيا، طموحها وهدفها ان تحقق نتائج مشرفة في هذه اللعبة عالميا،وان تكون بطلة فلسطينية عربيا وعالميا، قائلة" ان انال شرف هذا اللقب ليس بالشيء القليل، يكفيني ان هذا الشيء اعتبره اسمى رسالة يمكن لي ان اقدمها لشعبي، وبالمناسبة هذه نقطة اعلامية مميزة لي اولا كفلسطينية- ان يعلم العالم ان هناك دولة اسمها فلسطين-، ثانيا اعتبر هذا اللقب بمثابة انتصار لي كملتزمة بالزي الشرعي وردا على كل من يقول ان الرياضة تتنافى والالتزام والحجاب"، قائلة" انا اريد ان ازيد شيئا الى الحياة، لا ان اكون انا زيادة عليها، واريد ان اكون من صناع الحياة، ليس ممن صنعتهم الحياة، واندثروا دون ان يؤدوا رسالة".


استعداد، وتدريب، وتطور دائم، يحدوه امل نحو تحقيق الحلم الى امل وواقع....
تقول منار "انها في اتم الاستعداد لاي بطولة على المستوى المحلي والعربي، رغم قلة الامكانيات، وشحة المادية، وفقر الدعم المعنوي الذي تواجهه، فهي مستعدة وتستعد لاي بطولة وتتمنى ان تحقق الحلم الى واقع، وان تمثل هذا البلد وترفع اسمه عاليا امام كل العالم".

وقبل الختام ابرقت منار برسالة عبر وكالة معا الاخبارية قالت فيها: " رسالتي ورسالة زملائي الرياضيين نوجهها الى المسؤولين والى وزارة الشباب والرياضة واصحاب الامر والمعنيين، نرجوا منكم ان تشعرونا بالاهتمام نحن مشروع الفتيات الفلسطينيات الرياضي،، الى جانب اهتممامكم برياضة الكيك بوكسينج ودعمها وتشجيعها، ودعم كل المشاريع الشبابية وخصوصا المتعلقة بهذه الرياضة وتفعيلها على مستوى النوادي والمدارس، وتوفير صالات رياضية نسوية ودعمها ورفدها بالخبرات والامكانيات اللازمة".

وطالبت منار بلسانها نيابة عن زميلاتها اللواتي يشاركنها المشروع الرياضي، "المجتمع بانصافهن وتغير النظرة القاسية نحو الفتاة وممارستها للرياضة. شاكرة كل من مد يد العون والمساعدة لانجاح مشروع الفتيات الرياضي وخصوصا مدربهن الحلبي، والصحافة الحرة المسؤولة التي دعمتهن، وسلطت الاضواء على مشروعهن الرياضي الذي يفتقر الى ادنى المقومات المادية والمعنوية لتتمكن وزميلاتها من خوضه وجتيازه بنجاح لاجل تحقيق الحلم الى واقع" حسب قولها .


[email protected]