|
موفد "معا" لأمريكا: الانتخابات الأمريكية نظام فريد وملاحظات عديدة
نشر بتاريخ: 04/11/2008 ( آخر تحديث: 04/11/2008 الساعة: 12:00 )
واشنطن- معا- موفد "معا" الخاص ورئيس مجلس ادارة معا سليم سويدان- يتميز النظام الانتخابي للولايات المتحدة بكونه حالة فريدة لا توجد في أي بلد آخر في العالم، ففعليا المواطن لا ينتخب الرئيس، بل ينتخب ممثلي الولاية في المجمع الانتخابي المكون من 538 ممثل، ويتراوح عدد الممثلين لكل ولاية بين 3 ممثلين لولايات مثل الاسكا ونورث داكوتا ومونتانا او 31 ممثلاً لنيويورك و 34 لتكساس و55 لولاية كاليفورنيا اكثر الولايات عددا من ناحية السكان، ويتم تحديد عدد الممثلين برقم يساوي عدد السيناتورات الممثلين للولاية وهو 2 لكل ولاية بالاضافة لممثلين يساوي نسبة سكان الولاية الى مجمل سكان الاتحاد.
والمجمع الانتخابي يوصف بأنه عملية اجرائية، حيث لا يوجد مقر للمجمع الانتخابي، ولكن يوجد وكالة حكومية تابعة للحكومة الاتحادية اسمها الارشيف الوطني تشرف وتنظم عمل المجمع الانتخابي الذي تنتهي مهمته بانتخاب الرئيس، ويعتبر المجمع الانتخابي الخطوة الاولى في سلم الطموح السياسي، حيث يفكر بعض الفائزين عادة بالترشح لانتخابات مجلس النواب للانتخابات القادمة، هذا النظام الفريد وضعه الأباء المؤسسين للولايات المتحدة (كما يسميهم مواطني الولايات المتحدة ). يوم الانتخابات العامة في 4 تشرين ثاني 2008 يقوم المواطنون الامريكيون بانتخاب ممثليهم للمجمع الانتخابي، وحسب القانون يجتمع المجمع في أول يوم أثنين يلي الاربعاء الثاني في الشهر التالي للانتخابات للاعلان رسميا عن المرشح الفائز، والذي يوافق 15 كانون ثاني 2008 . وتذهب جميع أصوات ممثلي الولاية للرئيس الحاصل على النسبة الاعلى في تلك الولاية بغض النظر عن الفرق، فلو أخذنا ولاية كاليفورنيا على سبيل المثال تذهب أصوات ال 55 مندوبا للمرشح الحاصل على النسبة الاعلى حتى لو كانت نتيجة فرز الاصوات بين الاثنين 49.9% الى 50.1 %، باستثناء ولايتي نبراسكا وماين حيث يستخدم النظام النسبي في تقسيم أصوات ممثلي المجمع الانتخابي. ويمثل نبراسكا 5 ممثلين وماين 4 ممثلين فقط. وحصل في تاريخ الولايات المتحدة 4 حالات ربح فيها المرشح أغلبية أصوات الناخبين ولكنه لم يحصل الأغلبية المطلوبة في المجمع الانتخابي، أشهرها وأخرها كانت في عام 2000 عندما حصل المرشح الديمقراطي أل غور على أغلبية في عدد الاصوات العادية للمواطنين لكنه فشل في حصول على أغلبية في أعضاء المجمع الانتخابي، فتم تسمية المرشح الجمهوري جورج بوش الابن كرئيس للولايات المتحدة، وباقي الحالات جرت في سنوات 1888 و 1876 و 1824. من الملاحظ في هذه الانتخابات للمراقب من داخل الولايات المتحدة أن أهتمام العالم بالانتخابات الأمريكية أكثر من أهتمام مواطني الولايات المتحدة أنفسهم، مع توقع العديد من المحللين السياسيين الامريكيين بأن تشهد هذه الانتخابات نسبة إقبال عالية مقارنة بالانتخابات السابقة والتي كان معدل التصويت بحدود 50 % من المواطنين الامريكيين الذين يحق لهم التصويت، ويتوقع أن يكون الاقبال شديدا من العرب والامريكيين من أصول افريقية والمواطنين الامريكيين من أصل لاتيني، حيث أصبحت اللغة الاسبانية اللغة الثانية في الولايات المتحدة ولغة رسمية معتمدة بجانب الانجليزية في العديد من الولايات مثل كاليفورنيا والينوي (شيكاجو )، بالاضافة لاقبال الشباب الجامعي في الولايات المتحدة وصغيري السن والذين كانوا سابقا لا يهتمون بالانتخابات لصالح المرشح باراك اوباما صاحب شعار التغيير الذي نريده. المشاهد للمحطات والشبكات المحلية في الولايات المتحدة يلاحظ كثرة البرامج الفكاهية التي تسخر من المرشحين، نجمة هذه البرامج بلا منازع سارة بيلين، بوجود ممثلة كوميدية تشبهها لدرجة صعوبة التفريق بينهما. وتتميز سارة بيلين والتي حصلت على جواز سفر لأول مرة في حياتها قبل أقل من شهرين والتي لم تغادر الولايات المتحدة في حياتها بمعرفة سطحية جدا في الشؤون العالمية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، مما يجعلها غير مؤهلة لترأس الولايات المتحدة في حالة عدم تمكن مكين في حالة فوزه من الاستمرار في الحكم، وتعتبر سطحيتها في الامور الخارجية وكبر مكين في السن من أهم العوامل التي تؤثر سلبا على حملة مكين الانتخابية. خلال التجول في العديد من المناطق مثل واشنطن العاصمة ( والتي ليس لها ممثلين في المجمع الانتخابي) أو ولاية الينوي شيكاجو أو ولاية يوتا لا يلاحظ الدعاية الانتخابية في الشوارع والتي لا توجد تقريبا كما حصل في الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، معظم التركيز حصل على المحطات التلفزيونية، ومن المميز وجود اعلانات من مؤسسات تدعو الى عدم انتخاب احد المرشحين بسبب موقفه من قضية معينة. الدعاية الالكترونية هي الأعلى في تاريخ الولايات المتحدة، فكلا المرشحين اوباما ومكين له صفحته الخاصة على موقع الفيس بوك، بالاضافة للاستغلال الامثل لموقع يوتيوب والعديد من المواقع الأخرى من قبل المرشحين. |