وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محمد وهيا.. فرّقهما الانقسام الداخلي وأحياهما أمل نجاح الحوار

نشر بتاريخ: 04/11/2008 ( آخر تحديث: 04/11/2008 الساعة: 14:07 )
غزة- معا- يعلّق الفلسطينيون آمالاً كثيرة على الحوار الفلسطيني- الفلسطيني المزمع عقده مطلع الأسبوع القادم في القاهرة، فنجاحه يعني التئام شطري الوطن "غزة ورام الله" وكسر حاجز العزلة والصمت الذي ضرب على قطاع غزة منذ أكثر من عام، وحرم المئات من التواصل مع بعضهم البعض، أما فشله- لا قدر الله- فهو يعني للمواطن البسيط، وبعيداً عن طموحات الساسة وتطلعاتهم، مزيداً من المعاناة والفرقة والجفاء بين الغزيين وأحبائهم في الضفة الغربية.

محمد أبو سيدو (24عاماً) والذي يعمل مصوراً في إحدى وكالات الأنباء الفلسطينية يجسد بقصته نموذجاً لمئات الشباب والمواطنين الغزيين الذين يحلمون وينتظرون أن ينسى أو يتناسى رجال السياسية خلافاتهم الداخلية ويضعوها جانباً ليخففوا عن المواطن، ولو جزءاً بسيطاً من همومه ومشاكله.

فمن مدينة رام الله بدأت قصة أبو سيدو، حينما تعلق قلبه بفتاة في الشطر الآخر من الوطن، لكن ما يمر به الوطن المثخن بممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وجراح الانقسام بين شطريه حال دون أن تتوج قصة حبه بالفتاة "هيا" من مدينة رام الله بالزواج وعقد القِران، بعد أن فشلت كافة محاولاته للوصول إليها.

محمد شاب طموح وبحكم طبيعة عمله كمصور تلفزيوني فقد نقل هموم المواطن والوطن وضحى بهمومه الشخصية لأجل فلسطين، عايش كافة المراحل التي مرت بها غزة بحلوها ومرها، بدمها وفرحها، نقل الصورة من غزة المحاصرة والجريحة بفعل الانقسام والاحتلال معا إلى العالم، وعجز عن نقل همومه لكي تجد آذاناً صاغية لدى المسؤولين وأصحاب القرار الفلسطيني، فوقع ضحية كما باقي أبناء الوطن الذين يفصلهم سياج حدودي حال دون التواصل بين شقي الوطن.

وتبدأ رحلة محمد في الوصول إلى نصفه الآخر الذي أصبح بعيد المنال، فأجرى اتصالات وأرسل رسائل كثيرة لعدد من المسؤوليين الفلسطينيين ولكن دون إجابة، فيقول محمد "عدم تمكننا من الوصول إلى رام الله أجبر عائلتي في غزة على إجراء اتصال هاتفي بعائلة (هيا) لطلب يدها من أهلها، لكن عائلة الفتاة رفضوا ان يتم الزواج أو عقد القِران عبر محامي، واشترطوا وصولي إلى رام الله لإتمام الإجراءات اللازمة للزواج، لأنهم لا يريدون تكرار تجارب زواج فشلت بسبب الجدار الفاصل والحصار، فوالد (هيا) يخاف من تكرار ذات التجربة مع ابنته وهذا نقدره".

ولم تقتصر مأساة محمد عند هذا الحد بل امتد إلى حرمانه وحرمان كافة أفراد أسرته كذلك من الوصول إلى الضفة الغربية وتحديداً إلى مدينة جنين لحضور حفل زفاف شقيقته "سماح"، وتم حفل الزواج والشقيقة غريبة في أرض الوطن الذي جمع بين أبناء علم واحد بألوانه الأربعة الموحدة.

وأوضح محمد بأنه يعلق آمالاً كبيرة على نجاح الحوار الوطني الفلسطيني المزمع عقده في العاصمة المصرية القاهرة الشهر المقبل، لأن ذلك يعني تمهيد الطريق أمام استعادة الوحدة السياسية والجغرافية بين غزة ورام الله، وهو ما سيمهد الطريق أمام إتمام إجراءات الزواج، معرباً عن خشيته من فشله لأن ذلك "يعني ضياع ما تبقى من أمل لديه".

وأطلق محمد مناشدته إلى الرئيس محمود عباس وإلى كافة المسؤولين الفلسطينيين وعلى رأسهم حسين الشيخ رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية بالعمل على حل مشكلته التي طال انتظارها منذ بداية الإنقسام السياسي.