|
سياسيون ومحللون: الملف الفلسطيني سيغيب عن الأجندة الأمريكية في المرحلة القادمة
نشر بتاريخ: 10/11/2008 ( آخر تحديث: 10/11/2008 الساعة: 21:40 )
غزة- معا - أجمع متحدثون فلسطينيون خلال ندوة حوارية حول مستقبل السياسة الأمريكية الشرق أوسطية، على أن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما لن تولي اهتماماً كبيراً في الوقت الراهن للملف "الفلسطيني/ الإسرائيلي" لانشغاله بقضايا أخرى أهمها الأزمة المالية والركود الاقتصادي .
وفي حين دعا متحدثون خلال الحلقة الأولى من برنامج "حوار" التي نظمها منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بعنوان (مستقبل السياسة الأمريكية الشرق أوسطية) للبناء على مواقف أوروبية داعمة للفلسطينيين، رأى آخرين أهمية التحالف مع قوى مناهضة لأمريكا. وحضر الحلقة التي عقدت في فندق مارنا هاوس غرب مدينة غزة، وأدارها الصحفي عماد الإفرنجي رئيس منتدى الإعلاميين، العديد من الشخصيات الرسمية والمختصين والمهتمين والإعلاميين وممثلي وسائل الإعلام. من جهته، رأى الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي بوزارة الخارجية في كلمته حول سياسة أوباما تجاه الشرق الأوسط، أن مكانة الولايات المتحدة الأمريكية مهزوزة في العالم وهي في وضع مأزوم جراء عدة أسباب أهمها الأزمة العالمية، والعداء الكبير لها نتيجة سياسات الرئيس السابق جورج بوش. وأشار يوسف، إلى أن أمريكا ستسعى حاليا لحل عدة قضايا أبرزها الأزمة المالية ووقوعها في مستنقع احتلال العراق، ونزف الميزانية جراء الوضع في أفغانستان، إلى جانب الديون والعجز المالي بأرقام خيالية. أما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فأكد يوسف على أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تركز كثيراً على الملف الفلسطيني الإسرائيلي في المرحلة القادمة، مبيناً أن المرحلة السابقة استفادت إسرائيل من الوقت الممنوح لها عبر وضع الحقائق على الأرض من جدار واستيطان، في حين أن المطالب الفلسطينية ضاعت وحتى حل فكرة الدولتين تضاءلت. وطالب الخبير بالشؤون الأمريكية إدارة الولايات المتحدة الجديدة بإيجاد تصور حل للقضية الفلسطينية والتعاطي مع هذا الحق، لضمان مصالحها في المنطقة ولكسب الشارع العربي والإسلامي. وتوقع يوسف أن تقدم الإدارة الأمريكية الجديدة على التواصل مع حركة حماس عبر شخصيات سياسية مخضرمة ومختصين في هذا الشأن، إلى جانب تحرك أوروبي أيضاً في هذا الاتجاه. وبخصوص تعيين الرئيس أوباما لشخصيات يهودية في مواقع حساسة، اعتبر يوسف أن هذه التعيينات تضع علامات استفهام حول حجم التغيير الذي ينتظره العرب من هذه الإدارة، داعياً أوباما لأن يكون صادقاً مع نفسه وأن يخلق نوعاً من التوازن، بإيجاد أسماء عربية في الطاقم الذي يرسم خطط التعامل مع المنطقة. من جانبه، استعرض الدكتور مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في كلمته حول موقف أوباما من الحقوق الفلسطينية، سياسية أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية، مبيناً أن تقوم على ثلاثة محددات فيما يتعلق بالتعامل مع القضية الفلسطينية. وعدد أبو سعدة هذه المحددات، وهي استمرار تدفق النفط من الشرق الأوسط واعتبارها منطقة مصالح أمريكية، وحماية أمن إسرائيل، والثالث احتواء نفوذ الاتحاد السوفيتي في المنطقة. وشدد أبو سعدة على أن المحدد الثالث تغير عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تحت مسمى محاربة الإرهاب والتوافقية مع إسرائيل بشأنه . ورأى أن أمريكا عبارة عن مؤسسات وكونجرس ووزارتي خارجية ودفاع واللوبي اليهودي، وأن الرئيس لا يستطيع وحده الإقرار في السياسية الخارجية الأمريكية. وأوضح أبو سعدة أنه لا يوجد فرق كبير في السياسية الخارجية الأمريكية بين حكم ديمقراطي أو جمهوري، لافتاً إلى أن الثوابت الأمريكية تقوم على حماية أمن إسرائيل. وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر إلى خطورة تعيين أوباما ليهودي في منصب رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض الذي يحدد كثير من مهام الرئيس وأجنداته . وطالب أبو سعدة الفلسطينيين بترتيب البيت الفلسطيني وإنهاء الانقسام، إلى جانب تحرك عربي وإسلامي جدي، والبناء على المواقف الأوروبية في دعم القضية الفلسطينية. مداخلات ونقاش من جانبه، لم يتوقع حمدي شقورة مدير وحدة تطوير الديمقراطية بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أي تغير كبير في السياسية الأمريكية، وأنه في المنظور القريب لن يكون أي تأثر للمسلمين والعرب في أمريكا رغم عددهم وإمكانياتهم المادية، لكنه تمني أن يسعوا لأن يكون لهم دور كبير وفاعل ، داعيا الى عدم الانخداع باللون الأسود لأوباما . وفي مداخلة له، اعتبر طاهر النونو الناطق باسم الحكومة في غزة أن العلاقة بين أمريكا والعرب قائمة على المصالح، مبيناً أن الإدارة الأمريكية لا تشعر بحاجة ملحة للتعاطي مع القضية الفلسطينية. وبين النونو أن أولوية أمريكا في المرحلة القادمة ستكون إنهاء الأزمة المالية وملفات إيران وأفغانستان والشرق الأوسط. من جهته، شدد الدكتور محمد عوض أمين عام مجلس الوزراء على أن الولايات المتحدة ضعيفة ولم تحقق نصر واضح إن لم يكن هزائم ، والدول العربية ضعيفة هي الأخرى ، ودعا العرب لاستثمار نقاط القوة لديهم مثل النفط، إلى جانب تنشيط شرائح المجتمع الأمريكي لإيصال وجهة النظر العربية والفلسطينية. ورأى الدكتور أسامة عنتر أن هناك تحرك لصنع فلسطيني وعربي للسياسة، مبيناً أنه لأول مرة يبرز مصطلح حركة "حماس" في الانتخابات الأمريكية، معتبره تحولاً كبيراً وتغييراً ، متسائلا عن عن التوقعات في المستقبل للحوار بين حماس وادارة أواباما. أما الصحفي صالح الناطور مراسل فضائية القدس في قطاع غزة فقد اعتبر أن العالم لن يصبح ذا قطب واحد وأن هناك أقطاب أخرى بدأت تتحرك، مثل روسيا والاتحاد الأوروبي، داعياً لعدم انتظار السياسية الأمريكية القادمة والتحالف مع قوى مناهضة لأمريكا. |