|
وفد دبلوماسي بريطاني يزور مشفى بيت جالا للمشاركة في فعاليات ترفيهية للاطفال المرضى
نشر بتاريخ: 11/11/2008 ( آخر تحديث: 11/11/2008 الساعة: 18:36 )
بيت لحم -معا- قام وفد دبلوماسي بريطاني بزيارة مشفى الحسين في مدينة بيت جالا، ظهر اليوم (الثلاثاء)، وذلك للمشاركة في فعاليات مشروع دعمته القنصلية البريطانية، ويتضمن فعاليات ترفيهية وخلاّقة لعلاج الأطفال المصابين بأمراض مزمنة تعرف باسم "معالجة عن طريق الترفيه والمهرجين".
ودعمت بريطانيا هذا المشروع عبر تمويل تدريب متخصص لممثلّين محترفين، وثمانية هواة متطوعين لتأهيلهم ليصبحوا "مهرجين مختصين في العلاج"، حيث يقوم "المهرج الطبي" بزيارة الأطفال الراقدين في المشافي ويؤدي العروض المضحكة ويروي القصص ويمارس الرسم مع الأطفال. وتكمن فكرة المشروع، وهو الأول من نوعه في فلسطين، والذي تقوم بتنفيذه مؤسسة ومشروع عيناد على تبديل الأجواء في المشفى وتشجيع الضحك وتوفير أجواء المرح والسعادة، وتسريع عملية الشفاء لدى الأطفال. ويتركز المشروع في بيت لحم في مشفى الحسين الحكومي في بيت جالا والذي يستقبل أطفالاً يعانون من أمراض اللوكيميا والأنيميا وسوء التغذية والإعاقات الناجمة عن الحوادث. ويوجد عدد كبير من الأطفال المرضى، والذين يتطلب علاجهم فترات طويلة من الإقامة في المشافي، ما يجعل من عملية العلاج رحلة مضنية بالرغم من تفاني الأطباء والممرضين والأهل. وتشير أرقام ومؤشرات وزارة الصحة الفلسطينية إلى تزايد الأمراض المزمنة والمعوية وغيرها من الأمراض المعدية خلال الأعوام القليلة الماضية بسبب انخفاض مستوى المعيشة وبسبب المعيقات الإسرائيلية (جدار الفصل والإغلاقات) والتي تمنع عدداً كبيراً من المواطنين من الوصول إلى الخدمات الطبيّة. وقال خالد المصو من مؤسسة عيناد "أن الجديد في المشروع يكمن في القيمة المعنوية التي تتمثل في رؤية شخص بالغ يضع زياً مضحكاً وأنفاً أحمراً ويلهو مع أطفال، ومن الرائع رؤية التفاعل فيما بينهما. إن مثل هذا النهج يجعل الأطفال يشفون بشكل أنجع حيث أن الضحك له تأثير معالج ويخفف من آلامهم، إنه وضع يلتمس في الإنسان إلى أخيه الإنسان، ومن المساعي التي تستحق العناء تلك التي تزيد من الشغف والتعاطف في العالم". كما تقوم مؤسسة ومسرح عيناد بالإضافة إلى تدريب المهرجين بعقد ورش عمل مع الطواقم الطبية والأهالي لشرح أهمية علاج الترفيه عبر اللعب مع المهرجين. وتلقّى نائب القنصل البريطاني العام في القدس جون إدواردز اليوم الثلاثاء تدريباً من مهرج محترف حول كيفية التحول إلى مهرج معالج وكيفية التواصل مع الأطفال وكيفية التلوين والرسم على الوجوه. وقال إدواردز "مما لا شك فيه أن القيام بهذا العمل ينطوي على المرح ولكن هنالك أيضاً علم جدّي وراءه. إن الأطفال المرضى في فلسطين يعانون بشكل مضاعف ومرتين بسبب الضغوط النفسية الناجمة عن الصراع والاحتلال، وإنه لمن دواعي الفخر للملكة المتحدة أن تقوم بالمساعدة في عمل فرق ولو بسيط عبر تمويل مثل هذا المشروع". وقد قام إدواردز باستخدام مهاراته المكتسبة كمهرّج بالتنكر بزي المهرجين وبتوزيع الألعاب على الأطفال المرضى. من الجدير بالذكر أن ممثلي المجتمع الدولي في القدس قاموا بجمع التبرعات لتمويل شراء هذه الألعاب في حين مولت بريطانيا تأثيث وتجهيز غرف الألعاب في المشفيين. تم ابتداع علاج المهرجين من قبل د. هنتر باتش آدامز في الولايات المتحدة الأمريكية في الخمسينيات واشتهرت عالمياًُ بعد تصوير فيلم عن حياته، حيث ينتشر حالياً متطوعو المهرجون الطبيون في شتى أنحاء العالم. ويقول الباحثون بأن الأطفال يضحكون حوالي 500 مرة في اليوم، فيما يضحك البالغون حوالي 15 مرة فقط. وقد أظهرت عدة دراسات متخصصة في الضحك بأن الضحك يؤدي إلى إطلاق الإندورفين في الجسم والذي يساعد في تخفيف أعراض الحساسية والتهابات المفاصل ويزيد من قوة الذاكرة والإبداع ويخفف الألم الناجم عن الأمراض المزمنة ويقوي جهاز المناعة. |