الشيخ التميمي والمطران حنا يحاضران في ندوة " الإسلام دين الوسطية"

بيت لحم- معا- ألقى الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين والمطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس محاضرة في ندوة " الإسلام دين الوسطية" في قاعة فندق ريتنو في مدينة رام الله.

وأشار التميمي الى أن الوسطية انسجام وتوافق مع التوجه المتزن للأمة، واستجابة لمقاصد الكتاب والسنة، فلا تطرف في رأي ولا تشدد في غير موضع التشدد؛ مطالبا طلاب العلم الدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى، وبشعار الترغيب والتشويق والتحلي بأسلوب الرفق واللين .

وأكد قاضي القضاة خلال المحاضرة ضرورة السعي لنشر فكر الوسطية في مناهج التدريس والوسائل الفكرية والإعلامية والثقافية والتواصل مع الأفراد والهيئات التي تحمل النهج الوسطي لصياغة استراتيجية الوسطية وأن توضع خطط عملية لتنفيذها وتعميمها على أوسع نطاق ممكن والتعاون مع الجهات المعنية لنشرها والاستمرار في التأكيد على ضرورة استمرار الحوار والتواصل بين المذاهب الدينية والسماوية من أجل مزيد من التقارب والتفاهم، مضيفا أن مفهوم الوسطية في الفكر العالمي يقوم على مبادئ الاعتدال ومجافاة التطرف وأن الإسلام جاء لترسيخ القيم الإنسانية بعيدا عن أي غلو أو تشدد.

وأضاف أن التوازن مطلب شرعي وضروري، مؤكدا أن الغلو في الدين قد ينتج عن خطأ في الفكر، لكنه يثمر الزيغ عن الحق والانسلاخ عن الدين الصحيح، فمن يبالغ في التعبد قد ينحرف بالتنطع والابتداع، ومن يفرط ويقصر قد ينحرف بالجحود والإهمال.

أما عن علاقة الإسلام بالآخر، وضح التميمي أن الإسلام قرر معاملة أهل الذمة بالتسامح وحماية الحقوق، ومثلهم المستأمنون ما داموا في دار الإسلام، ويجب أن يقتدي أهل الأديان الأخرى به في معاملتهم الأقليات الإسلامية حماية لهم وتمكينهم من عباداتهم ليتم التعاون بين أبناء البشر وشعوب الأرض على وجهه الأمثل، وإرساءً للتعاون والتواصل بين عنصري الأمة (المسلمين وأهل الكتاب) .

وأكد المطران الأب عطا الله حنا في محاضرته ضرورة التمسك بمبادئ الوسطية للمسلمين والمسيحيين معاً، معتبرا أن الاعتدال والوسطية في الفكر والحوار من أهم الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق النتائج المرجوة والأهداف الوطنية التي لا تنازل ولا مساومة عليها، مطالبا بنشر الفكر الوسطي وعدم المغالاة والتشدد، مشيدا بمتانة العلاقة الإسلامية المسيحية في فلسطين منذ العهدة العمرية وحتى الآن .

على صعيد آخر استنكر الشيخ التميمي والمطران حنا إجراءات سلطات الاحتلال بحق مدينة القدس والتي كان آخرها اعتداء قوات الاحتلال على عدد من الشبان في شارع صلاح الدين، واعتقال بعضهم لرفضهم المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال، وقيامهم بإخلاء عائلة الكرد من منزلها في حي الشيخ جراح، إضافة إلى تسليم عدد من أصحاب المنازل في نفس الحي إخطارات تمهيدا لإخلائهم من منازلهم .