وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تسعة منها تعرض في مهرجانها الرابع "شاشات" .. تجربة رائدة في إنتاج أفلام فلسطينية

نشر بتاريخ: 15/11/2008 ( آخر تحديث: 15/11/2008 الساعة: 20:23 )
رام الله- معا - كثير من جمهور مهرجان شاشات لسينما المرأة، في دورته الرابعة، لا يعلم أن تسعة أفلام من بين أفلام المهرجان، التي تتجول في كل المحافظات، هي من إنتاج "شاشات" نفسها، فإضافة إلى تجربة "بوح" التي تمت بالشراكة مع معهد غوتة الألماني في الأراضي الفلسطينية، وتضم سبعة أفلام لمخرجات شابات، هناك فيلمي "في الهم شرق" للمخرجة محاسن ناصر الدين، و"المحطة الأخيرة" للمخرجة غادة الطيراوي.
وجاء فيلمي ناصر الدين والطيراوي في إطار تجربة "حياة فلسطينية" الإنتاج، وضم خمسة أفلام، ساهمت شاشات في إنتاجها، هي إضافة إلى "في الهم شرق"، و"المحطة الأخيرة"، أفلام "حبل الغسيل" للمخرجة علياء أرصغلي، و"فلسطيني" لديمة أبو غوش، واللذين لم يعرضا في إطار مهرجان شاشات الرابع، لعرضهما في وقت سابق عن موعد المهرجان، إضافة إلى فيلم "الطخيخ" لإيهاب جاد الله.
وتدور أحداث فيلم "في الهم شرق" في مدينة القدس، وحول مجموعة من الأصدقاء تعيش أوقاتاً صعبة، في اليوم الذي يسبق محاكمة ابن صديقهم أبو داود .. الصراع اليومي للمقدسيين مع الاحتلال وسياساته جمعهم رغم اختلاف بيئاتهم.
أما فيلم "المحطة الأخيرة" فيرصد في سبع دقائق تجربة شخصية للمخرجة الطيراوي مع المنفى، ومن ثم العودة إلى الوطن، التي شهدت الكثير من لحظات الفرح، وتجسيد أحلام مؤجلة على أرض الواقع، وشهدت كذلك العديد من خيبات الأمل.
د. علياء أرصغلي، المدير العام لمؤسسة شاشات، أكدت على أهمية الربط بين التدريب والإنتاج، مشيرة إلى أنه ومن خلال هذا التوجه، نجحت "شاشات" في الحصول على تمويل لإنشاء وحدة للإنتاج والمونتاج في المؤسسة عبر صندوق مهرجان غوتبيرغ الدولي السينمائي، الذي ساهم أيضاً في إنتاج مجموعة أفلام "بوح"، في حين قدمت مؤسسة كريم رضا الدولية دعماً إضافية، ساهم في تمويل بعض من تكاليف إنتاج أول مجموعة من الأفلام "حياة فلسطينية" العام الماضي.
وشددت أرصغلي على أن شاشات، أتاحت للعاملين في القطاع السينمائي في فلسطين، فرصة الاستفادة من الأجهزة التي بحوزتها، بنصف المبالغ التي يتكلفها استئجار هذه الأجهزة في السوق الفلسطينية، وأنه بالفعل تم استخدام أجهزة شاشات في العديد من الأفلام الفلسطينية، وهو ما وجد فيه العديد من صانعي الأفلام والتقنيين، وحتى المنتجين، فرصة في غاية الأهمية، ورافداً مهمة للقطاع السينمائي الفلسطيني.
وتحدثت أرصغلي عن تجربتي "حياة فلسطينية"، و"بوح" بفخر، مشيرة إلى أن ما ميزهما خصوصاً "بوح" أنهما أتاحا الفرصة لمخرجات شابات في العشرينيات من العمر للتعبير عن مواهب السينمائية، وهذا ما كشف عن مواهب حقيقية يمكن البناء عليها، كاشفة عن أن تجربة "بوح" حققت نجاحاً لافتاً خلال عرضها في المراكز الثقافية والجامعات في جميع محافظات الوطن، ولدى العديد من المؤسسات الدولية، حيث سيصار إلى عرض الأفلام السبعة، وبتنظيم من عدة مؤسسات تابعة لهيئة الأمم المتحدة في قصر رام الله الثقافي، في السابع من كانون الأول المقبل، في إطار برنامج خاص حول العنف ضد المرأة، وذلك بعد أن وجدوا في الأفلام تعبيراً صادقاً عن المشاكل التي تؤرق الشابات الفلسطينيات.
وقالت أرصغلي: إضافة إلى ما سبق، كانت "شاشات" الإطار الراعي للعديد من مشاريع التمويل الإنتاجية لأفلام كان يبحث صانعوها عن مؤسسة راعية تتم اتفاقات الإنتاج مع الجهات الممولة.
وترفض أرصغلي التذرع بعدم وجود دور عرض سينمائي في المحافظات الفلسطينية، لتجميد الإنتاج، مشيرة إلى أن عروض الأفلام، ومع التقدم التكنولوجي العالمي باتت تتم عبر عدة طرق، منها مواقع الإنترنت، وشاشات العرض الخارجية، مشيرة إلى نجاح شراكة "شاشات" مع الجامعات الفلسطينية، والتي نتج عنها عروض أفلام داخل قاعات هذه الجامعات، والمجهزة بتقنيات كافية لعروض الأفلام، حيث ساهمت شاشات بذلك في التعريف بالمخرجات الفلسطينيات، وأفلامهن، ما من شأنه تعميم ثقافة السينما في المجتمع الفلسطيني، وخاصة لدى جيل الشباب.
وشددت أرصغلي على أن تشجيع القطاع الخاص الفلسطيني لخوض مغامرة الإنتاج السينمائي، يتطلب إحداث تغيير في الثقافة السينمائية السائدة لدى المخرجين وصانعي الأفلام الفلسطينيين، بحيث يتوجهون للسوق الفلسطينية، ولا يقصرون عروضهم على المهرجانات العربية والعالمية، وقالت: تعميم الأفلام عبر عروض في فلسطين، واهتمام المخرج بالجمهور المحلي هو عنوان النجاح الأساسي، وهو الكفيل بتشجيع القطاع الخاص الفلسطيني للمشاركة في إنتاج الأفلام، كما يحدث في مصر، ودول عربية أخرى، وفي الولايات المتحدة وأوروبا بطبيعة الحال.