|
الجوع قض مضجعها: فاطمة من غزة تحلم بأكل الدجاج وأمها تقسم لا نعرف طعم السمك
نشر بتاريخ: 17/11/2008 ( آخر تحديث: 17/11/2008 الساعة: 13:27 )
غزة- معا- في غزة طال الحصار آلاف البطون الجائعة، وامتد إلى أولياء الأمور الذين يهيمون صباح مساء على وجوههم يبحثون عن فرصة عمل، تحفظ ماء الوجه وتقي أطفالهم شر الحاجة وآلام الجوع والمعد الخاوية.
"معا" زارت منزلين في قطاع غزة بعيدين، ولكنهما بالمعاناة ذاتها قريبين ومتساويين، أحدهما في حي الزيتون بغزة والآخر بمنطقة الفالوجة في جباليا، جمع رب الأسرتين نيتهما الإضراب عن الطعام والتسكع في شوارع المدينة هرباً من طلبات أبنائهم وهرباً من ثلاجة المنزل الفارغة وخوفاً من النظر في أعين الأطفال الجوعى. الحقيقة قدم الرجلان إلى "معا" يجرهما الأمل وتسبقهما الحاجة، علهما يستطيعان التأثير في طاقم الوكالة ليكتب عما ألمّهما من مرض وجوع وجعلهما يفران من منزليهما، ولأن "معا" مطلوب منها التأكد على ارض الواقع فقد فاجأتهما على حين غرة وفتحت ثلاجة المنزل لتجد القليل من أرغفة الخبز ولا شيء آخر. البحث عن اللحم والأسماك غير مجد، فالبيتان لا يعرفان هذين النوعين من الغذاء، زوجة جمعة عياد " 46" عاما قامت بطبخ الزهرة لأطفالها الإثنى عشر، فيما استعانت زوجة خالد ابو اشكيان والد لسبعة أبناء بما تبقى من غذاء امس وقامت بتسخينه لتكون البازيلاء لديهم علامة الجودة ليومين. أم محمد عياد التي وقفت بالقرب من ثلاجة المنزل اقسمت ان طفلتها فاطمة وعمرها خمس سنوات "لا تبدو بهذا الحجم" ترفض كل الطعام "قليل القيمة الغذائية" وتطلب الدجاج حتى ان ليلها تقضيه جائعة وتصطك أسنانها ببعضها من شدة الجوع والشوق إلى اللحوم. وعن السمك تقول ام محمد: "نشتاق اليه ولم نعرف طعمه وعندما يذهب أطفالي إلى المدرسة لا يستطيعون التركيز فبطونهم خاوية ويسمعون صوت أمعائهم". وتشير الأم إلى أن إحدى بناتها وهي بالصف الثاني عشر مميزة للغاية وتصر على الاستمرار في الدروس الخصوصية كي تحصل على معدل مرتفع، ولكنها لا تجد ثمن هذه الدروس فتبدأ بالبكاء خوفاً من ضياع المعلومات. أما اسرة خالد ابو اشكيان فيؤكد انه سيُضرب مع صديقه بالجوع جمعة عياد وسيهربان من المنزل خوفاً من الطلبات ولن يعودا حتى يفعل الله أمراً، ويشير الى انه يعيل طالبين جامعيين لا يجدان رسوم الجامعة ولا يجدان ثمن المواصلات من مقر اقامتهما بجباليا الى الجامعة بغزة. ابو اشكيان يقول بضيق: "أين الانسانية منّا لقد تحملت ديوناً كبيرة لا استطيع ردها، فقط اطالب بعمل بغزة بأقل الأثمان لتوفير لقمة العيش لا أكثر". فيما يقول عياد: "لقد سمعت عن الجوع قبل اليوم عندما كنت عاملاً في معبر ايرز ولكنني منذ ثمان اعوام اتذوق طعم هذا الجوع وافر هرباً من أطفالي كي لا أسمع شكواهم وأمنياتهم وأحلامهم". |