وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دراسة نسوية توصي بضرورة ايجاد سبل لحماية النساء اللواتي يتعرضن للعنف

نشر بتاريخ: 19/11/2008 ( آخر تحديث: 19/11/2008 الساعة: 11:38 )
غزة- معا- أوصت دراسة نسوية متخصصة اليوم بضرورة إيجاد سبل وطرق لحماية النساء اللواتي يتعرضن للعنف، وتوفير مقوّمات الصمود لهن؛ من خلال القيام بمشاريع إنتاجية وإشراكهن في عجلة الاقتصاد الوطني بعد دراسة أوضاعهن المعيشية التي تردّت إلى درجة غير مسبوقة، للحدّ من نسبة تردد النساء على المؤسسات الخيرية لطلب الإعانة عبر نظام الكابونة التي أصبحت ثقافة سائدة في المجتمع.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نفذها مركز شؤون المرأة بمقره في غزه حيث عرض ملخص للدراسة التي أعدها برنامج الأبحاث والتوثيق في المركز بعنوان أثر الانقسام الداخلي علي العلاقات الأسرية والاجتماعية في قطاع غزة في بداية الورشة.

وحثت الدراسة على الاهتمام بالنساء المهجورات اللواتي لا توجد أدنى حماية لهن، ولم تبادر الحكومة لدراسة أوضاعهن أو محاولة مساعدتهن للحاق بأزواجهن خارج الوطن، لذا؛ يتوجب على الحكومة أن تحاول مساندة تلك العائلات وتوفير الاستقرار لهن.

وأكدت سهاد عبيد المشاركة في إعداد البحث أن الدراسة تهدف إلى تسليط الضوء على العنف الأسري الذي زاد في الآونة الأخيرة بعد الانقسام الداخلي الذي أوجد مشاكل أسرية لم تكن موجودة داخل المجتمع وعمل علي تفتيت العلاقات الأسرية وتمزيقها نتيجة للمشاحنات والمناقشات حول الوضع السياسي الداخلي، موضحة أن أثر الانقسام لم يقتصر علي العلاقات بين الأزواج بل تعدي ليصل للعلاقة الأبناء مع الإباء وعلاقة الجيران والأقارب مع بعضهم البعض.

ومن ناحية أخرى أشارت ماجدة البلبيسي المشاركة في إعداد الدراسة إلى أن من أهم المشاكل التي واجهتها أثناء إعداد البحث هي الخوف من قبل النساء الخاضعات للدراسة من أن تكون الدراسة مجندة سياسيا و من التحدث عن العنف داخل الأسرة.

وأوصت الدراسة على ضرورة إيجاد بدائل للموظفين الذين تركوا أعمالهم بتكليفهم بأعمال أخرى والتركيز على النساء في ورشات العمل والتدريب.

وأوضحت الدراسة أن مجتمع قطاع غزة يعاني الآن من فقدان في الترابط الاجتماعي والأسري، لذا؛ من الضروري عقد ندوات وورشات عمل تستهدف النساء تدعو إلى الوحدة وإلي حرمة الدم الفلسطيني، وحثّ المرأة التي هي أساس المجتمع، على التمسك بخيار الوحدة في محاولة للتخفيف من حدة التوتر في العلاقات الأسرية والاجتماعية في القطاع.

في سياق آخر أوصت دارسة بعنوان "المرأة والفقدان المشاكل النفسية والاجتماعية لدى النساء الفاقدات" بضرورة عمل دراسة لإيجاد وسائل وبرامج للتخلص من التفكك الاجتماعي ومشاعر الحقد وإعادة وحدة الصف الوطني.

وأشارت الدراسة التي أعدها برنامج الأبحاث والتوثيق في المركز إلى وضع سياسات وطرق لتوفير الدعم الطبي والنفسي والتعليمي والمادي لهذه الفئات وعائلاتهن من قبل المؤسسات والجمعيات ووضع خطة وبرامج لكيفية تقديم المساعدة للتخفيف عن هذه الفئات.

وحثت المراكز النسوية على زيادة اهتمام بالسيدات الفاقدات من بداية الأحداث لأن الاهتمام يعطي الدعم في كل الحالات ومتابعتهن باستمرار.

وكان من أهم أهداف الدراسة رصد الآثار النفسية والاجتماعية التي تعاني منها المرأة التي فقدت أبناءها في قطاع غزة، والمقارنة بين هذه الآثار في حالة الفقدان في فترة الفلتان الأمني مقارنة بالفقدان نتيجة للاجتياحات الإسرائيلية، ورصد تجارب حية للنساء اللواتي فقدن أبناءهن، ورصد الفروقات في المشاكل النفسية والاجتماعية بين السيدات اللواتي فقدن أبناءهن أثناء الفلتان الأمني واللواتي فقدن أبناءهن في الاجتياحات الإسرائيلية، وذلك بهدف التعرف على كيفية تعامل المرأة مع المشاكل الاجتماعية والنفسية الناتجة عن فقدان الأبناء.

وأكدت الدراسة أن أغلبية النساء الفاقدات في الاجتياح الإسرائيلي لا توجد لديهن الرغبة في الخروج من البيت للزيارات العائلية العادية والمجاملات الاجتماعية التقليدية مثل زيارة الجيران، أو المشاركة في الأفراح أو أية مناسبة أخرى؛ بل يقمن بهذا الأمر على مضض ومن قبيل الواجب فقط حسب العادات والتقاليد. وعزت النساء ذلك لحزنهن على أبنائهن، وبدعوى فقدانهن أغلى ما لديهن، وبذلك لا يستطعن، لغاية الآن، الاندماج ثانية في الحياة.

كما أظهرت الدراسة العديد من المشاكل وأعراض لاضطرابات نفسية منها: فقدان المتعة في الحياة، الرغبة في النوم طوال الوقت، الشعور بالاختناق نتيجة التفكير المستمر بالحدث واسترجاعه المستمر، اضطراب في النوم والكوابيس والأحلام المزعجة، والرغبة في الموت.

أما بالنسبة للنساء الفاقدات وقت الاقتتال الداخلي توصلت الدراسة إلى أن النتائج تشابهت على جميع المحاور ما عدا المشاكل النفسية، حيث هناك اختلاف فقط في طبيعة المشاعر، فالنساء الفاقدات نتيجة للاقتتال الداخلي لديهن مشاعر الحقد والكراهية والانتقام، وعدم قبول الآخر مهما حدث. ومن النتائج المتماثلة بين الفقدين: قلة العلاقات الاجتماعية، الشعور بالحزن والصدمة.

أما من النتائج المختلفة بين النوعين من الفقدان فقد كان منها: تفكك العلاقات الاجتماعية خاصة العلاقات الحزبية، تفكك العلاقات الأسرية، وازدياد مشاعر الحقد والكراهية، حيث تميزت أمهات شهداء الاجتياح الإسرائيلي مشاعر الفخر والاعتزاز بشهادة أبنائهن؛ بينما أمهات شهداء الاقتتال الداخلي كانت مشاعرهن مختلطة، والشعور بأن أبناءهن ذوي مصير مجهول بسبب ادعاءات المجتمع بأن هؤلاء لا تنطبق عليهم صفة الشهيد؛ مما يزيد من مرارة وألم الفقدان!.

ومن ناحية أخرى أكدت دراسة بعنوان "أثر آلية المنح والقروض على المنتفعات من المركز " على ضرورة زيادة مبالغ المنح والقروض المقدمة للنساء بشكل عام وزيادة قيمة المنحة أو القروض للمرأة بحيث يمكنها تطوير مشروع ذو جدوى، والعمل على تغير مفاهيم المجتمع حول صاحبات المشاريع الصغيرة والتركيز على أنهن بناة التنمية.

وأفادت هداية شمعون منسقة برنامج الأبحاث والتوثيق أن الدراسة تمت بالتعاون بين برنامج المشاريع الصغيرة وبرنامج الأبحاث والتوثيق في مركز شؤون المرأة.

وأكدت الدارسة على وجود أهمية خاصة لعقد معارض تسوقيه وترويج للمنتجات النسوية وتشجيع النساء على المشاركة في هذه المعارض والاستمرار في أقامتها في مواعيد ثابتة تبلغ فيها النساء صاحبات المشاريع من بداية العام حتى تتمكن من التحضير الكافي للمعرض.

وتم عرض فيلمين وثائقين خلال ورشات العمل السابقة الذكر الأول بعنوان" نساء من غزة " مدته 30 دقيقة يتناول المشاريع التي دعمها المركز ونماذج للمشاريع صغيرة ناجحة للنساء من غزة.

والثاني (إلى غزة سلام) مدته 20 دقيقة يتناول اثر الاقتتال الداخلي على الأسر في قطاع غزة، ويذكر أن الفيلمين من إنتاج برنامج الفيديو في مركز شؤون المرأة.