وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اختتام أعمال المؤتمر الدولي الرابع للمنتدى العالمي للوسطية في عمان

نشر بتاريخ: 20/11/2008 ( آخر تحديث: 20/11/2008 الساعة: 15:20 )
بيت لحم -معا- اختتمت في العاصمة الأردنية عمان مساء الثلاثاء الماضي، أعمال المؤتمر الدولي الرابع "نحو مشروع نهضوي إسلامي" الذي امتد على ثلاثة أيام.

ونظم المؤتمر "المنتدى العالمي للوسطية" و"منتدى الوسطية للفكر والثقافة"، بمشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والساسة والدعاة من الدول العربية والإسلامية، كالشيخ الداعية الدكتور أحمد الكبيسي، والداعية د.عمرو خالد، والإمام الصادق المهدي، ود.طارق سويدان، ود.محمد راتب النابلسي، ود.محمد سعيد البوطي، ود. محمد إسماعيل، ود. أحمد أبو المجد، ود. أبو زيد الإدريسي، ود. بكر كارليغا، ود.سعد العثماني، والمفكر الإسلامي الألماني مراد هوفمان، وعبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر وغيرهم..

وقد شارك النائب الشيخ عباس زكور في مداخلة في الجلسة الختامية للمؤتمر تحدث فيها عن فلسطينيي الداخل الذين يعيشون في داخل مناطق الـ 48، حيث نوّه إلى أن جميع المداخلات التي تحدثت عن القضية الفلسطينية تطرقت إلى الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة في الوقت الذي يتم فيه تجاهل وجود حوالي مليون وثلاثمائة ألف عربي فلسطيني يعيشون داخل دولة إسرائيل في مناطق الـ 4، مطالبا بالاهتمام العربي والإسلامي بهم.

ودعا النائب زكور جمهور الدعاة والعلماء والمفكرين الإسلاميين إلى ضرورة إيجاد الحلول للعديد من التساؤلات المطروحة بشأن فلسطينيي 48: ما هو مصيرهم؟ وهل ينظر إليهم مثل باقي الأقليات التي تعيش في أوروبا والدول الغربية؟ وهل هناك فقه أقليات وخصوصيات تتعلق بهم؟ وهل تم تحديد ما هو المطلوب منهم في هذه المرحلة ومستقبلا؟ وهل تم بحث سبل تعزيز صمودهم وبقائهم في أرضهم؟

وفي ختام المؤتمر، أوصى المشاركون بتشكيل مجلس حكماء يضم عددا من علماء الدين في العالم الاسلامي "لإطفاء الحرائق" في الأمة الإسلامية، بالاضافة إلى تكليف رئيس المجلس العالمي للوسطية ورئيس حزب الأمة القومي في السودان الصادق المهدي، والامين العام للمنتدى مروان الفاعوري، القيام بالوساطة بين حركتي فتح وحماس.

وأظهر المؤتمر مفارقات سياسية على مستوى مفهوم الديمقراطية، التي أثارت جدلا واسعا بين المشاركين من العلماء والمفكرين العرب والمسلمين.

واعتبر بعض المشاركين أن لغطا كثيرا يثور حول كلمة (ديمقراطية) ولا سيما أوساط ممن يهتمون بالعمل الإسلامي، مبينا ان ذلك يأتي بسبب عدم الاستيعاب للمدلولات والمعاني المختلفة لتلك الكلمة.

وبعد أن اطلع المشاركون على مفاهيم المشروع النهضوي وإشكاليتها المختلفة، وقراءة واقع العالم الإسلامي ومعيقات مشروع النهضة خلال الثلاثة ايام الماضية، قرر المشاركون السعي لإصدار معجم للمصطلحات وثنائياتها وفك التضارب والتناقض بينهما ضمن فهم إسلامي مستنير وبناء فكري صحيح.

ودعا المؤتمرون في جلستهم الختامية حكومات الدول العربية والإسلامية بضرورة التوجه الجدي وضمن برامج عمل تطبيقية بدراسة أسباب التخلف في شتى مجالات الحياة، مؤكدين أن أي مشروع نهضوي يجب أن يشارك فيه كافة شرائح الأمة واتجاهاتها على أرضية التفاهم بين الشعوب وحكامها على مصلحة الأمة وتطلعاتها.

كما دعا المؤتمرون إلى صياغة مشروع نهضوي إسلامي للأمة يقوم على خطة إستراتيجية نهضوية للإعلام الإسلامي وصناعة وتأثير حقيقي للرأي العام العالمي.

وأكدوا ان الإصلاح السياسي الذي يحقق الحكم الراشد هو الوسيلة الفاعلة لتقليص الهوة بين الفكر النهضوي والواقع من خلال الحوار الجاد بين قوى المجتمع السياسية الحاكمة والمحكومة للتوصل لمشروع الإصلاح السياسي كمكون هام للمشروع النهضوي.

كما أوصى المؤتمرون بضرورة التواصل الحضاري بين الأمم للإستفادة المتبادلة وضمن القواسم المشتركة، وفتح أبواب الحوار والتواصل مع التيارات المستنيرة في الغرب لبناء عالم أفضل، وبيان القيم الثقافية والأخلاقية والإجتماعية الإسلامية.

ولأن الشباب يمثلون 70% من أمتنا أوصى المؤتمرون بصياغة مشروع نهضوي مبني على فكر النهضة والتوسط والإعتدال في عقول الشباب واعتبارهم أمل الأمة في النهضة والإصلاح والتغيير وبناء برنامج قيادي للفئات الشابة.

ولفت المشاركون إلى أن يعمل المنتدى العالمي للوسطية على إقامة ملتقى يضم نخبة من العلماء والمتخصصين من شتى التخصصات العلمية والفكرية لصياغة أساس لبناء مشروع النهضة الإسلامي، وإيجاد آليات العمل لتطبيقها على أرض الواقع في المجالات السياسية والإدارية والاقتصادية والتربوية ونحوها، والعمل على الكتابة إلى رؤساء الحكومات العربية والإسلامي وإلى اتحاد الجامعات العربية والإسلامية ورؤساء الجامعات من أجل اعتماد مساق خاص يدرس فقه الحضارات وفلسفتها النهضوية الإسلامية المعاصرة، متفقين على عقد المؤتمر القادم في القاهرة في شهر نيسان المقبل.