وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 تتجسد في الامارات

نشر بتاريخ: 20/11/2008 ( آخر تحديث: 20/11/2008 الساعة: 15:27 )
بيت لحم -معا- تجسدت "القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 " محور منتدى "الثقافة العربية- الوحدة والتنوع" في دورته الثانية التي أقيمت في فندق كمبنسكي عجمان خلال يومي 17/18 نوفمبر الجاري بتنظيم من دائرة ثقافة واعلام عجمان في في الامارات العربية المتحدة.

وضمت الاحتفالية ندوة للناقد د.نجيب العوفي (المغرب) تناول فيها القدس في الرواية الأوروبية، متخذاََ من الروائي الفرنسي الشهير " فولتير " نموذجاََ واستشهد في استعراضه لبعض النصوص الفرنسية الروائية إلى جانب أعمال "فولتير" ليؤكد ما يمثله الشرق عموماََ في وجدان وذاكرة الغرب.

وأحيا الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي أمسية شعرية قرأ فيها مجموعة من قصائده التي تحمل الكثير من المشهدية ذات الأبعاد الدرامية والتي جسدت الجوانب الإنسانية للمبدع الفلسطيني في رؤيته لقضية فلسطين و مكانة القدس فلسطينياَ و عربيا ََ و عالميا َ .

وصاحب فعاليات اليوم الأول المعرض التشكيلي الذي يصور أبعاد الحضارة الفلسطينية من خلال صور رسمت من العام 1677 و حتى العام 1967 موثقة بمراجع فنية وعلمية تبرز دور القدس والمدن الفلسطينية ومساهمتها في المشروع الحضاري الإنساني.

أما فعاليات اليوم الثاني فقد بدأت في عرض فيلم عن الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني بعنوان " عاشق يروي الحكاية " وهو فيلم يتابع حياة كنفاني منذ اليوم الأول لمغادرته هو وأسرته مدينة يافا إثر النكبة إلى حياة الشتات التي تنقل فيها ما بين دمشق وبيروت والكويت حتى استشهاده في بيروت بانفجار سيارته ليؤكد أن رصاص قلمه كان أمضى من رصاص بنادقهم.

بعدها عرض فيلم " هوية الروح " وهو بمثابة مشروع سينمائي ثقافي يحاول مزج التقنيات السينمائية الحديثة بالفكر الإنساني ومحاولة الابتعاد عن الحكاية الدرامية والاقتراب أكثر من تصوير الحالة الإنسانية حيث يتكئ على قصيدتين الأولى للشاعر والمسرحي النرويجي هنري ابسن بعنوان " تيريه فيجن " والثانية للشاعر الفلسطيني محمود درويش بعنوان " جندي يحلم بالزنادق البيضاء " وهما في القصيدتين يحاولا التعبير عن الصراع الإنساني والعلاقات المتشابكة التي يعيشها الإنسان في صراعه مع ذاته و مع الآخر.

والفيلم يطرح أشعة إنسانية فكرية وجودية تؤكد أن الحقيقة واضحة كالشمس وإن كنا لا نحاول أو لا نقدر على النظر إليها إلا أننا لا نستطيع أن نمنع الشمس من أن تدخل من النافذة و أن الإنسان يمتلك القدرة على تحرير نفسه من قصور الإنسان الفرد، فالانقسام من الآخر ليس فرصة يجب انتهازها بل الموقف الإنساني المتسامح و في لحظة القوة هو الخيار الأكثر حضارية و إنسانية.

عن ابسن يلتقط في قضيته ذلك الرجل الذي تحطمت حياته بفعل الحروب و ويلاتها ودرويش بصورة آثار نكسة العام 1967 على الإنسان الفلسطيني والعربي وهو ما التقطه المخرج توماس هوغ ( بريطانيا ) والمنتجة مارتينا روود ( النرويج ) ليؤكد أن المشهد الثقافي العالمي أصبح مرغماَ على ما يبدو على أن يتعامل مع الآخر بدرجة اكبر من التسامح وعلى أسس إنسانية و معرفية حديثة ومتطورة، مبنية على الفهم الجيد لثقافته و برر وجوده لأن قيم المستقبل لابد أن تكون إيجابية فاعلة أكثر منها سلبية انفعالية.

إن البعض لا يزال يتخبط و يعجز عن الحركة أمام التحولات والتحديات بفرضها من فضل العزلة و العيش في أبراجية بعد أن أحاط نفسه بسياج كبير ولكن ثمة من هو مولع بجدل التواصل وهو يؤمن أن الاختلاف نقطة بالغة الأهمية في حياة الإنسان المتمكن و المتفهم والذي لا يعجز عن إقامة حالة حوارية مع الآخر لذا فقد عمد المخرج إلى تقديم عرض سينمائي عبر خمس شاشات ضخمة متصاحبة الموسيقى ليقدم لنا كافة الحالات الإنسانية التي ترمي في حيويتها وفاعليتها إلى تحقيق وجودها وعمقها الحضاري وعلينا أن نتعدى حالة القصور في فهم الآخر وأن نعبر هذه العلاقة المشوهة نحو علاقة حيوية و مركبة في آن معاَ.

إن الفيلم يرتكز على فكرة الإنسان وصراعه مع الآخر وهو يقف على مفترق الطرق إلى أين يتجه نحو الانقسام، أم نحو التسامح غنه خيار الحر وليس الإنسان المجبر عل موقفه.

واختتمت فعاليات المنتدى بحفل موسيقي قدم لوحات فلكلورية فلسطينية تبرز الجوانب الحضارية الإنسانية للتراث والثقافة الفلسطينية وسط حشد من الجمهور من أرجاء الوطن العربي.