|
قراءة في مشروع القدس الكبرى في الخطة الاستراتيجية والهيكلية لبلدية القدس
نشر بتاريخ: 21/11/2008 ( آخر تحديث: 21/11/2008 الساعة: 09:38 )
الجزء الاول:
القدس - معا - القدس الكبرى - هي القدس الموسعة التي يحاول الاسرائيليون من خلالها صنع هوية جديدة للقدس، تمحي معها هويتها التاريخية والاسلامية، مع التركيز على الأغلبية السكانية اليهودية في المدينة، لكي تصبح مساحة الأرض التي يعيش عليها العرب صغيرة جدا بالنسبة لما يسيطر عليها اليهود. مشروع القدس الكبرى تطويق الأحياء العربية في البلدة القديمة مع فصلها عن الأحياء العربية خارج السور _ لأجبار العرب على معيشة صعبة، تضطرهم في أحيانا كثيرة الى الهجرة من بيوتهم وأوطانهم. ومنذ احتلال القدس عام 1967، هناك اجماع يهودي في الموقف من مدينة القدس وهو كالاتي: -مصادرة الأرض. -بناء المستوطنات . -تهجير الفلسطينيين من مدينتهم القدس. -احلال المستوطنين اليهود مكان العرب. -ازالة المعالم والأثار التاريخية والعربية الأسلامية من المدينة. وأمام هذا التهويد المتواصل للمدينة المقدسة، لا بد من تسليط الضوء عليها لقراءة ملفها قراءة عميقة لفهم ما تتعرض له المدينة من استهداف لهويتها العربية الاسلامية. في هذا التقرير نقدم احدى القراءات الاسرائيلية من الجانب الديني اليهودي _ لنتعرف على كيفية قراءتهم لملف القدس، اضافة الى بعض القراءات الاخرى من بلدية القدس والحكومة الاسرائيلية، من خلال الاطلاع على بعض ما تضمنته الخطة الاستراتيجية والهيكلية لبلدية القدس من عام 2000-2020. القراءة الاولى: صرح بها حاخام يهودي - يميني - من أحد الكنائس اليهودية، والذي رفض بشدة نشر الاسم أو أية معلومات تدل على هويته، لكن موافقته على النشر ما هي الا اعتقاد منه وحسب تصريحه بان هذا يساهم في نشر الافكار والمعتقدات الدينية اليهودية حول مدينة القدس، وأن على العرب أن يفهموا ذلك. سألنا الحاخام ما هي الأهداف أو التوجهات الدينية لدخول المسجد الأقصى خاصة موعد الأعياد اليهودية ؟ أجاب قائلا :ليست هناك أهداف ولا توجد دعوات أو حتى مواعظ لدخول المسجد الأقصى، انما هناك مهمة دينية لتطهير هذا المكان المقدس الذى هو أرض الهيكل ( تطهير بنظر اليهودية )، بمعنى ابعاد كل من هو ليس يهودي من محيط هذا المكان المقدس، بل أيضا الافضلية العظمى لتواجد وسكن اليهود في هذا المكان ليس فقط جميع اليهود بل الأفضلية للفئة الأولى من اليهود وهي فئة ( الكوهانيم). ولهذا فان المهمة لتقريب اليهود نحو هذه الرقعة من الأرض تداخلت بالمفهوم الوطني وأصبح دخول هذا المكان أي المسجد الأقصى مهمة وطنية تعصبية لأخراج العرب من هنا وهذا هو مفهوم التطهير عند اليهود المتدينين الوطنيين". وحول تقسيم المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل هل هو مقدمة وتمهيد لتقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود، أجاب مستتنكرا " هذه مغالطة - لأن التقسيم في الخليل نتج عن جهاد اليهود في الوصول الى الحق الذي يبتغوه وهذه طريقة صالحة تؤدي الى الوصول للحق، فليس من الخطأ اذن ان نتبع نفس طريقة الجهاد في المسجد الاقصى، فالهدف هو الوصول الى كلا المسجدين وتطهيرهم كما ذكرت لك حسب المفهوم التطهير اليهودي، لأنها أرض مقدسة بالنسبة لنا والعرب والمسلمون ليسوا من الطاهرين في نظر اليهودية مثلما لا يعتبر اليهودي من الطاهرين بنظر المسلمين". هل هناك أية أماكن أخرى أو أثار ومقدسات تسعى اسرائيل للسيطرة عليها خارج أو داخل فلسطين ؟ اجاب الحاخام (معترضا على كلمة فلسطين) " تعتبر كل منطقة أو أي أرض عٌذب أو قتل فيها يهودي بري، أينما كانت في العالم هي منطقة مقدسة لدينا ومنطقة أثار، و لنا الحق في الوصول اليها، باستثناء مصر، لأنه ورد في التوراة (سفًر الخروج) ما يمنع اليهود المتدينين من الدخول اليها وذلك بعد خروج النبي موسى ( علية السلام) منها, وأيضا ورد في التوراة ' أن الله قال لسيدنا ابراهيم سأورثك أنت ونسلك أرض كنعان، وسيناء ومصر ليست من أرض كنعان، لكن منطقة الدلتا (أي من النيل الى الفرات) أيضا هي أرض كنعان". وحول استفسارنا عن منطقة الدلتا رد قائلا " الدلتا هي المناطق القريبة من غزة والسويس وبورسعيد، لأن النيل كان يفيض من هناك، وهناك نص اخر يقول : سأورثك أنت ونسلك الأرض التي ترى، ولهذا فان كل كنيس أينما وجد في العالم هو مكان مقدس مثلة مثل الجوامع في كل أنحاء العالم". يقال فى التوراة بأن فلسطين والقدس أرض الميعاد، هل لك أن تشرح لنا هذه المقولة ؟ رد قائلا " لا شك في ذلك - ولا أعلم مدى اصرارك على كلمة فلسطين - لكن المقصود بالميعاد هو نزول المسيح وبناء الهيكل المزعوم، ونحن نؤمن بأن المسيح لم ينزل الى الأرض بعد، وهذا هو جوهر خلافنا مع المسيحيين الذين يؤمنون أن المسيح كان في مهد مريم صلوات الله عليها، فنحن ننتظر المسيح وسيأتي وسيبنى الهيكل من جديد في موقعة وذلك عندما نطهر نحن الأرض و هذا المكان المقدس". وهل سيكون هناك عرب أو فلسطينيين يوم الميعاد؟ طبيعي أن يكون هناك عرب وغير عرب يوم الميعاد، لكي يشهد العالم على المعجزة و أننا أوفينا عبادتنا وعهدنا واخلاصنا لله، واننا شعب الله المختار، وهذا ذكر عندكم في القرآن". وكانت هناك مداخلة حول "شعب اللة المختار" وأن الله فضلهم على العالمين، بأن تفسير هذه الاية كما جاءت فى سورة البقرة ,أية 47(يبنى اسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)، بأن المقصود بها عالمي زمانكم، أي فضلهم على قوم فرعون وأن الله أنقذهم من فرعون الذي كان يعذبهم". وكيف سيتم بناء الهيكل أين ومتى سيتم بناؤه؟ أجاب قائلا "هذه هي معجزة المسيح، وهي بناء الهيكل على شكله كما كان في عهد سيدنا موسى، حيث سيدخل المكان من الواجهة الشرقية، أي من جبل الزيتون وستكون له معجزة كيف سيمر من المقبرة الاسلامية لأن الانبياء لا تمر من بين القبور ولا تمس الأموات، وعندها نعلم أنه المسيح وهذ ما لم يفعله عيسى عندما أدعى المسيحية ولذلك ما امنا به". أما أين سيتم بناء الهيكل لا يعرف أحد من اليهود الحاضرين الموقع بالضبط لبناء الهيكل، هل هو مكان الأقصى أو قبة الصخرة، لكن معظم اليهود تؤمنون أن الهيكل كان بالضبط محل الصخرة لكن التفسيرات في التوراة تدل أنه مكان الأقصى، ومتى الميعاد عندما تكون الأرض طاهرة تماما وعندما يكونوا جميع اليهود أوفياء وصادقين لديانتهم لأن حضور المسيح يعني بداية الحياة في الجنة ولهذا لا يعيش في الجنة الا الصالحون والأموات الصالحون يعيشون ثانية و الأموات غير الصالحين يبقوا أموات". كيف تنظرون للحفريات تحت المسجد الأقصى ومدى مشروعيتها فى القانون الدولي كمقدسات اسلامية؟ رد الحاخام مستنكرا "العالم كله على خطأ، والمسلمين لا يريدون كشف الحقيقة واذا كان المسلمون متأكدون مما هو عليه، أرى أنه على العكس يجب أن يفعلوا وبحضور كل العالم ليشهد على ذلك وأن يسمحوا لليهود بأن يبحثوا على حقوقهم وأثارهم، وان وجدوها فهي لهم وان لم يجدوا فهي للمسلمين، وبالفعل نحن دائما نكشف أثارا هي بقايا للهيكل وأثارا لليهود لكن عدم رضا المسلمين على هذا وعدم تعاونهم على كشف الحقائق يدل حسب القوانين الوضعية أن المسلمين يخفون الحقائق وبالتالي فان القانون الدولي يعتبر ظالم لليهود ولم يعطهم حقهم". وتوجهت باستفسار أن سلطة الأثار الاسرائيلية والبلدية لا تسمح للفلسطينيين بالمشاركة في كشف الأثار والحقائق، ما تعليقك على هذا؟ رد وعلامات التعجب في وجهة قائلا "نحن دائما نناشد هيئة الأوقاف الاسلامية للتعاون معنا، لكن المشكلة عند العرب بأن ليس هناك من يهتم بذلك وليس هناك الخبرات والكفاءات الكافية من العرب لنستطيع أن نتوجه اليهم ونخاطبهم". ان هذا الحديث الصحفي ليس الا رأى الحاخام اليميني، وكان فقط بدافع التعرف كيف يفكر الطرف الديني اليهودي حول قضية القدس. ......................................... الجزء الثاني : مشروع القدس الكبرى - والذي تناولنا في الجزء الاول فيه اللقاء مع الحاخام اليميني وتطرقنا في الحوار حول قضية القدس ووجهة نظر رجال الدين اليهودي حول المدينة وتذكيرا لأهم ما قاله الحاخام " تلك الأماكن الاسلامية ما هي الا أماكن دينية يهودية سابقة - للدين والشعب اليهودي". فما يجري يذهب بالمدينة الى مرحلة حاسمة من تاريخ الصراع الدائر عليها وأن ما يجري الأن وما سيجري في الأعوام القادمة من شأنه أن يحسم مصير المقدسات الأسلامية في لمدينة المقدسة. من خلال الاطلاع على الخطة الاستراتيجية - الهيكلية الصادرة عن بلدية القدس (أب- 2004) وهي الخطة المقترحة وأهم امور سياسة التخطيط والتنفيذ حتى عام 2020 ننشر أهم ما جاء فيها حول القضايا العربية ومدينة القدس والسكان العرب في المدينة والبنية الهيكلية التحتية، اخذين في عين الاعتبار بأن ما ينشر ما هو الا نسخة مما جاءت فيه الخطة لبلدية القدس ومرفق صور توضيحية لذلك. (كلمة المهندس المعماري - مهندس المدينة أورى شطريت) " نحن نؤمن أن الخطة التي وضعناها ستكون إحدى الوسائل لأحداث التغييرات بالمدينة، تغييرات بإيجابية يرغب الكثيرون من سكان المدينة وزوارها بحدوثها. لقد وضعنا جميعا نصب أعيننا وخلال الفترة التي استغرقتها هذه الخطة لتحضيرها أن القدس هي عاصمة إسرائيل عاصمة الشعب اليهودي ومركزه الروحاني وهي مدينة العالم والتي تتوق إليها أرواح ملايين المؤمنين من كل أرجاء المعمورة ". الفصل الثالث : البلدة القديمة. السكن والسكان: إن هدف الخطة المطروحة للنقاش هو الحد من عملية ازدياد عد السكان في البلدة القديمة عن طريق تدخل السلطات المختلفة بغية منع ظاهرة الاكتظاظ العمراني والسكاني أو بمعنى آخر تقليل كثافة السكان (عدد وحدات السكن /دونم) . وبذلك يتم ضمان رفاهية أكثر للسكان. . تقليل كثافة السكان في البلدة القديمة عن طريق تدخل السلطات المختلفة وبموجبه يتم اقتراح نقل السكان وإسكانهم بأحياء خارج البلدة القديمة وبتمويل من الحكومة. . يجب العمل على توحيد وتكبير وحدات السكن وتسريع عمليات الترميم لضمان رفاهية أكثر للسكان.(ص21). الفصل الرابع : السكن بناء الوحدات السكنية في شرقي القدس - الوضع القائم: إن مشكلة المباني السكنية في الأحياء العربية بشرق القدس هي من أبرز المشاكل التي تواجهها البلدية في المدينة. الوضع البنيوي لهذه الأحياء الوضع الاجتماعي الثقافي السياسي ونقصان المراقبة ضعيفة جدا. وأهم ما يميز هذه الأحياء السكنية شرق القدس: . أعمال تطوير غير قانونية تقوم بها جهات سياسية واقتصادية مما يضر بالتطور المتناسق والمخطط والذي ينعكس سلبا على المستوى المعيشي والأضرار البيئية. . جزء كبير من المباني مبني بطريقة ريفية قروية وبدون تناسق مما يهدر مساحات من الأراضي ويؤدي إلى عدم الاستغلال المطلوب لمساحات الأراضي. . الافتقار الى شبكات البنية التحتية الملائمة، على الرغم من أن البلدية قامت بعمل الكثير لتحسين وضع البيئة التحتية. . قلة المباني العامة والساحات والخدمات العامة في المنطقة العربية. . الفوضى في سجلات وملكيات الأراضي وعدم وضوح ووجود تسجيلات منظمة للأراضي. . عدم وجود مخططات واضحة فيما يتعلق بإعادات التنظيم (توحيد وفرز القطع من جديد) وعدم وجود الميزانيات الكافية واللازمة لهذا العمل. . عدم وجود الموارد والميزانيات الخاصة اللازمة لعمل مخططات تستجيب لاحتياجات السكان. . عدم اهتمام السكان بالخرائط الهيكلية وقوانين البناء ولضعف عملية مراقبة البناء في شرقي القدس مما حذى بالكثيرين للبناء غير المرخص بصورة مكثفة ناهيك عن أعمال سرقة الأراضي واستيلاء عليها وخصوصا الأراضي المعدة للمصالح العامة مما يجعل تقديم الخدمات البلدية صعبة. . عدم وجود سياسة تخطيط ملائمة من قبل سلطات التخطيط في البلدية (اللجنة المحلية واللجنة اللوائية). المشاكل المذكورة أعلاه أحدثت فجوة بين لجان التخطيط والجهات المسؤولة عن الصيانة البلدية وبين ما يحدث على الأرض. لذلك نجد أن الجزء الأكبر من البناء في القدس الشرقية تم بدون ترخيص ومخالفات للقوانين وبدون أي تنسيق تخطيطي. إن البناء الكثيف وغير المرخص شرقي المدينة أحدث خللا يصعب إصلاحه من ناحية التطوير وتقديم الخدمات وتحسين مستوى المعيشة والمظهر العام لهيكل المدينة. أثناء تحضير المخطط للمدينة قامت دولة إسرائيل بالبدء ببناء جدار الفصل (حزام القدس) والذي كانت أهم مميزاته الزاوية الأمنية للمحافظة على حياة السكان الإسرائيليين وبدون التركيز الكافي على التأثيرات التخطيطية والتطويرية. إن مسار الجدار تم بطريقة أحدثت أضرارا بالأهداف التخطيطية والتطويرية. هذا الوضع سيجبر بلدية القدس إلى التعامل مع المشاكل التي سببها هذا الجدار وحل المشاكل بكل منطقة تأثرت بشكل موضعي منفرد. (ص19,18). الفصل السابع : السكان والمجتمع. التوازن الديموغرافي حسب قرارات الحكومة: هذا الهدف والذي تريد الدولة الوصول إليه، تم تقديم الخطط التي توصل إليه من قبل البلدية وتم إقراره من قبل الدولة وهو بأن يكون التركيب السكاني لمواطني العاصمة 30% عرب و 70% يهود. حسب الوضع الحالي في مدينة القدس فإن الوصول إلى هذا الهدف في السنوات القريبة صعب. الأحداث التي تمر بها القدس ومنذ عام 1960 تثبت صعوبة الوصول لهذا الهدف ولقد ظهر الأمر جليا في سنوات التسعينات حيث كانت العلاقة في النسبة بين العرب واليهود بعيدة عن 30% و 70%. لقد ازداد عدد السكان منذ عام 1967 وحتى العام 2002 بنسبة 154% أي من 267800 مواطن إلى 680400 مواطن. كانت نسبة الزيادة في عدد السكان اليهود 133% (تقريبا أكثر من ضعفين بحيث زاد عددهم من 196850 مواطن إلى 458600 مواطن. أما عدد السكان العرب فقد ازداد بنسبة 212% أي من 71000 مواطن إلى 221800 مواطن (أي بزيادة ثلاثة أضعاف). ولقد حصل كل هذا على الرغم من الهجرة اليهودية والقادمين الجدد الذين جاؤوا بكثافة وخصوصا بالعام 1990 (عدد المهاجرين والقادمين الجدد يشمل أيضا المهاجرين الجدد من غير اليهود). لقد سجلت في السنوات الأخيرة ملاحظات حول تراجع في أعداد السكان اليهود في القدس، لهذا السبب فلقد تم تحضير 6 سيناريوهات تعتمد على فرضيات مختلفة من أجل تخمين ما يمكن حدوثه بالتوازن السكاني وعملية الهجرة من والى القدس وكذلك زيادة أو نقص النمو السكاني فيها.(ص3). أهداف سياسة التخطيط في مجالات السكان والمجتمع حين التحدث عن السياسة الاجتماعية في مدينة القدس وما يرتبط منها بتحضير المخطط الهيكلي الجديد يجب المحافظة على بعض الثوابت الهامة والتي بدونها لا يمكن بلوغ الأهداف المرجوة: 1. المحافظة على أن تكون غالبية السكان يهودية، مع عدم إهمال احتياجات الأقلية العربية القاطنة بالمدينة. 2. عمل التخطيطات اللازمة لشرائح السكان المختلفة والتي تأخذ بعين الاعتبار عادتها وقوميتها. 3. خلق توازن اجتماعي - اقتصادي للسكان مع مراعاة وجود جزء من السكان الأغنياء. 4. المحافظة على التوازن بين الأجيال المقيمة بالمدينة والذي يشجع بقاء الأجيال الشابة وعدم هجرتها للخارج مما يؤدي لزيادة نسبة الكهول بالمدينة. 7.2.1 المحافظة على الأكثرية اليهودية بالمدينة ومعالجة أمور الأقلية العربية: لوحظ في الفترة الأخيرة تزايد عدد السكان العرب مقارنة باليهود الذين يميلون لترك المدينة والتوجه الى الأرياف المحيطة بها وكذلك فنسب الولادة في الوسط العربي أكبر من الوسط اليهودي. ان هذه الزيادة في الوسط العربي تنعكس سلبا على تأثير الوسط اليهودي مستقبلا في القدس. ان الخريطة الهيكلية توصي بالمحافظة على أن تكون هناك غالبية يهودية في المدينة وكذلك إعطاء المواطنين العرب الخدمات اللازمة لهم، وخصوصا أن هناك فجوة كبيرة بين المستوى المعيشي للعرب مقابل اليهود فيما يتعلق بظروف السكن وفرص الأعمال والبنية التحتية وسرعة تقديم الخدمات وغيرها. وسائل التدخل الواجب إتباعها لضمان وجود أغلبية يهودية: يجب العمل لجلب أكبر عدد ممكن من اليهود إلى العاصمة وبالمقابل منع الهجرة المعاكسة منها الى الخارج، لذلك يجب تشجيع إقامة المساكن في الأحياء اليهودية وذلك بالتوسيع وبناء طوابق علوية وأيضا فتح مجالات عمل وخدمات منوعة وبكمية مناسبة.(ص6). الفصل السادس عشر: البنية الهيكلية التحتية. -سياسة تخطيط المقابر في القدس الغايات: تم في الخطة الهيكلية رقم 62 منذ سنة 1959 تخصيص الأراضي الواقعة في غفعات شاؤول في غرب المدينة لتستعمل كمقبرة، وفي الخطة الهيكلية الخاصة بالمدينة القديمة والتي صودق عليها سنة 1977 تم تحديد المقابر في جبل الزيتون وهارتسيون وعدد من المواقع الأخرى كمقابر للسكان العرب. تقرر في الخطة الهيكلية اللوائية "تمام/1" (صودقت سنة 1977) تتبنى الخطة الهيكلية خطة توسيع المقبرة في غفعات شاؤول بحوالي 200 دونم إضافية لتفي بمتطلبات السكان اليهود لمدة 25 سنة من الآن، وكذلك العثور على 100 دونم أخرى للسكان العرب(المسلمين و النصارى).(ص12). لكي نفي بحاجات السكان من غير اليهود (المسلمين والنصارى) يجب تخصيص مساحة 100 دونم بموجب المبادئ ذاتها، إلا إذا تقرر غير ذلك بعد التشاور مع فقهاء من الطوائف التي ستقام المقابر من أجلها. الجدير ذكره أن الخطة الهيكلية لم تعثر على تلك المساحة المطلوبة لتفادي مطالبات التعويض بموجب البند 197 من القانون، المناطق المحتملة هي في شمال المدينة بالقرب من عطاروت وفي جنوب المدينة، وعلى أي حال لن يتم ذلك إلا من خلال خرائط مفصلة يتم إعدادها في المستقبل.(ص1). مخاوف مقدسية: تجولنا في شوارع البلدة القديمة لاستطلاع اراء المقدسيين حول ما يجري ووجدنا ان الفلسطينيين يرون أن الحفريات الأثرية الإسرائيلية تهدد أساسات المسجد الأقصى ولربما ينهار بسببها. أحد المقدسيين قال "إن إسرائيل تقوم بالحفريات تحت الأرض بهدف هدم المسجد الأقصى إنهم يخططون لكل شيء منذ سنوات و شعوبنا تستنكر و تشجب فقط". شاب اخر قال: "نحن لا نعرف ماذا يجري تحت المسجد الأقصى، يوجد حفريات و يمنعونا من معرفة ما يجري لهذا يزداد القلق والأوقاف لا تفعل شيء". |