|
فروانة: تعذيب الأسرى سياسة تحظى بغطاء قانوني وحصانة قضائية ومباركة الجهات السياسية الإسرائيلية
نشر بتاريخ: 23/11/2008 ( آخر تحديث: 23/11/2008 الساعة: 11:32 )
رام الله- معا- قال الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة اليوم الأحد، أن الوثيقة التي أعدتها أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية وصنفت كـ "سرية جدا"، وكشفت عنها صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أول أمس، والتي تتيح للمحققين استخدام وسائل تعذيب متنوعة وغير عادية مع المعتقلين الفلسطينيين، انما هي حلقة ليست بالجديدة أو المفاجئة لسلوك مؤسسات الإحتلال المختلفة، وتضاف لسلسلة حلقات التعذيب التي بدأت منذ العام1967، في اطار سياسة ثابته ممنهجة حظيت لاحقاً على غطاء قانوني وحصانة قضائية، تهدف الى تعذيب الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال بهدف تدمير المعتقل نفسياً وجسدياً.
وأوضح فروانة بأن هذه الوثيقة تناولت جملة من الإجراءات والتعليمات وصيغت في أعقاب التوصيات السرية للجنة لنداو، التي أقرها الكنيست في نوفمبر عام 1987، وهي تعتبر أول من وضع الأساس لقانون فعلي يسمح بتعذيب الأسرى وشكَّل لاحقاً حماية لرجال المخابرات ، وبعد ذلك جرى تعديلها مرات عدة لاسيما قرار محكمة العدل العليا في أكتوبر 1999 ، دون احداث أي تغيير جوهري عليها أوعلى الممارسة مع المعتقلين. وأضاف فروانة أن تلك الوثيقة تتيح للمحققين استخدام وسائل تعذيب غير تقليدية جسدية ونفسية كالصفع والهز العنيف والتجويع والمنع من النوم او تقليص ساعات النوم وايقافه على ساقيه لفترات طويلة، وسائل ضغط نفسي وتهديدات تسمح لهم باتهامه امام اخرين بالتعاون مع السلطات الاسرائيلية او كشف معلومات عنه ، و اعتقال افراد عائلته خصوصاً من النساء وأصدقائه، والتهديد بابعاده أو اعتقاله ادارياً، وهدم منزله او اغلاقه، واستخدام ألاعيب وشتائم ضد المعتقلين المُعَذَبين وأكد فروانة على كافة المعطيات والشهادات تؤكد على أن التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية مُورس ولا زال يمارس كجزءاً لا يتجزأ من معاملة المعتقلين اليومية، وأصبح يشّكل نهجاً وسلوك دائم وممارسةً مؤسسيةً، يشارك فيه كل من يعمل في المؤسسة الأمنية بمن فيهم الطبيب والممرض. واضاف بأنه ومنذ العام 1967 ولغاية اليوم استشهد( 70 أسير ) نتيجة التعذيب المميت في أقبية التحقيق ومنهم على سبيل المثال لا الحصر عون العرعير، ابراهيم الراعي، مصطفى عكاوي، خالد الشيخ علي، عطية الزعانين، عبد الصمد حريزات، ..الخ. وبيَّن فروانة بأن التعذيب الجسدي والنفسي لم يقتصر على فترة التحقيق وانتزاع الإعترافات فحسب، بل يمتد الى ما بعد ذلك، ويهدف إلى تدمير الإنسان جسدياً ومعنوياً، وتحطيم شخصيته وتغيير سلوكه ونمط تفكيره وحياته. وأكد الباحث فروانة على أن كل من مرّ بتجربة الإعتقال بغض النظر عن جنسه أو عمره، يكون قد مرَّ بتجربة التعذيب وتعرض لشكل أو أكثر من التعذيب النفسي أو الجسدي. واضاف فروانة أن الضرب هو الإسلوب الأكثر شيوعاً حيث أن ما نسبته 95 % ممن اعتقلوا تعرضوا للضرب ، و90 % تعرضوا للحرمان من النوم ، فيما تعرض 89 % للوقوف فترة طويلة ، و82 % تعرضوا للشبح والحرمان من الطعام والشـراب، و55 % تعرضوا للبرودة أو الحرارة الشديدة، ومنهم من مكثوا ساعات وأيام في ما تعرف بالثلاجة، وأن أكثر من 50 % تعرضوا الضغط على الخصيتين، وهناك أشكال أخرى من التعذيب تعرض لها البعض بنسب أقل ومتفاوتة مثل التعرض للهز العنيف و التعري والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب، وإدخال عيدان ثقاب في الأعضاء التناسلية ... إلخ. وأوضح فروانة بأن الوثيقة التي كشفت عنها مؤخراً " صحيفة يديعوت أحرنوت " الإسرائيلية انما تؤكد على أن التعذيب في السجون الإسرائيلية يمارس من قبل الأجهزة الأمنية كسياسة وفقاً لقانون مشّرع صادر عن الجهات القضائية وبدعم ومباركة الجهات السياسية، مما يعكس حقيقة الإحتلال وانتهاكاته لحقوق الإنسان وجرائمه في تعامله مع الأسرى العُزل. |