وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المنتدى التنويري يحتفي والمؤسسات في موسم قطاف الزيتون

نشر بتاريخ: 23/11/2008 ( آخر تحديث: 23/11/2008 الساعة: 19:11 )
نابلس- معا- أم مقر المنتدى التنويري في نابلس العشرات من ممثلي قرى المحافظة والمجالس البلدية والقروية والمؤسسات الاجنبية، وذلك لاحياء حفل انتهاء موسم قطاف الزيتون ولتكريم من شارك من خارج الوطن من مؤسسات وأفراد.

بدء الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم تخلل الحفل كلمات مقتضبة، أكدت على أهمية الموسم ورمزية شجرة الزيتون، وُشكر المشاركون من الامميين المتضامنين حيث ألقى أولى الكلمات د. يوسف عبد الحق، رئيس المنتدى التنويري. ثم الاستاذ غسان دغلس، رئيس الشؤون القروية والبلدية في محافظة نابلس، فالاستاذ بلال اليدك، ممثل اللجنة المحلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني. ثم اختتم الحفل بكلمة ألقاها المتطوع الامريكي جمي عن المؤسسات الدولية المشاركة. أشرف على عرافة الحفل، وائل الفقية، منسق العمل التطوعي والتضامني.

يذكر أن ملف الزيتون في الصراع الدائر مع الاحتلال لا يقل عن أي ملف أخر بالنسبة للشعب الفلسطيني ،فلا يقل عن الجدار والحواجز وتدمير البيوت. والتاريخ يحي لنا قصصا عن نقمة الاحتلال وحركته الصهيونية على الزيتون الفلسطيني الذي لا يموت الا واقفا. ففور سقوط الجليل عام 1948، وتدمير معظم قراه، قام المحتل بتطهير الأرض من زيتونها واستبدله بالسرو والنخيل، خاصة في قرية عين الزيتون التي تبعد قليلا شمال صفد، التي دمرت عن بكرة أبيها وزيتونها.

وحسب احصاءات وزارة الزراعة وفي سنة واحدة من سني انتفاضة الاقصى أعدم 51000 شجرة زيتون في محافظة نابلس وحدها، أي ارتكب المحتل مجزرة حقيقية بحق هذه الشجرة التي تعتبر رمزا حضاريا للوطن ورمزا للسلام.

والسبب لا يبعد كثيرا عن تصفية الوجود الفلسطيني السياسي والامني والاقتصادي، فقلع الزيتون وخاصة الروماني المعمر منه تتم من جذوره ليصار الى قلع الفلاح الفلسطيني من أرضه ليصادر التاريخ وليغتال الحدود والجسد تباعا. هذا المسلسل شاهده العالم مباشرة على الفضائيات في موسم قطاف الزيتون لهذا العام،حيث شاهدنا الاجرام لجنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين هاجموا الصحفيين والمتعاطفين عالميا وأصحاب الزيتون بوحشية .ولم يخل هذا الموسم عن سابقاته من تقديم بعض الشهداء كقرابين لألهة الحرب الصهيوني، ألمرت وليفيني، فبدون وعي منهما فقد وحدا الفلسطيني بأرضه بعد أن جبل الدم والزيت بالتراب لبعث روح الشعب من جديد، لأننا شعب الزيت، شعب الزيتون، الذي يعتبر مصدررئيس لرزقنا بذلك أطلقنا عليه البترول الاخضر.

الروائي الياس خوري في رائعته باب الشمس، تساءل : لماذا يكره الاسرائيليون الزيتون؟ وكيف يأكلون بلا زيت ؟ ويروي كيف يقطعون الزيتون ويغرسون أشجار النخيل والسرو وكيف ضمرت وماتت أشجار الزيتون بعد أن ابتلعها السرو..


شارك في احياء الحفل عن المنظمات المتضامنة الاجنبية منظمة ISM حركة التضامن الدولية، MPI فريق متشجن للسلام، IWPS حركة النساء العالمية لخدمة السلام، وحركة EAPPI.أما الوفود القروية فقد حضر من الممثلين عن قرى قوصين، بورين، عصيرة، مادما، أودلة، وعن كفر قليل وكفر قدوم ... الخ.

وفور انهاء الحفل تم توزيع دروع طبع عليها صورة الام الفلسطينية المشهورة في قرية سالم وهي تحضن جزع شجرة الزيتون أمام الجرافة والمجنزرات الاسرائيلية التي حاولت اقتلاع شجر زيتونها وهي تصرخ بأعلى الصوت. وقد ذيلت الدروع بعبارة معبرة تتحدث عن مواصلة الكفاح ضد الاحتلال أينما وجد.