وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزير الخارجية البريطاني يعرب عن خشيته من تلاشي فرص السلام الى الابد اذا استمر الوضع الراهن بالمنطقة

نشر بتاريخ: 24/11/2008 ( آخر تحديث: 24/11/2008 الساعة: 18:20 )
أبو ظبي -معا - اعرب وزير الخارجية البريطاني" ديفيد ميليباند" عن خشيته من تلاشي فرص السلام في الشرق الاوسط الى الابد ،اذا ما استمر الوضع الراهن في المنطقة.

وقال "ميليباند" في كلمة له امام مؤتمر " الشراكة في الشرق الأوسط، ومع الشرق الأوسط" الذي افتتح في ابو ظبي اليوم "ان عملية السلام في الشرق الأوسط تقف على مفترق طرق لأن الوضع على أرض الواقع يترك الكثير من المواطنين يعيشون حالة من عدم اليقين ويعانون الفقر واليأس - بات يؤدي بسرعة إلى تقويض العملية السياسية. بينما بات الطرفان منهكين بسبب الصراع، فإنهما كذلك بدآ يشعران بالإنهاك - وبسرعة - نتيجة للجهود الرامية لتسويته".

وتحدث "ميليباند" عن مشاهداته خلال زيارة قام بها لمدينة جنين مؤخرا ولقاءاته بمواطنين يشعرون باليأس والذل والمهان.

واضاف "حياتهم اليومية عبارة عن نقاط تفتيش وحواجز طرق ومضايقات. وفي غزة الأمور أكثر سوءا من ذلك. فالقيود المفروضة على الحركة والعبور من خلال معابر الحدود أدت إلى نقص في الأغذية والأدوية. وبينما قياداتهم يتفاوضون مع الإسرائيليين، فإن بناء المستوطنات يجعلهم يشعرون بأن ما يتفاوضون حوله يتعرض للنهب."

ودعا ميليباند " من يؤمنون بالسلام، من يريدون إنهاء هذا الصراع من خلال التعاون بدل المواجهة، أن يتحركوا الآن لمنع هذا الوضع المتدهور، ومنع بناء المستوطنات غير القانونية، ومنع الهجمات الصاروخية والانقسام في السياسات الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني، وجميعها عوامل تؤدي إلى تآكل فرص السلام والعدل".

ووعد وزير الخارجية البريطاني بمواصلة تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية والاقتصاد الفلسطيني وتقديم 243 مليون جنيه إسترليني خلال السنوات الثلاث القادمة.

وقال"سوف تساهم هذه الأموال في تشغيل مشاريع من شأنها أن تساعد الفلسطينيين على حماية بيوتهم وأراضيهم؛ وتساعد السلطة الفلسطينية على توفير الأمن للفلسطينيين، وتوفير الوقود والرعاية الصحية والغذاء والماء والتعليم في غزة. كما سنستمر ببذل جهودنا لأجل زيادة توفر المساعدات الإنسانية ودخولها عبر المعابر".

واكد ميليباند وقوف حكومته إلى جانب الإجماع الذي عبرت عنه قرارات الأمم المتحدة بشأن التوصل إلى اتفاق نهائي: وجود دولتين بناء على حدود عام 1967، وتكون القدس عاصمة لكليهما، مع التوصل لتسوية عادلة ومتفق عليها بشأن اللاجئين.

واضاف "إن حالة انعدام الشعور بالأمن في المنطقة فان المفاوضات بشأن السلام تصبحأكثر إلحاحا. فقد مرت عملية السلام بحالة من الجمود استمرت حوالي سبع سنوات. لكن جرت مفاوضات جادة بين القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية".

واعرب ميليباند عن قناعته بأن السلام الوحيد سيكون سلاما شاملا: سلام تكون دولة فلسطينية مستقلة في صميمه، لكن يدعمها سلام أوسع بين إسرائيل وسائر دول العالم العربي. ضمن تسوية تضم 23 دولة - 22 دولة عضو في جامعة الدول العربية إلى جانب إسرائيل.

واضاف "إنني على قناعة بأن مثل هذا السلام هو أفضل أمل لنا، إن لم يكن أملنا الوحيد. ذلك لأن القيادة الفلسطينية بحاجة لدعم الدول العربية لأجل أن تتوصل إلى اتفاق وتنفذه. ولأن فقط من خلال عملية يتوصل للاتفاق عليها العرب تصبح المصالحة الفلسطينية ممكنة. ذلك لأن باستطاعة الدول العربية إضعاف قوة الجماعات التي تسعى لتدمير العملية السلمية؛ ولأن الفلسطينيين وحدهم ليس لديهم بكل بساطة ما يكفي ليقدموه لإسرائيل لأجل التوصل إلى اتفاق. فالجائزة الحقيقية، بل الوحيدة، بالنسبة لإسرائيل هي إحساسها بأن أمنها في المنطقة مضمون".

واعرب ميليباند عن اعتقاده بان مبادرة السلام العربية كانت - ومازالت - واحدة من أهم التطورات وأكثرها تشجيعا منذ اندلاع الصراع.

كما واعرب "ميليباند" عن اعتقاده "بأنه آن الأوان للبناء على هذه المبادرة وضمان أن يكون القادة العرب جزءا من المشاركين الإيجابيين في عملية سلام متجددة وشاملة" .

واعتبر وزير الخارجية البريطاني "إن عام 2009 يوفر فرصة هامة جدا. لأنه من الواضح أن جهود المجتمع الدولي غير قادرة على تحقيق النجاح؛ فالأوضاع على أرض الواقع في تدهور".