|
قصة الجنود المجهولين- الهلال الأحمر في المستطيل الأخضر
نشر بتاريخ: 25/11/2008 ( آخر تحديث: 25/11/2008 الساعة: 13:33 )
رام الله- معا- كتب علي عبيدات- جنودٌ مجهولون ينتشرون في الملاعب الفلسطينية من الشمال إلى الجنوب، متطوعون في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اجتمعوا خلف شعار التطوع من أجل الإنسانية، في مناطق وأزمنة مختلفة، من أجل خدمة أبناء شعبهم، وتقديم المساعدة لكل من يحتاجها بحيادية كاملة.
متطوعون من مختلف الأعمار، ينخرطون في مجموعات منظمة، يقتسمون المهام، ويعملون في إطار منتظم، يعدون العدة للأحداث الرياضية دائما، وما أن ينطلق الحدث في الملعب، حتى يبعث وجودهم الطمأنينة لدى الجميع. يتابعون الحدث الرياضي بكل تفاصيلة، يتأهبون دائما تحسبا لطلب المساعدة في أي لحظة، ليقدموها بكل حيادية لكل من يحتاج لها، من لاعبين، وإداريين وحكام، يستعدون خلف الخط، ينتظرون الإشارة. وما أن يطلق الحكم صافرته مستنجدا بهم، حتى يسارعوا لتقديم العون بكل ما اوتوا من قوة، وبكل ما لديهم من إمكانيات، يقدمون الإسعافات الأولية في أرض الملعب، ويحملون المصابين على الأكف إن اقتضت الحاجة، وينسقون مع سيارات الإسعاف التابعة للجمعية، إذا ما تطلب الأمر نقل أحد المصابين إلى المستشفى. بداية الفكرة فكرة مجموعات متطوعي الملاعب المتخصصة، بدأت بشكل رسمي مع إنشاء ستاد الخضر الدولي، هذا ما أشار إليه محمد نظير، منسق متطوعي وسط الضفة الغربية في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مؤكدا أن هؤلاء المتطوعين تلقوا تدريبات خاصة تتعلق بإصابات الملاعب وكيفية التعامل معها. ولفت إلى أن فكرة متطوعي الملاعب الذين يحصلون على كل ما يحتاجونه من مستلزمات طبية من الجمعية، جاءت لتعزيز العمل التطوعي في المجتمع الفلسطيني، ودعم روح العمل الجماعي، والروح الرياضية، والحفاظ على سلامة اللاعبين، وتقديم الإسعافات الأولية لهم. وطالب نظير الجميع باحترام شارة الهلال الأحمر الفلسطيني، وما يقدمه متطوعو الجمعية في الميدان، لافتا إلى أنهم بقومون بواجبهم الإنساني بتقديم المعونة لمن يحتاجها، بكل حيادية ودون انحياز. قصة المتطوعين في استاد الخضر، بدأت بسبعة متطوعين، تلقوا دورات تدريبية مكثفة، فيما يتعلق بإصابات الملاعب والتعامل معها، ووصلت اليوم لنحو 30 متطوعا، يغطون كل الأحداث الرياضية التي تحصل على الاستاد. ستاد الخضر.. تدريبات خاصة وأشار ربيع صلاح، منسق لجنة متطوعي الخضر، إلى أن المتطوعين في لجنته خضعوا لدورة بواقع 23 ساعة تدريبية، أشراف عليها د. أحمد الخواجا المتخصص باصابات الملاعب، لافتا إلى أنه بعد اجتياز الامتحانات، حصلوا على شهادات رسمية من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم تخولهم دخول الملاعب الفلسطينية وتقديم الاسعافات فيها. ولفت إلى أن بداية العمل لمتطوعي ستاد الخضر كانت مع افتتاحه في نيسان 2007، كأول فريق متطوعين متخصص بالملاعب، مشيرا إلى صعوبة العمل في مراحله الأولى، ما استدعى توسيع الطاقم وإخضاعه لتدريبات إضافية في هذا المجال. وأضاف صلاح إلى أن عمل طاقم متطوعي الجمعية في ملعب الخضر، لاقى استحسان الجميع، لافتا إلى تعاون كل المؤسسات معهم من خلال توفير غرفة دائمة لهم في الاستاد، ومثمنا دور جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في دعم المتطوعين بكل الإمكانيات والمستلزمات. الهدف.. خدمة الإنسانية خدمة أبناء شعبهم، وتحفيز العمل التطوعي، وخدمة الإنسانية، كان الحافز الأكبر لنشاط متطوعي الخضر، هذا ما أكده المتطوع في لجنة الخضر عثمان صبيح (44 عاما)، الذي أشار إلى أنه تطوع في جمعية الهلال الأحمر بحثا عن دور لخدمة وطنه. وفي السياق ذاته، قال المتطوع نبيل صلاح (33 عاما): "حبي لتقديم المساعدة، والخدمة الإنسانية لأبناء شعبي هو ما دفعني للتطوع"، مضيفا أن العمل في الملاعب يحقق إنجازات كبيرة ويشعر الجميع بالرضى. وبدوره أشار المتطوع محمد ناجي (31 عاما) إلى أن المتطوع يشعر أن لديه الكثير ليقدمه في الملعب، وأن اللاعبين يرتاحون لوجود مسعفي الهلال الأحمر، الذين لا يتوانون عن تقديم الخدمة لكل من يطلبها. ستاد فيصل.. القصة لا تختلف قصة متطوعي ستاد فيصل الحسيني، الذي افتتح في نهاية الشهر الماضي في القدس، لا تختلف كثيرا عن ستاد الخضر، حيث تم تشكيل المجموعة مع بداية التحضير لافتتاحه، وقدمت المساعدة والإسعافات للاعبي المنتخب الوطني خلال المباريات التحضيرية قبيل مواجهة المنتخب الأردني، وبدا عملها جليا خلال المباراة. وقال أحمد شرف، منسق متطوعي جمعية الهلال الأحمر في القدس:"إنه تم الاتفاق مع الاتحاد الفلسطيني وإدارة الملعب على تغطية مباريات الدوري الفلسطيني الممتاز"، لافتا إلى أن مجموعة المتطوعين قدمت مجهودا ملموسا خلال المباريات التي أجريت على هذا الملعب. وأشار شرف إلى الصعوبات التي يواجهها المتطوعون في الميدان، كشغب الملاعب الذي يستهدف الجميع دون استثناء، لافتا إلى أن المتطوعين يبذلون جهدا مضاعفا لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين من الجماهير. ولملاعب اريحا وطولكرم وقلقيلية قصص لا تختلف كثيرا، فقبيل المباريات يتم التنسيق مع ضباط الإسعاف والمتطوعين لتغطيتها، من خلال وجود دائم لسيارة الإسعاف وضباطها والمتطوعين في معظم المباريات التي تجري على هذه الملاعب. وقال محمود الكرمي، منسق لجنة المتطوعين في طولكرم، إلى أنه يجري التحضير للمباريات، بعد استلام جدولها من الجهات المعنية، من خلال توفير المستلزمات الطبية وتجهيز طاقم الإسعاف، ومرافقيه من المتطوعين. رأي الإعلام شارة الهلال الأحمر في المستطيل الأخضر، باتت شارة للطمأنينة والأمان لدى الجميع، وحازت على الإحترام والتقدير، وأصبحت من مقومات نجاح الدوري الفلسطيني، وفق ما قاله الإعلامي الرياضي عنان شحادة. وقال:"إن من مقومات نجاح الدوري الفلسطيني هو وجود هذا الجندي المجهول، الذي يتواجد في كل المباريات، ويقدم الإسعافات رغم بعض المعيقات". وأشار شحادة إلى أن أداء متطوعي الهلال الأحمر لمهامهم الإنسانية حاز على رضى الجميع، من لاعبين وإداريين وجمهور، تقديرا لما يقوم به هؤلاء الجنود المجهولون في الملاعب. وجودهم يبعث الطمأنينة وهذا ما أكده هداف الدوري الفلسطيني الممتاز، ونجم فريق جبل المكبر المقدسي، أحمد علان، الذي أشار إلى أن وجود شارة الهلال الأحمر التي يحملها متطوعوها، باتت دلالة على التميز، ومدعاة للطمأنينة. وأضاف علان إلى أن متطوعي ومسعفي جمعية الهلال الأحمر في الملاعب، باتوا ركنا أساسيا لنجاح المباراة والدوري، حالهم حال اللاعبين والحكام، مثمنا ما يقومون به من جهد كبير للحفاظ على سلامة اللاعبين. إتحاد الكرة لمس الاهتمام الكبير بدوره ثمن ناصر العباسي، مدير دائرة الإعلام في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، دور متطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في الملاعب، ودورهم الكبير خاصة في تغطية مباريات دوري الراحل محمود درويش لأندية الدرجة الممتازة في الضفة الغربية. وطالب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومتطوعيها التواجد في كل الملاعب، وتغطية كل المباريات، والنشاطات الرياضية التي ينظمها الاتحاد، كدوري الدرجة الأولى والدوري النسوي، والأحداث الرياضية التي سيعلن عنها الاتحاد لاحقا. وأشار العباسي إلى أن الاتحاد الفلسطيني بقيادة اللواء جبريل الرجوب، ثمن منذ بداية عهده هذا الاهتمام الكبير من قبل جمعية الهلال الأحمر ومتطوعيها، في تغطية الأحداث الرياضية، مؤكدا على ضرورة وجود سيارة إسعاف في كل ملعب. متطوعو الهلال يحملون رسالة الجمعية من جانبه أكد بشير أحمد، مدير دائرة الشباب والمتطوعين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، على أن متطوعي الهلال الأحمر يؤدون مهامهم في الملاعب، انطلاقا من رسالة الجمعية، والتي يعد التطوع مبدأ رئيسيا من مبادئها. وأثنى على النشاط الكبير والجهد الملموس الذي يبذله متطوعو الجمعية في الملاعب، مشيرا إلى دورهم في معالجة واسعاف المصابين خلال المباريات والأحداث الرياضية، وتميزهم في أداء مهامهم الإنسانية. وأضاف أحمد أن متطوعي الجمعية في الملاعب، يعملون في إطار الهدف الأساسي لدائرة الشباب والمتطوعين بجمعية الهلال الأحمر بدعم وتطوير الروح التطوعية لدى المجتمع عامة، وفئة الشباب بشكل خاص واستثمار امكانياتهم في عملية التنمية المجتمعية. ولفت إلى أن العمل التطوعي في الجمعية تزامن مع انطلاقتها في العام 1968، مشيرا إلى أن التطوع هو أحد مبادئ الجمعية الأساسية، الذي حملته وآمنت به لتقديم الخدمات لابناء الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن عودة قيادة الجمعية إلى أرض الوطن في العام 1994، استدعت تأسيس دائرة الشباب والمتطوعين، لاستيعاب طاقات الشباب الكامنة، وصقل تجاربهم، وتشكيل لجان شبابية تطوعية في المحافظات الفلسطينية كافة. يذكر أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تضم في صفوفها أكثر من 9500 متطوع ومتطوعة، موزعين على مناطق التواجد الفلسطيني في الداخل والشتات، فيما يبلغ عدد أعضائها نحو 20 ألف عضو في الداخل والشتات. |