|
عروض "شاشات" في الجامعات .. حضور وتفاعل طلابي فاق التوقعات
نشر بتاريخ: 25/11/2008 ( آخر تحديث: 25/11/2008 الساعة: 19:16 )
رام الله- معا- رغم التغييرات الطارئة على برنامج عروض أفلام مهرجان شاشات الرابع لسينما المرأة في فلسطين في الجامعات، بسبب الإضرابات التي نفذتها النقابات، والتي انتهت قبل أيام لتدب الحياة في الجامعات الفلسطينية مجدداً، إلا أن ما عرض من هذه الأفلام كان مثار نقاش وجدل كبيرين بين الحضور، الذي تؤكد الجامعات على أنه كان مميزاً هذا العام، ويفوق ما كان عليه في الدورات الثلاث الماضية، في حين يشدد أكاديميون وإداريون على أهمية تعميم ثقافة السينما في الجامعات، والتأكيد عليها كوسيلة تعبير، منوهين إلى التنوع المثير للأفلام، والذي يعكس قضايا مختلفة وحيوية لمخرجات فلسطينيات وعربيات من أجيال وخلفيات ثقافية واجتماعية مختلفة.
واستطاعت أفلام "شاشات" أن تكسر الحصار المفروض على غزة، فكانت متنفساً لطلاب جامعة الأقصى، والمجتمع الغزي بشكل عام، وعن ذلك يقول د. أحمد أبو السعيد، عميد كلية الإعلام في الجامعة: استضافت الجامعة أربعة عروض، وكان الحضور مميزاً تجاوز المائة متفرج الأهم أن جمهور الطلاب، والجمهور الغزي بشكل عام لم يتعرض منذ زمن لأفلام فلسطينية وعربية تتحدث في قضايا عدة، وتثير نقاشاً كبيراً، خاصة مع ما تحمله بعضها من دعوات لتعزيز دور الشباب في صنع القرار، والتغيير في الثقافة المجتمعية السائدة، وأحياناً التمرد على الواقع، وكذلك الانفتاح على الثقافات الأخرى، والتعبير عن الذات بحرية، وهو ما رحب به البعض، ورفضه البعض الآخر، مضيفاً: المهم أن الأفلام حركت ماء الثقافة الراكدة في القطاع، وكانت مساحة رحبة للنقاش وجدل إيجابيين، وكان الإقبال عليها جيداً. وفي الجامعة العربية الأميركية بجنين، لم يكن الأمر مختلفاً، وفق ما أكد د. محمد دوابشة، الذي أشاد بعروض أفلام مهرجان شاشات الرابع لسينما المرأة في الجامعات الفلسطينية، هذه المؤسسة التي وصفها بالطموح والجدية في العمل على تنمية المواهب السينمائية الفلسطينية، مشيراً إلى أن جامعته استضافت خمسة أفلام لمخرجات فلسطينيات وعربيات، منها ما يلامس الواقع الحالي، ومنها ما يعود بنا إلى الوراء عشرات السنوات كفيلم حروبنا الطائشة لرندة الشهال صباغ، مؤكداً: العروض كانت ناجحة بجميع المقاييس، سواء من حيث العدد الكبير للطلاب الذي وصل في بعض العروض إلى قرابة 150 طالباً، أو من حيث النقاشات التي خاضها الحضور مع القيمين على مناقشة الأفلام. وأشار دوابشة إلى أن تجربة "بوح"، والتي هي عبارة عن سبعة أفلام لمخرجات فلسطينيات شابات، تحدثن فيها عن الحب، والتحرش، وغير ذلك من القضايا المسكوت عنها في المجتمع، أثارت لغطاً كبيراً لدى عرضها بين الطلاب، الذين بعضهم ينتمي لبيئات محافظة، وجد في عرض هذا الأفلام تجاوز ما كان يجب أن يمنح فرصة العرض، في حين عبر طلاب آخرون عن أهمية الحديث عن مشاكلنا دون مواربة، ودون تلميع وتزييف للواقع، ففي فلسطين كغيرها من دول العالم تحرش، وحب على "الموبايل"، وتسلط أسري، وغير ذلك.. ويقول: أي اختلاف على قضية معينة يتم بشكل حضاري، وهو بالضرورة جدل صحي ومفيد، مشدداً على أن أكثر ما "ينقصنا نحن الآن في جنين وغيرها من المدن الفلسطينية، هو العمل على تنمية الروح الإنسانية، وزيادة الوعي الثقافي بما يجري على أرض الواقع، وما يدور حولنا في العالم، عبر وسيلة غاية في الأهمية، وباتت الأكثر تأثيراً ورواجاً في عصرنا الحالي، ألا وهي السينما. وفي جامعة القدس كان الحضور كبيراً للغاية، وفق ما أكد ربيع أبو حماد، من دائرة العلاقات العامة في الجامعة، مشدداً على التفاعل الكبير للطلاب مع الأفلام التي استضافتها الجامعة، مشيراً إلى أن الجامعة استضافت أفلام مهرجانات شاشات الثلاثة السابقة، إلا أن الإقبال على أفلام المهرجان الرابع هذا العام أكبر بكثير من الأعوام السابقة، مشيداً بالشراكة مع مؤسسة شاشات، وبالأهمية التي تكتسبها فكرة تعميم الثقافة السينمائية في الجامعات. فتون يامين، منسقة النشاطات في جامعة بيرزيت، أشارت بدورها إلى التأثير السلبي للإضرابات التي انتهت قبل أيام فقط على صيرورة العروض، فلم تتمكن الجامعة من عرض أكثر من فيلم واحد، هو "خدني إلى أرضي" لميس دروزة، مشيراً إ أن قرابة 130 طالباً تابعوا الفيلم، وهو عدد كبير في وقت كانت تعاني فيه الجامعة من تأثيرات الإضراب، وكان التفاعل كبيراً من عشرات الطلاب، مع النقاش الذي أداره د. مصلح كناعنة، من دائرة علم الاجتماع في الجامعة، مشيرة إلى أنه، ومنذ يوم غد الخميس ستعرض على مدار أسبوع أربعة أفلام، هي "قمر 14" لساندرا ماضي، و"حروبنا الطائشة" لرندة الشهال صباغ، و"بوح" لمخرجات فلسطينيات شابات، و"خمس دقائق عن بيتي" لناهد عواد، متوقعة أن تشهد الأفلام حضوراً كبيراً، خاصة أنها أفلاماً مهمة، وحققت نجاحات كبيرة عند عرضها خارج فلسطين. ويشدد أيمن نمر، مدير إذاعة صوت النجاح في جامعة النجاح في نابلس، على أهمية الاستثمار الثقافي في الجامعات، التي هي مراكز استقطاب شبابية، ويقول: من المهم أن نزرع ثقافة السينما الدى جيل الشباب في الجامعات، وثقافة ما تحتويه هذه الأفلام من مضامين وطنية، واجتماعية، ونسوية، وسياسية في غاية الأهمية .. ويقول: على الشباب أن يعوا أهمية السينما كوسيلة للتعبير عن الهم الخاص، والهم العام، وتعميمه على الجمهور المحلي، والعربي، والعالمي كذلك. ويشير النكر إلى أن عروض أفلام مهرجان شاشات الرابع في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، تأثرت كثيراً بسبب الإضرابات السابقة، حيث لم يعرض سوى فيلم "خذني إلى أرضي" لميس دروزة، مشيراً إلى أن الحضور تفاعل بشكل جيد مع العرض، معرباً عن أمله أن تتمكن إدارة الجامعة، وبالتنسيق مع "شاشات"، من عرض بقية الأفلام المقرر عرضها، في موعد لاحق لأهميتها، لافتاً إلى أن المخرجة ناهد عواد ستكون حاضرة عند عرض فيلمها "خمس دقائق عن بيتي"، في الجامعة، في اختتام فعاليات المهرجان، في الثلاثين من الشهر الجاري. والملفت في عروض أفلام شاشات التي تتجول في عشر جامعات هذه السنة، أنها متنوعة، خاصة أن مخرجاتها الفلسطينيات والعربيات، يمثلن أجيالاً مختلفة، ومن خلفيات اجتماعية واقتصادية وثقافية وأكاديمية متنوعة، ففي الوقت الذي تقدم فيه طالبات جامعات فلسطينيات سلسلة أفلام "بوح"، هناك مخرجات كبيرات قيمة وتجربة، كرندة الشهال صباغ، وميس دروزة، وسهى شومان، وكذلك فريدة بن اليزيد التي يعرض فيلمها في قصر رام الله الثقافي بختام المهرجان، إضافة إلى مخرجات شابات واعدات كالفلسطينية محاسن ناصر الدين، وغادة الطيراوي، التي سبق وقدمت أفلاماً غاية في الأهمية، وأمامها المزيد، والأردنية ذات الأصول الفلسطينية ساندرا ماضي صاحبة الفيلم المذهل بجميع المقاييس "قمر 14"، وهناك جوانا حج توما اللبنانية صاحبة فيلم "بدي شوف" بالشراكة مع خليل جريح، وهو الفيلم الذي تقوم ببطولته الممثلة العالمية كاترين دينوف، وكذلك الدنماركية الشابة في آمبو، التي تشترك مع سامي سيف في فيلم "عائلة". |