وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صدمة وذهول في بيت منفذ العملية ابو سعدة: والدته لـ معا: لااصدق ما جرى.. لقد تناول افطاره كعادته وغادر الى عمله

نشر بتاريخ: 05/12/2005 ( آخر تحديث: 05/12/2005 الساعة: 16:20 )
طولكرم- معا- في بيت متواضع ببلدة علار شمال طولكرم كان يقطن الشاب لطفي أمين أبو سعدة ( 23عاما) بين والديه وثلاثة من الاخوة الذكور وبنتين اثنتين, في عائلة تعتمد على الزراعة في معيشتها, أما لطفي فكان يعمل بمصنع للطوب يملكه اخواله في البلدة.

لم يكن أحد من سكان بلدة علار أو افراد اسرة الشاب لطفي يظن يوما انه سيقدم على تنفيذ عملية استشهادية, لا سيما أنه شاب بسيط غير متعلم ولم يُعرف يوما بانتمائه لتنظيمات فلسطينية.

ويقول مراسلنا الذي تواجد في بيت الشاب بعد وقت قصير من الاعلان عنه كمنفذ لعملية نتانيا إن عائلته كانت في حال من الذهول وعدم التصديق للانباء, حتى شاهدت على شاشات التلفاز ابنها يحمل سلاحا ويقرأ وصيته الاخيرة قبل توجهه لتنفيذ العملية, حينها انهار الجميع واخذوا بالبكاء وفي عيونهم آثار الصدمة والمفاجأة.

والدة لطفي قالت: " أنا لا أصدق ما يحدث حولي, لقد تناول لطفي افطاره وغادر البيت في تمام الساعة السادسة صباحا كعادته متوجها الى عمله في مصنع الطوب التابع لاخواله, ولم يقل لي إنه ذاهب لتنفيذ عملية استشهادية".

ونفت الوالدة أي علم لها ولاسرتها بنية ابنها تفجير نفسه, مؤكدة أن ما جرى فعلا يشكل مفاجأة للجميع.

ويقول أقارب الشاب في وصفه إنه بسيط وهادئ, ولم تبد عليه اي دلائل للقيام بعمل كالذي حصل في نتانيا, ويشير البعض الى انه كان يلجأ الى اخوته في تدبير شؤونه- خاصة أنه لم يكن متعلما- حتى أن شقيقته الكبرى كانت تتولى القيام بتسجيل ايام عمله في مصنع اخواله .

وكان خمسة اسرائيليين قد قتلوا واصيب العشرات بجراح وصفت جراح 10 منهم بالخطيرة عندما فجر فلسطيني نفسه في مدخل احد المراكز التجارية بمدينة نتانيا وسط اسرائيل ظهر اليوم.

ووقع الانفجار بينما كان الاستشهادي يهم بدخول المجمع التجاري "هشارون" بمدينة نتانيا حيث اعترضه الحراس عند مدخل المجمع فبادر الى تفجير نفسه.

وفي اتصال هاتفي بـ "معا" فقد تبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي المسؤولية عن العملية, وقالت إن منفذها يدعى لطفي امين ابو سعدة من بلدة علار شمال طولكرم مشيرة الى انها جاءت ردا على ماوصفتها بـ" الخروقات الاسرائيلية", متوعدة بمواصلة المزيد من العمليات ضد الاحتلال الاسرائيلي.

وذكرت الانباء أن رئيس الحكومة الاسرائيلية ارائيل شارون توجه الى موقع الانفجار, فيما قرر وزير الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز عقد اجتماع امني مساء اليوم لبحث الرد على العملية.

وفي سياق متصل فقد دان الرئيس محمود عباس العملية ووصفها بالارهابية مشيرا الى انها ستلحق افدح الاضرار بالتزامات الجانب الفلسطيني تجاه عملية السلام.

واصدر ابو مازن تعليمات مشددة للاجهزة الامنية لالقاء القبض على المسؤولين والمتورطين بهذه العمليه وتقديمهم للعدالة مشيرا الى ان السلطة الفلسطينية لن تتساهل مع كل من يثبت تورطه ومسؤوليته عن هذه العملية.

وفي حديث لوكالة "معا" دان الدكتور صائب عريقات العملية ودعا المجتمع الدولي لبذل كل جهد ممكن من أجل الحفاظ على التهدئة بشكل متبادل ومتزامن.

وحذر عريقات من انهيار التهدئة مشيرا الى أن ذلك سيؤدي فقط لتوسيع دائرة العنف والفوضى واراقة الدماء.