|
رام الله : افلام جديدة في مهرجان شاشات الرابع لسينما المرأة .. الليلة
نشر بتاريخ: 27/11/2008 ( آخر تحديث: 27/11/2008 الساعة: 21:12 )
رام الله - معا - تتواصل الليلة عروض مهرجان شاشات الرابع لسينما المرأة، بعرض للفيلم الدنمركي "عائلة" للمخرجة في آمبو، والمخرج سامي سيف، والحاصل على عدة جوائز عالمية، من بينها جائزة "جوريس ايفنز" في مهرجان أمستردام للفيلم الوثائقي.
يمثل الفيلم محاولة للبحث في الدراما الشخصية للمخرج سامي وقوة هذا الفيلم تكمن فعلا في القدرة العالية على الوعي من أن المخرج هو نفسه موضوع الفيلم الذي هو بمنتهى الخصوصية، وما يتطلب ذلك من مهارة ومزاوجة ما بين الشخصي كانسان يعاني، وكمهني ومخرج يحاول أن يؤطر هذه التجربة بفعل درامي عبر فيلم وثائقي. سامي سيف شاب يسكن في مدينة كوبنهاجن الدنمركية، أصوله تعود لأبٍ يمني وأمٍ دنمركية، وهو كان قد تعرض لتجربة غاية في الألم والتعقيد، دفعت به لوحدة مرعبة، فقد عانى من فقدان الأم التي ماتت بعد أن أدمنت على الكحول جراء فقدانها للزوج - الأب، الذي قرر التخلي عن العائلة ومغادرة الدنمرك، والأخ الذي مات منتحراً نتيجة خلل في الحياة العائلية التي ظلت تؤثر بعمق حتى أودت به لهذا المصير. الفيلم عبارة عن بحث وتتبع يقوم به الشريكان سامي و"في أمبو"، وتؤدي محاولتهما للوصول إلى الأب، للسفر لليمن، فسامي لطالما اعتقد بضرورة لقاء الأب من اجل الإجابة عن أسئلة كثيرة تعتصر داخله وتجعله دوما يعاني، فالفيلم بهذا المستوى هو دعوة للبحث الدائم عن الأب والعائلة، وفعلا هناك يتم التعرف على عائلة جديدة، كان دوما يجهل أي شيء عنها، وتبدأ الشخصيات تبرز تباعا، العم وابن العم والأخ وأولاده وزوجته وزوجة العم التي كانت بمثابة الأم لأخيه وليد الذي ترك باليمن من أبيه وأمه المصرية، وتتطور العلاقة بأخيه "وليد" ليجد معه قواسم مشتركة، فقد عاش وليد كذلك نفس الظروف من الوحدة والألم حين ُترك وحيدا دون أمٍ أو أبٍ ليعيش في كنف عمه الذي كان بمثابة والده، وتعلق سامي كذلك بوليد نوع من التعويض عن فقدان أخيه "توماس" الذي فضل الموت انتحارا، ولكنه لا يجد الأب الذي يبحث عنه والذي هو عبارة عن رجل دائم الترحال، غير مبالي، لا يحب إلا نفسه، فكما اخبروه هو دائم الترحال لا يستقر في مكان، يتنقل بين البلدان ويقيم علاقات، ويتزوج وينجب أبناء، ويظل سامي يحاول تلمس أخبار والده من خلال الحكايات وروايات أفراد العائلة والصور والفيديو. الفيلم تجربة سينمائية وفنية وفي ذات السياق تجربة نفسية، فعندما يقرر سامي القيام بهذا الفيلم، فهو قد أقر بموت أمه وأخيه، وهو كذلك يحاول الخروج من أزمته ووحدته من خلال إعادة اكتشاف عائلته اليمنية، فالفيلم دراما شخصيّة مؤثرة، مليئة بالعواطف والمشاعر الجياشة، والتفكير والتساؤلات والأرق والتناقضات، وكذلك لا يخلو من الفكاهة والدعابة، وهو بحث حقيقي عن أب لا يعرفه ويتمنى أن يستمع إليه ويحدثه عن سبب كل ما حدث ولماذا، لكنه يظل منتظراً. ونجاح هذا الفيلم جعل منه فيلماً حاضراً في العديد من المهرجانات العالمية فقد تم عرضه في الدنمرك وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية وشارك في مهرجان غوتنبرغ بالسويد، ومهرجان النرويج السينمائي الدولي، ومهرجان تورنتو السينمائي- كندا، وعرض في فرنسا في مهرجان روان لأفلام بلدان الشمال الأوروبي، وفي مهرجان "عالم واحد للأفلام" بالجمهورية التشيكية، وقد حاز الفيلم على جائزة "جوريس إيڤنز" في مهرجان أمستردام للفيلم الوثائقي. وجاء الفيلم مميزا من حيث القدرة على العمل المشترك لمخرجين كانا بمنتهى التكامل والنجاح، وبتسليط الضوء على المخرجة "في أمبو" نجد أنها مخرجة سينمائية دنمركية، من مواليد العام 1973، أتمّت دراستها في مجال إخراج الأفلام الوثائقية من المعهد الوطني للأفلام في الدنمرك، 1999. لها عدّة أفلام وثائقية منها: "المقامر"، 2006، الذي يروي حكاية المخرج والكاتب نيقولا ڤيندينج ريفن، الذي يناضل من أجل الاستمرار في إخراج الأفلام بعد إفلاسه في العام 2003، و"الحب الميكانيكي"، 2007. أما المخرج سامي سيف فهو مخرج سينمائي دنمركي، من أصول يمنية. تخرّج سامي سيف من المعهد الوطني للأفلام في الدنمرك العام 1997. له شريط "يوميات ريكاردو لوبيز"، 1999، الذي عُرض في مهرجان أدفا، ومهرجان رؤى من الواقع. يعمل الآن على إنتاج فيلم صبي اسمه جوشوا. |