وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بيروت: ندوة سياسية بعنوان" العلاقات اللبنانية الفلسطينية بعد 60 عاما من اللجوء"

نشر بتاريخ: 28/11/2008 ( آخر تحديث: 28/11/2008 الساعة: 13:31 )
بيت لحم- معا- ضمن فعاليات الذكرى الستين للنكبة، نظمت منظمة "ثابت" لحق العودة امس ندوة فكرية سياسية بعنوان "العلاقات اللبنانية الفلسطينية بعد ستين عاماً من اللجوء"، في فندق كراون بلازا في بيروت.

وحضر الندوة نخبة من الباحثين والشخصيات المهتمة بالشأن الفلسطيني في لبنان، في مقدمتهم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سليم الحص، عضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح صلاح، عضو القيادة السياسية لحركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، مساعد ممثل منظمة التحرير في لبنان كمال مدحت، ممثل النائب وليد جنبلاط؛ عصمت عبد الصمد.

وافتتح الندوة وقدمها هشام يعقوب، تلته كلمة الأمين العام لمنظمة "ثابت" لحق العودة علي هويدي، الذي رحب بالحضور وتحدث عن واقع الشعب الفلسطيني في لبنان، وعرض التحديات التي تواجه وجودهم، مطالباً بتوفير الحقوق المدنية والاجتماعية وحفظ أمن المخيمات والعمل على حل المشاكل والعقبات.

وتحدث الحص عن حق العودة كحق أساسي يسبق الدولة وأكد على ضرورة توحد الفصائل الفلسطينية وإنهاء الانقسام في فلسطين والعودة إلى الحوار من أجل توحيد الرؤية الفلسطينية ومنع أي مشاريع تصفوية لحق العودة.

الجلسة الأولى التي ترأسها مدير تحرير مجلة العودة ياسر علي، وقدم ورقتها رئيس المنتدى القومي العربي محمد المجذوب تناولت الرؤية اللبنانية للعلاقة، فاستعرض نماذج المقاومات التي أفشلت التنجيم والتحليل والتخطيط لاستمرارية الاستعمار. واستعرض واقع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بالأرقام والنسب.. وتناول وثيقتيْ الدار البيضاء (1965) واتفاق القاهرة (1969)، اللتين أُلغيتا، وربط مستقبل العلاقة بين الطرفين بثلاثة مشاكل: تردّي الأوضاع المعيشية، مسألة حمل السلاح بالمخيمات ومسألة التوطين.

وعقب مدير مركز باحث للدراسات وليد محمد علي على الورقة المقدمة، متحدثاً عما يُراد للشعب الفلسطيني من دور عبر مضايقته في معيشته في لبنان.

الجلسة الثانية، التي ترأسها مدير دار الآداب سميح إدريس، وتحدث فيها مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح متناولاً الرؤية الفلسطينية للعلاقات، فشدد على أن ما يجمع الطرفين أكثر مما يفرّق، لافتاً إلى أن العلاقة بين الطرفين اللبناني (الحيوي والطموح) والفلسطيني (القادم المُكره) كانت على مدى ستين عاماً (علاقة قلقة) ومتفاوتة، ومؤكداً أن حلّ هذه العلاقة لا يمكن أن يتم في الجانب الأمني، بل ضمن حزمة من الإجراءات والقوانين.

ورأى أن شكل التعامل بين الطرفين عدة اعتبارات أبرزها: الاعتبار الديني والاعتبار الاقتصادي، والاعتبار الأمني والاعتبار السياسي. وختم ورقته بالدعوة إلى إزالة الأوهام والمخاوف، ورفع الحواجز النفسية، والاتفاق على النقاط المشتركة والتعاون فيها.

عقّب على الورقة الثانية رئيس تحرير مجلة مدارات عربية محمود حيدر الذي رأى أن الورقة المقدمة يمكن الاستفادة منها كأساس لعلاقة لبنانية فلسطينية طبيعية، وقال إن هناك خجلاً سياسياً لدى بعض الأطراف الفلسطينية في توصيف المشكلة الحقيقية والهروب إلى الأمام.

الجلسة الثالثة، كانت بعنوان "نحو مرجعية موحدة للاجئين الفلسطينيين في لبنان"، ترأسها عضو المجلس الوطني الفلسطيني صلاح صلاح، وقدم فيها الورقة الإعلامي والكاتب السياسي الفلسطيني رأفت مرّة، الذي تحدث في السياق التاريخي عن الحاجة إلى مرجعية فلسطينية، وتناول إشكالية غياب المرجعية وتأثير هذا الغياب على المحطات المفصلية، وعرض دوافع تشكيل المرجعية ومبرراته، موصّفاً ماهيتها وأهدافها العليا ووظيفتها.

وتوقف عند الشروط الضرورية لتشكيل المرجعية، وختم بالدور اللبناني وتأثيره في تسهيل أو تأخير إنشاء المرجعية.

وعقّب على الورقة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال الذي شدّد على غطاء منظمة التحرير وشبهها بخيط السبّحة التي تملك الفصائل والشعب الفلسطيني، لكنّه في الوقت نفسه أقر بضرورة وجود مرجعية للفلسطينيين في لبنان بعيداً عن أي هيمنة فصائلية سواء من فتح أو حماس.

وتحدث عن تحييد فلسطينيي لبنان عن أحداث غزة والضفة، فأي تصريح يُطلق من غزة أو الضفة ليس في الضرورة الردّ عليه من لبنان، وإعادة بناء البيت الفلسطيني، وانتقد سياسة النفي على حساب سياسة النقد، محذرا من أن يفقد الشعب شخصيته وهويته.