وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

سمر الاعرج: انطلاق الدوري النسوي هو ثمار التعب والمعاناة التي واجهناها وبداية تنظيم الامور رسميا

نشر بتاريخ: 01/12/2008 ( آخر تحديث: 01/12/2008 الساعة: 17:42 )
**في لقاء مع مؤسسة كرة القدم النسوية الفلسطينية:
**سمر الاعرج: انطلاق الدوري النسوي هو ثمار التعب والمعاناة التي واجهناها وبداية تنظيم الامور رسميا
**في انتخابات اللجنة الاوليمبية الفلسطينية نسعى للحصول على مراكز نسوية بكفاءة وليس بكوتا
**الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يعد الداعم الرئيس لجميع الفرق واللاعبات ما يبشر بمستقبل باهر للكروي النسوي
**سيادة النظرة المجتمعية الذكورية في قيادة المؤسسات الرياضية حجر عثرة في طريقنا

بيت لحم - معا - كتبت: عبير البرغوثي - حينما تمتزج الارادة بالرغبة المتوقدة لخلق التغيير..وحينما يمتزج التصميم على بناء نماذج يحتذى بها من الاجيال القادمة, تكون الخطوة وربما الخطوات الاولى مجتمعة مجرد بداية الصعود الصعب للقمة...حينها ترتجف وربما تتردد أو قد تتراجع النوايا, فالطريق للقمة ليس مفروشا بالورود, ولا يمضي باستقامة تسمح بالتقاط الانفاس, ناهيك عن تشكيك المتخوفين والمخونين أيا كانت دوافعهم..
البداية صعبة في كل الاحوال..وكيف حينما تقدم عليها امرأة في مجتمع ما زالت له خصوصية في تقسيم الاعمال بين الرجل والمرأة ..كيف ستكون الخطوة التالية للبداية تلك اذا ما كان الغمار الذي أقدمت عليه تلك المرأة .. هو ميدان كان حتى الامس القريب ميدانا تصول فيه أقدام الرجال طولا وعرضا.. أنه ميدان كرة القدم النسوية..ذلك المستطيل الذي بقيت أسواره وقواعد اللعب فيه تنتقل بين أقدام اللاعبين الذكور لسنوات وعقود..حتى في أعرق البلدان التي عرفت هذا اللون من الرياضة .
في هذه المقابلة نتناول ارادة نسوية تحدت الصعاب من خلال تصديها لمهمات تكاد تكون مستحيلة اذا ما نظرنا اليها بحكم تعقيدات واقعنا في بلدان العالم الثالث, والتي تزداد تعقيدا وصعوبة في الحالة الفلسطينية التي تطغى على أجندتها الانشغال بالهموم السياسية على حساب كل شئ..
لن أطيل في سرد قرائتي للصعوبات, ولكن أن تقوم امرأة ببناء فكرة وتحويلها لمشروع وتطوير هذا المشروع ليصبح منتخبا نسويا فلسطينيا لكرة القدم ...يشكل مبادرة تستحق الاحترام والتقدير والدعم والمساندة.
فالمرأة الفلسطينية قادرة بحكم تكوينها الذي تعمد بكل أصناف التحدي والمواجهة والصمود بهذا المزيج عملت سمر الاعرج مؤسسة كرة القدم النسوية الفلسطينية والتي وضعت هذا اللون الرياضي المهم على الاجندة الوطنية للرياضة الفلسطينية وفرضت ذلك بحقائق مدعمة بالانجاز المتنامي على أرض الواقع .. وبالمساندة الكاملة من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. كل ذلك يعني أن أقدام النساء قادرة على الوقوف بكل قوة على صدر المستطيل الاخضر.. وسيكتب التاريخ عن انجازات ستفرح لها الاجيال.. ولتسليط الضوء أكثر على انجازات الرياضية الفلسطينية سمر الاعرج كان لنا معها هذا اللقاء الرياضي:


- أولا نريد أن نعرف من هي سمر الأعرج موسى؟
بداية أرحب بالحياة الرياضية, كما أثمن الدور الذي تقوم به في دعم المسيرة الرياضية النسوية في فلسطين متمنين أن يستمر هذه الجهد الاعلامي للنهوض والارتقاء بمستوى المرأة ليس فقط في المجال الرياضي بل في كافة المجالات. وعودة الى اجابتي على هذا السؤال فأنا عملت وشاركت في عدة مجالات رياضية أهمها:
- مديرة للدائرة الرياضية في جامعة بيت لحم وأستاذة التربية الرياضية وكرة المدرب في نفس الجامعة.
- مدربة للياقة البدنية في الجامعة وأندية مختلفة
- أمينة سر الاتحاد الفلسطيني للتنس الأرضي
- مؤسسة كرة القدم النسوية في فلسطين
- عضو في اللجنة الاولمبية الفلسطينية التحضيرية
- وعضو في اللجنة العلمية لرابطة المرأة العربية
- وحالياً رئيسة الاتحاد الرياضي في مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني

- ما هي العقبات التي واجهتك أنت كامرأة قادت هذه الثورة الرياضية في عالم الرياضة النسوية الفلسطينية؟
سوف اتحدث عن المعوقات التي تواجه المرأة العربية في توليها مراكز قيادية في المجال الرياضي حسب دراستي التي قمت بها حديثاً، و من أهم هذه المعوقات:
- سيادة النظرة المجتمعية الذكورية في قيادة المؤسسات الرياضية, اضافة الى توفر فرص النمو المهني للرجل أكثر من المرأة الى جانب افتقار المرأة للقدرة المالية اللازمة للوصول لمراكز قيادية رياضية. والاهم من ذلك الظروف الأسرية الصعبة التي تؤدي في بعض الاحيان إلى الطلاق.
- الشرارة التي فجرت فكرة تأسيس منتخب كرة قدم نسوي واسهاماتك أنت كامرأة في هذا التأسيس اضافة الى أهم الاهداف و المراحل التي مر بها وصولا الى ما هو عليه اليوم.
بطبيعتي أحب التحديات والعمل جاهداً لتحقيق أهدافي فخلال دراستي للتربية الرياضية في الجامعة الأردنية لم يكن مسموح ان نتعلم مساق كرة القدم ولكنني كنت أتدرب احياناً مع زملائي، وعندما بدأت ميدان العمل في جامعة بيت لحم واستلمت موقع المسؤولية الإدارية صممت ان ابدأ بفكرة تأسيس كرة قدم للطالبات وبالفعل استجابت بعض الفتيات ومن أولهن هني ثلجية وشذى بنورة وقام بتدريبهن المدرب الرائع الذي يستحق كل تقدير واحترام الأستاذ رائد الهريمي الذي استمر متطوعاً لتطوير كرة القدم النسوية ومساعدتي في نشرها في المحافظات الأخرى.

- كيف كانت نظرة المجتمع من خلال متابعتكم للأمور لهذا النوع من الرياضة النسوية وهل تمكنتم اضافة الى العضوات من تطويع هذه النظرة لصالحكم, وكيف؟
في البداية كان ينظر للاعبات خلال التدريب على مهارات كرة القدم باستغراب وقد تعرضنا لكثير من الكلام والتعليقات السيئة ولكن كان لنا اتصال مباشر مع أولياء الأمور ودعوتهم لحضور التدريبات, ما شجع اللاعبات وعند مشاركتنا في أول بطولة للأندية في الأردن عام 2004 حققنا نتائج ايجابية وبمساعدة الإعلام بجميع أشكاله تبين ان الفريق النسوي حقق نتائج مشرفة ومثل فلسطين أفضل تمثيل فبدأت هذه النظرة بالاندثار شيئاً فشيئاً حتى وصلنا إلى تقبل المجتمع لهذه الرياضة النسوية.
- كيف تنظرين الى انطلاق دوري الشهيد ياسر عرفات النسوي الخماسي وكذلك افتتاح الدوري النسوي بحضور الرئيس محمود عباس وبلاتر ولفيف من أهم المسؤولين الفلسطينيين وكيف ترين وضع الكروي النسوي وسط الملاعب الفلسطينية والدولية على حد سواء؟
ان انطلاقة الدوري هو ثمار التعب والمعاناة التي واجهناها خلال الفترة الماضية وبداية لتنظيم الأمور رسمياً. وبما ان رئيس الاتحاد اللواء جبريل رجوب نفسه داعماً اساسياً لجميع الفرق واللاعبات فهذا يبشر بمستقبل باهر للكرة النسائية.
- كرة القدم النسوية كرياضة خشنة والتي قد تتخللها اصابات وضربات يمكن أن تكون خطيرة في بعض المرات, فما مدى الاصابات اتي يمكن أن يتعرضن لها عضوات فرق كرة القدم النسوية خاصة اذا ما كانت هناك منافسة أمام فريق كروي ذكوري وهل يمكن لجسم الفتاة أن يتلائم مع هذا النوع من الرياضة؟
لا شك ان لعبة كرة القدم من الألعاب الخشنة نوعاً ما بالنسبة للفتاة ولكن إذا تعلمت المهارة بطريقة صحيحة وتحت إشراف مدرب متخصص في الكرة النسائية وعلى ملاعب وأرضيات صحية وقانونية لن تتعرض لإصابات خطيرة لذلك يجب تأسيس اللاعبات الناشئات على اللعب بطريقة صحيحة بعيدة عن الاحتكاك الخاطىء بالآخرين مما يؤدي إلى تفادي الإصابات كذلك الإقلال من الكرت الأصفر والأحمر. وممكن ان تلعب الفتيات مباريات أمام فرق شباب ناشئة (كما كنا نعمل سابقاً لعدم وجود العديد من الفرق النسوية) وتكون المباراة متكافئة نوعاً ما وربما يتغلبن على الشباب.

- متى شعرتم بالفعل أن الرياضة النسوية أثبتت نفسها في الميدان سواء محليا أو دوليا وما هي الخطوة التي يمكن أن تقولوا عندها أنكم كرياضة نسوية استطاعت ان تثبت نفسها في الميدان الرياضي؟
لقد شعرنا بالاهمية للمنتخب الكروي النسوي عندما كثرت المقالات المحلية والدولية عن المنتخب وتأسيسه ولاعباته والتحديات التي واجهناها أمام المجتمع حتى أمام الظروف السياسية الصعبة. كذلك زادت الدعوات للمشاركات الخارجية للفريق من دول عربية ودول أجنبية مثل المانيا وايطاليا وفرنسا وبالفعل تمت تلبية بعض هذه المشاركات. كذلك أصبحت الأندية تهتم بكرة القدم النسوية أكثر من الألعاب الأخرى المتواجدة سابقاً ككرة السلة وكرة الطائرة. وهذه مؤشرات أن دلت فانها تدل على مدى الاهتمام الذي بدأت تحظى به كرة القدم النسوية في فلسطين.

- سؤالنا الاخير يتمحور حول وضع انتخابات اللجنة الاولمبية الفلسطينية وهل هناك مرشحات أخريات لعضوية المكتب التنفيذي للجنة. وفي حال فوزك بالعضوية فما هي أهم أهدافك التي تتطلعين لتحقيقها انطلاقا من هذا المنصب؟
بالنسبة للقائمة الموجودة حالياً انا الوحيدة المرشحة كعنصر نسائي وسوف يتم ترشيح الزميلة سبأ جرار من ضمن الكفاءات وانشاءالله نتمكن من الحصول على مراكز نسوية بكفاءة وليس بكوتا. وفي حال تم انتخابي سوف اطلب استلام الملف الرياضي النسوي لأعمل على تشكيل لجنة من جميع الأطراف المعنية بتطوير الرياضة النسوية من الإعلاميين والمدرسين في كليات التربية الرياضية في الجامعات الفلسطينية والجهات الحكومية والسلطات الرياضية والأندية للعمل على:
- تقديم تغطية موسعة في وسائل الإعلام المكتوبة والالكترونية حول الحاجة إلى المرأة الرياضية ودورها في صنع القرار في المؤسسات الرياضية.
- فتح قنوات اتصال بين الهيئات الرياضية والمؤسسات التعليمية.
- الاستفادة من تجارب الدول الرائدة على المستوى العربية في مجال تطوير رياضة المرأة.
- تنظيم برامج ودورات تدريبية لصقل وتأهيل المرأة الفلسطينية في مجال العمل الرياضي من تدرب وإدارة وتحكيم وإعلام.