|
مهرجان شاشات الرابع يختتم سينما المرأة في فلسطين
نشر بتاريخ: 01/12/2008 ( آخر تحديث: 01/12/2008 الساعة: 20:09 )
رام الله- معا - اختتم مهرجان شاشات الرابع، سينما المرأة في فلسطين، مساء الأحد، بمنح المخرجة اللبنانية الراحلة رندة الشهال صباغ جائزة مهرجان شاشات للعام 2008، والتي كان عرض فيلمها عن الحرب الأهلية اللبنانية "حروبنا الطائشة" للمرة الثانية بعد عرضه في المهرجان الأول لشاشات، السبت، محدثاً تأثيراً كبيراً على الجمهور الفلسطيني لما يحمله من دلائل في حالة الانقسام بين الشعب الواحد التي هي علامة هذه المرحلة.
وتسلمت المخرجة المغربية العالمية فريدة بن اليزيد الجائزة بالنيابة عن نور ابنة المخرجة صباغ التي لم تتمكن من الحضور لأسباب أمنية. وأعربت نور، في كلمتها التي ألقتها بالنيابة عنها خلود البدوي، صديقة العائلة، عن سعادتها لتكريم والدتها، وقالت: "لقد قررتم بهذا التكريم استحضار والدتي إلى فلسطين"، وقالت: اعتقدت دوما رندة الشهال، والدتي الغالية، الراحلة في عز عطائها، أن الإبداع سلاح، وأن المقاومة الثقافية والفكرية والفنية ضد كل ما هو قبيح، ومتخلف، ضد الاضطهاد والاستغلال، ليست اقل فعالية من المقاومة المسلحة. وهي كانت تقول عن قلمها وعن كاميرتها أنها أدواتها للاشتراك في المعركة، مساهمتها .. وقد وجه ذلك الالتزام أعمالها، وهي كانت تعتبره التزاما قيميا بل وجماليا. وأنا متأكدة أنه لو قدر لها أن تحضر مهرجاناتكم لوجدت نفسها فيما تقومون به من تطوير للسينما...ولهذا السبب، فأنا سعيدة لأنكم قررتم بهذا التكريم، كما أشارت إلى أن مؤسسة السينما الفلسطينية ساهمت في إنتاج أول أفلام والدتها ' خطوة...خطوة'. وكرم المهرجان أيضاً المخرجة العالمية فريدة بن اليزيد، التي حلت ضيفة عليه، في أول زيارة لها للأراضي الفلسطينية، والتي عبرت بدورها عن سعادتها بهذا التكريم، وهذه المشاركة، وشددت على أهمية ما تقوم به شاشات من نضال حقيقي لتحقيق رفعة السينما الفلسطينية. من جهتها أكدت مديرة المهرجان، د. علياء ارصغلي: إن مهرجان سينما المرأة في فلسطين يعتبر المهرجان الوحيد على المستوى العربي المتواصل بشكل دوري سنويا، ويهدف إلى إظهار إبداع المخرجات السينمائيات الفلسطينيات والعربيات والعالميات، مضيفة: عمر المهرجان أربع سنوات، وهو من عمر مؤسسة شاشات، مبينة أن شاشات ركزت، ومنذ نشأتها على أربع مجالات، وهي: مهرجان سينما المرأة الذي يعتبر طقسا سنويا ووحيدا في العالم العربي، وتطوير القطاع السينمائي الفلسطيني من خلال ورشات عمل وإخراج وإنتاج، وتوفير أجهزة ومعدات سينمائية بسعر مخفض، وإرسال رزم من أفلام فلسطينية إلى مهرجان دولية، وفي هذا الإطار أرسلت شاشات العام الماضي 65 رزمة، وفي العام الحالي 50 رزمة. أما المجال الثالث فهو السينما للجميع، مشددة على أن السينما حق من حقوق الإنسان، كما هي الثقافة، وأنه من المهم أن تكون الثقافة منتشرة في كافة أرجاء فلسطين، وليس في منطقة الوسط فقط، ولهذا عملت شاشات على إقامة عروض مستمرة في الضفة وقطاع غزة، في حين أن المجال الرابع يكمن في تعميم الثقافة السينمائية من خلال تأسيس مكتبة سينمائية متخصصة في ثلاث مدن: رام الله مؤسسة 'شاشات'، ونابلس جامعة النجاح الوطنية، ومركز السلام ببيت لحم. وقالت ارصغلي: إن مؤسسة 'شاشات' مؤسسة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في عملها، وتهدف إلى تطوير السينما في فلسطين من خلال الأربع مجالات المذكورة، وأن التعمق في العمل أفضل من الانتشار فيه، مشيرة إلى أن عروضها لهذه السنة تجولت في مختلف المحافظات الفلسطينية، عبر عشر جامعات في الضفة والقطاع، وأن العام المقبل سيكون عاما مميزا بالنسبة لشاشات ومهرجانها، خاصة مع الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية، مبينة أن مهرجان "شاشات" الخامس سيكون في منتصف العام المقبل، وستتمحور الأفلام كلها حول القدس. من ناحيته قال ادواردو علي من مؤسسة التعاون الإسبانية: إن هذا المهرجان يؤكد أهمية التبادل الثقافي ويساهم فيه، مشيرا إلى أن اسبانيا ستواصل دعم مهرجان شاشات لسينما المرأة في فلسطين لأهميته في التركيز على عرض أفلام متميزة والتزامه في طرح قضايا مهمة. بدورها عبرت المخرجة الفلسطينية غادة الطيرواي عن سعادتها وهي تقف أمام أهم مخرجات العالم العربي، المخرجة المغربية فريد بن اليزيد. وقالت: إن حضورها تأكيد على قوة العلاقة والروابط بين المخرجين والمخرجات العرب، وأشادت بأسلوبها السينمائي المرهف الذي يعبر عن ارتباطها الشديد بالأماكن والذكريات، رغم الحدود والمسافات، مشيرة إلى أن مدينة رام الله النافذة المطلة على القدس الشريف فيها شيء من طنجة رغم قسوة الاحتلال والإغلاق، فهي مدينة تملك هوامش واسعة للفرح والفن والحب والشعر والموسيقى والأمل، رغم قسوة الاحتلال والإغلاق والحصار وجدار الفصل . ورحبت الطيرواي باسمها وباسم الشعب الفلسطيني بالمخرجة بن اليزيد، وخاطبتها قائلة: وجودك بيننا اليوم من البلد الذي يترأس لجنة القدس في المؤتمر الإسلامي، يمثل بدء انطلاق فعاليات "شاشات" للاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة العربية، وإنها فرحة حقيقية أن يتعرف عليك جمهورك الفلسطيني عن قرب، خاصة أن بن اليزيد علاوة على مشاركتها في فعاليات المهرجان، قامت بزيارة لمدينة القدس، وأخرى لمدينة بيت لحم، ولضريحي الرئيس الشهيد ياسر عرفات، والشاعر الكبير محمود درويش في رام الله. |