|
الحديث ذو شجون *** الإعلام الرياضي ..كما نريده ! بقلم : فايز نصار
نشر بتاريخ: 01/12/2008 ( آخر تحديث: 01/12/2008 الساعة: 22:07 )
بيت لحم - معا - بعد قيام سلطتنا الوطنية على ارض الوطن قبل خمس عشرة سنة ، عادت الروح للميادين الرياضية ، وشاهدنا في كل المدن والقرى والمخيمات حراكا رياضيا محمودا ، وأنشطة رياضية تبشر بمستقبل رياضي ، يضمن اطلاع شبابنا بمسؤولية حمل رسالتنا الحضارية إلى كل شعوب الأرض ، عبر بوابة الرياضة ، التي تمثل أقرب جسور الاتصال والتواصل بين الأمم والشعوب .
ومع عودة الروح لرياضتنا ، واستيقاظ الخلايا الرياضية النائمة ، انتعش الإعلام الرياضي الفلسطيني ، ظهر جيش من الإعلاميين الرياضيين ، المخضرمين والواعدين ، وشكلوا توليفة حاولت التشرف بحمل الأمانة ، واضعين النقاط على الحروف ، مسلطين الأضواء على الايجابيات لإثرائها ، كاشفين للنقائص والسلبيات لتلاشيها وعلاجها . والحق يقال : إن التجربة الإعلامية الفلسطينية تستحق الإشادة ، لأن الإعلاميين الرياضيين شكلوا ذخرا استراتيجيا للحركة الرياضية الفلسطينية .... ولكن - تعست لكن - الملاحظ أن كثيرا من هؤلاء الإعلاميين يكتفون بنقل الخبر الرياضي جامدا ، دون متابعة أصدائه ، ويتناقلون النتائج الرياضية جامدة ، دون تحليلها فنيا ، بما يساعد في دفع العملية الرياضية قدما ! مما جعل الإعلام الرياضي عرضة للنقد والانتقاد من مسيري عدد من الأندية ، وحتى من بعض المسئولين في اتحاد الكرة . ولست هنا بصدد رصد أسماء من ساهموا في الارتقاء بمستوى الإعلام الرياضي ، من خلال التحليل المنهجي للمباريات ، حتى يتحسن المستوى الفني ، ويرتقي الأداء التكتيكي ، وتزداد الإثارة التنافسية ، وبالتالي يتحسن المستوى العام ، وتصبح مشاركاتنا الخارجية أكثر جدوى ، كما أكد للقاصي والداني فرسان واد النيص ، الذين أحرجوا زعيم الكرة الأردنية الفيصلي ، وخرجوا من منازلات العرب مرفوعي الرأس ، بعد إقناعهم لكل العرب بأن الكرة الفلسطينية لن تعود حصان المرور في الزمن الفلسطيني الجديد . ولكن لا يختلف اثنان في أن عدد الإعلاميين الرياضيين ، الذين يملكون القدرة على الاطلاع بعملهم الإعلامي ، وفق التوصيف السابق قليلون ، وما يثلج صدورنا أن هذه الثلة المهنية تزداد باطراد ، حيث أظهرت السنوات الماضية ، وأظهرت أكثر شهور المواقع التنافسية التصنيفية الجادة مجموعة من التجارب الإعلامية الفتية ، من الإعلاميين الرياضيين الشباب ، الذين يستطيعون إثراء الإعلام الرياضي الفلسطيني بمزيد من الخبرة ، وبمزيد من التأهيل والرسكلة والإعداد ، عبر الدورات الإعلامية الرياضية الداخلية والخارجية ، ومن خلال اكتساب هذا الجيل لمزيد من الخبرة الميدانية ، بمتابعة الإحداث في مواقعها ، ومن خلال الاحتكاك بتجارب الإعلاميين المخضرمين ... وقد وقعت عيناي على عينات تستحق أن نأخذ بيدها ، وندعم خطواتها في مجال الإعلام الرياضي ، وبين هؤلاء من تفتحت مواهبهم على أعمدة الانترنت . نعم . ان الساحة الرياضية الفلسطينية غنية بالإعلاميين الرياضيين الشباب الموهوبين ، ولكن الموهبة وحدها لا تكفي ، والأمر يقتضي اثراءا للموهبة بثقافة رياضية وغير رياضية عالية ، لأن المثقف هو من يعرف شيئا عن كل شيء ، وكلَّ شيء عن شيء ، حتى يصبح الإعلامي الرياضي مطلعا على كل الفنون ، ومطلعا على كل عناصر الانجاز الرياضي ، وسبل الرقي بهذه العناصر ، بمقتضى الحال ، وتبعا للظروف ، وبذلك لن يتسرب إلى أروقة الإعلام الرياضي إعلامي يجهل أبجديات التحليل ، ويفتقر للمعرفة بأمور التكتيك ، وحتى لا نسمع بإعلامي ينقد مدربا أو حكما ، وهو يجهل المبادئ والقوانين الأساسية للعبة ، التي يتحدث عنها . وتمثل الموهبة والثقافة حجر الزاوية في تكوين الإعلامي الرياضي ، وهذه الكفاءة يجب أن تكون مشفوعة بالنزاهة والالتزام ، والنزاهة هي العدل الذي يجعل الإعلامي يستخدم المعايير العلمية بكل تجرد وحيادية ، بعيدا عن الأهواء الشخصية ، وكل عوامل الجذب والمغريات ، فيصبح الإعلامي قاضيا عادلا ، يتعامل مع القضية بعيدا عن الأفكار المسبقة . وقبل هذا وذاك يجب أن يكون الإعلامي الرياضي ملتزما بقضايا شعبه ، منتميا بإخلاص لتطلعات أمته ، وخاصة في الحالة الفلسطينية ، التي تحتم على من يتعاطون مهنة الإعلام الرياضي تقدير الظروف التي يمر بها شبابنا ، فلا يتحاملون على منتخباتنا الوطنية ، قياسا على النتائج والمستوى ، إذا لم نهيئ لهؤلاء المقدمات الواقعية ، التي تكون مقدمة تفرز النتائج كما نريدها . مطلوب من الإعلام الرياضي الاطلاع بمسؤولياته في هذه الظروف الصعبة ، لأن الشباب الفلسطيني ينتظر من إعلامنا الرياضي لعب دور هام لتخفيف آثار العدوان ، ومطلوب من الرياضيين الفلسطينيين التجاوب مع رسالة الإعلام الرياضي ، فيصفقوا لنجاحاته ، ويتحملوا زلاته ، وليس مسموح لإعلامي أيا كانت ضلاعته في كنه الإعلام أن يعزل نفسه في برج عاجي ، بحجة أن مستواه الإعلامي أعلى من مستوى رياضتنا ، فالإعلام كما نفهمه عاملا فاعلا في الترقية الرياضية ، وعنصرا مؤثرا في دفع عجلة الرياضة قدما ! والحديث ذو شجون |