وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

على أبواب عيد الاضحى في غزة- البضائع المصرية تغرق السوق.. والتسُّوق إجباري

نشر بتاريخ: 03/12/2008 ( آخر تحديث: 03/12/2008 الساعة: 14:28 )
غزة- معا- في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة أصبحت خيارات المواطن الغزي محدودة جداً، عليه أن يرضى بالبضائع المتوفرة في السوق دون ادني اعتراض، رديئة أو عالية الجودة فهو مجبر وليس مخير.

"معا" جابت أسواق غزة لتطلع على البضائع المصرية التي تغرق أسواقها وتسلط الضوء على إمكانيات المستهلك ومدى حاجته للسلعة خاصة وأن الأسواق هذه الأيام تشهد إقبالاً على شراء البضائع بسبب موسم الأعياد.

خالد سمارة أحد تجارة الملابس الجاهزة في مدينة غزة أوضح أنه لا بديل عن البضائع المصرية التي تغرق السوق بكثرة، في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة مبيناً أن هذه البضائع يتم إدخالها عبر الأنفاق التي تصل رفح الفلسطينية بالمصرية.

اليوم وفي ظل حاجة المواطن إلى هذه البضائع فهو يُقبل على شرائها أيا كان نوعها وسعرها فلا يكاد يستعملها أسبوع حتى تبدأ بالتمزق و"الاهتراء" ولا سبيل لترجيعها لأنه قد استعملها ولم يقتصر الأمر على الملابس فقط وإنما أحذية وأغذية وكافة مستلزمات الحياة اليومية.

عن جودة هذه البضائع يؤكد سمارة أنها رديئة قياساً بالبضائع الصينية والتركية إلا أنها تحسنت عن السنة الماضية "البضائع مستويات منها الرديء ومنها المتوسط ومنها الجيد ونحنا كتجار نفضل التعامل مع المستوى المتوسط لان إقبال الناس عليه يكون كبيراً، أما الجيد فلا يوجد عليه إقبال لأنه مكلف جداً يفوق طاقة المواطن الغزي في ظل الحصار وتردي الأوضاع الاقتصادية يوماً بعد يوم".

موجة الغلاء التي تعصف بهذه البضائع التي يصفها تجارها بالرديئة حدث ولا حرج فبعد أن كانت أفضل قطعة تصل تكلفتها إلى 70 شيقلاً اليوم بالكاد تجدها وان وجدتها فهي بضعف الثمن.

وأشار سمارة إلى أن المستهلك هو من يتحمل تكلفة وصول هذه البضائع عبر الأنفاق، مبيناً أن ربحه لم يتغير لأنه يتشارك في الربح مع عدة جهات "البضائع سهلة على التجار لكن المستهلك يعترض على الغلاء والمبرر الوحيد لدينا هي مسالة عبور هذه البضائع عبر الأنفاق والتكاليف التي يتكبدها".

وكثيراً ما يشتكي المواطن الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار واستغلال التجار للأوضاع السياسية والاقتصادية في غزة فهل يدرك انه هو من يتحمل تكاليف المراحل التي تمر بها البضائع لتصل اليه؟.

وتابع حديثه: "عملية شحن البضاعة تمر بعدة مراحل يتحمل نفقتها المستهلك فانا لدي مندوب مشتريات في القاهرة الذي يأخذ نسبة من الأرباح، كذلك الشخص الذي ينقلها من القاهرة إلى العريش لديه نسبة ومن يقوم بتعبئتها في أكياس تمهيداً لتصريفها عبر الأنفاق ومن يدخلها عبر الأنفاق وصاحب النفق كل هؤلاء لديهم نصيب من الربح بالإضافة إلي ربحي"، مشدداً على أن الناس تقبل على شرائها بشكل كبير رغم ارتفاع أسعارها لأنها مجبرة وليست مخيرة لأنها إن لم تأخذها اليوم لن تجدها غداً "المستهلك مضطر أن يدفع دون أن يعترض لأنه لا يوجد أمامه بديل آخر".

أما المواطنون فقد اختلفت أراؤهم حول جودة البضائع المصرية التي تغرق السوق بين معجب بها واخر يعتبرها رديئة جداً.

نهال المصري أعربت عن إعجابها بها، متعجبة أن تكون بضائع بهذه الجودة قد وصلت عن طريق الأنفاق لتضعها في حيرة من أمرها ماذا تشتري إلا أنها استدركت أن أسعارها خيالية.

وهناك من اعتبرها أنها الاسوأ منذ سنوات ولا تستحق ثمنها ولكنه يدرك انه لا بديل عنها في ظل إغلاق المعابر التجارية، وتقول لنا إحدى السيدات التي كانت برفقة بناتها تبحث لهن عن ثياب العيد "إلي أكثر من ساعة ونصف ابحث عن ملابس جيدة وشي مميز، كل البضائع متشابهة رديئة ولا تستحق ثمنها"، مشددة أن ليس لديها خيار سوى أن تشتري الموجود في السوق وبالسعر المطلوب.

بغض النظر عن الأسعار المرتفعة ورداءة البضاعة المصرية الموجودة في الأسواق فلا بديل امام هؤلاء المواطنين إلا "سلع رديئة وتسوق إجباري".